الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكايات التعليم زمان | قصة إنشاء المدرسة الكاملية الموجودة في شارع المعز من العصر الأيوبي

المدرسة الكاملية
المدرسة الكاملية

"حكايات بداية التعليم زمان في مصر  ؟".. حكايات كل سطر فيها يزيدنا فخرا وحنينا إلى الماضي ، فجميع القصص والذكريات تؤكد أن التعليم زمان كان هو الأساس الذي بنت عليه مصر تاريخها وانجازاتها اللاحقة ، وهو ما ساعد على أن يولد من رحم نظام التعليم المصري القديم الكثير من العظماء والوزراء والعلماء والمشاهير الذين تتشرف بهم مصر الآن.

وفي هذا التقرير، قرر موقع "صدى البلد" إلقاء الضوء على حكاية المدرسة الكاملية التي تعود إلى العصر الايوبي.

وفقا لما ذكرته وزارة الاثار المصرية ، بنيت المدرسة الكاملية على أجزاء من القصر الشرقي الفاطمي الكبير، والمنشئ الأول لها هو السلطان الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل أبوبكر بن أيوب عام ٦٢٢هـ/١٢٢٥م، أما المنشئ الثاني فهو الأمير حسن كتخدا مستحفظان الشعراوي أحد رجالات مصر في عهد الوالي محمد أمين باشا خلال الحكم العثماني لمصر.

وتقع بقايا المدرسة الكاملية في شارع المعز على الجانب الغربي لسوق النحاسين وإلى الناحية الشمالية لمدرسة وضريح برقوق، ولم يبق منها سوى بقايا الإيوان الغربي.

و يرى بعض علماء الآثار أن المدرسة الكاملية أقدم نموذج لطراز تخطيط المدرسة ذات الإيوانين  ، حيث تتكون هذه المدرسة من فناء أوسط يتعامد عليه إيوانان وعلى الجانبين عدد من حجرات الطلبة.

وقد أقام الملك الكامل تلك المدرسة لتكون دارًا للحديث الشريف ، ثم من بعدها لفقهاء المذهب الشافعي، وأوقف عليها رَبْعًا مجاورًا لها.

وقد أخذت تلك المدرسة في الاندثار ، وتنص الكتابة على المدخل أن الأمير حسن الشعراوى كتخدا أصلح المدرسة الكاملية بعد أن تهدمت في (سنة 1166 هجرية - سنة 1752م)  ، حيث قام بإستغلال مساحة الإيوان الجنوبي الشرقي المتهدم لبناء مسجد صغير معلق، أما الباقي من المدرسة  حتى الآن فهو الإيوان الشمالي الغربي بما فيه من ملقف للهواء، وتخطيط حجرات للطلبة.

وقد حُفظت بعض زخارف الإطارات الجصية الخاصة بتلك الحجرات بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة، وكذلك جزء من عقد إيوان الصلاة.

أما المسجد العثماني المعلق فهو قائم على عدد من المحال السفلية المطلة على الواجهة، وللمنشأة مدخل ذو عقد ثلاثي بسيط يعلو فتحة دخوله عتب محفور عليه نص كتابي بالتجديد العثماني ويعلوه عقد من البلاطات الخزفية العثمانية.

وهناك لوحة فوق باب المدخل تشتمل على النص الآتي: " أحيا هذه المدرسة الكاملية دار الحديث بعد الاندراس، وأعادها محكمة البناء والأساس الأمير حسن كتخدا مستحفظان الشعراوي صانه الله من المساوئ" كان له وقاية في الدارين وسببًا في الجمع بين الحسنيين سنة 1166م

وكان اول من ولى التدريس في الكاملية ، الحافظ ابو الخطاب عمر ، وما برحت بيد اعياء الفقاء إلى عام 686 هــ - 1287 م

و قد عمل بها ثلاث من علماء الشافعية المشهورين ,امثال ابو الخطاب عمر بن الحسين  الذى تولى المشيخة و التدريس بها ، ثم تولى بعده اخاه ابى عمرو عثمان بن الحسن , و بعده تولاها الحافظ عبد العظيم ، وقد مكث فى المشيخة لاكثر من 20 عام ،  ثم من بعده تولى الرشيد العطار  ، و ظل يتولى امر مشيختها كبار العلماء ، و الفقهاء حتى اهملت و تلاشى امرها ، ثم بدأ الاهتمام بها كجامع اثري 

وكانت هذه المدرسة تتميز بموجود  كتابات بالخط الكوفي ، تم حفظها الان في متحف الفن الإسلامي

ومن الجدير بالذكر ان المدرسة الكاملية كانت تسمى في البداية بدار بن كستول و بسوق الوراقين وايضا بدار الحديث الكاملة ، لانه كان يدرس بها علوم الحديث المختلفة ، وتشير المصادر التاريخية كالمقريزى إلى أنها كانت مدرسة شافعية