الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أماني عبدالعال تكتب: الصحة النفسية للأطقم الطبية بمستشفيات العزل

صدى البلد

إن أهمية الحفاظ على صحتنا النفسية في ظل أزمة كورونا لا تقتصر فقط على العامة والمصابين ولكن تشمل أيضا العاملين بالأطقم الطبية والموظفين بمستشفيات العزل والمعالجين النفسيين الذين يقدمون الدعم النفسي وقت الأزمات، فهم جميعا معرضون لضغوط خطر الإصابة بالعدوى ، وألم الانفصال عن أحبائهم لتواجدهم بمستشفيات العزل وقلقهم على ذويهم ، لذا فهم عرضة لاضطراب في المشاعر وأزمات نفسية، لذلك فإن دعم أفراد الأطقم الطبية نفسيا أمر ضرورى للحفاظ على حياتهم وحياة المرضى، ومن هنا تتضح أهمية الاهتمام والدعم الذاتي لأفراد الأطقم الطبية :


-الحماية من التعرض للاحتراق الوظيفي
-الحفاظ على صحتهم النفسية والجسدية والاجتماعية .
-تجنب تأثر إنتاجية العمل .


لذا إذا شعرت بأعراض كاضطراب في النوم ، قلق متصاعد ، صور متكررة وملحة ، أعراض جسدية كالصداع ، الغثيان ، زيادة ضربات القلب، اعلم في ذلك الوقت أن تلك الأعراض هي ناقوس خطر ومن المهم طلب المساعدة النفسية من شخص متخصص والتحدث معه عما تمر به من مشاعر وانفعالات ، وعلى الرغم من صعوبة الأمر عند البعض لاعتيادهم تقديم المساعدة للآخرين وليس طلبها ولكن تذكر أن هذا حقك على نفسك للحفاظ عليها و حتى تستطيع أن تستكمل دورك .


ومن المهم في ذلك الوقت أن تسأل نفسك عدة أسئلة هل أقوم باهتمام ذاتي self care أم لا ؟، هل أقوم باستقطاع وقت لنفسي أم لا ؟ هل أقوم باستخدام وسائل الدعم الإيجابي الخاصة بي أم لا ؟.


إذا كانت إجابتك لا عما سبق ، ابدأ فورا بوضع البروتوكول الخاص بك للاهتمام بذاتك وزيادة قدرتك على التكيف إيجابيا والتغلب على القلق، وإليك أمثلة لما يمكنك استخدامه في بروتوكولك الخاص :


- اسمح لنفسك بالتعبير عن مشاعرك وتقبلها، اقض على الأقل من 5 إلى 10 دقائق يوميا لتدوين مشاعرك وأفكارك والتحدث مع أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك عنها بأريحية وبدون خجل.

- ذكر نفسك بسماتك ومهاراتك الشخصية القوية وقم بكتابة بعض منها وعلقها بغرفتك وقم بالاطلاع عليها من وقت لآخر .

- إذا شعرت بمشاعر إحباط وجلد للذات بسبب كثرة وفيات المرضى أو تفشي الوباء ، تذكر أن للعلوم الطبية حدودا فهي ليست سحرا لذا تذكر أنك تبذل قصارى جهدك لإنقاذ المرضى وعليك أن تتقبل النتيجة أيا كانت فهناك العديد من العوامل الأخرى المؤثرة بالأمر .

- اجعل حديث ذاتك إيجابيا وتذكر شجاعتك في السابق عندما مررت بأزمات سابقة وذكر نفسك بمصادر الدعم الإيجابي في حياتك التي استطعت من خلالها التغلب على  العديد من الصعاب سابقا .

- تذكر دائما أن لديك حياة أخرى خارج مستشفي العزل ، وقم بتذكرها وتواصل مع عائلتك يوميا من خلال المكالمات الصوتية والفيديو ، واشترك معهم في بعض القرارات اليومية البسيطة مثل اختيار وجبات الطعام اليومية .

- مارس الاسترخاء وتدريبات التنفس : قم بعمل استرخاء تخيلي من خلال الذهاب بخيالك إلى أكثر مكان تشعر فيه بالراحة والأمان أو من خلال تخيل منظر طبيعي مريح ، ثم قم  بعمل تدريبات للتنفس لتهدئة حواسك والتي تساعد على خفض درجة القلق ، قم باستنشاق شهيق عميق في خلال ثلاث عدات ، ثم قم بحبس الهواء داخل الرئتين في ثلاث عدات ثم قم بإخراجه من الفم في ثلاث عدات أخرى ، كرر هذا التمرين من 3 إلى 5 مرات حتى تشعر بالاسترخاء  .

-إذا زادت  أفكارك السلبية وشعرت أنك غير قادر على التعامل معها، اتخذ قرارا بأنك سوف تخصص وقتا محددا للأفكار، مثال سأفكر في أفكاري التي تصيبني بالضيق من الساعة السابعة حتى السابعة والنصف وبذلك ستكون أنت الذي تحكمت في أفكارك ولم تدعها تتحكم فيك طوال اليوم.

- خصص لنفسك وقتا يوميا لعمل بعض الأنشطة لعمل مشروبك المفضل ، أو مشاهدة مقطع كوميدي ، أو الاستماع لموسيقاك المفضلة ، أو ممارسة بعض الرياضة أو اليوجا والتأمل.

- كلما وجدت أنك قد أنهكت نفسيا، اعط لنفسك قسطا من الراحة ، واذهب بخيالك لمنطقة أمانك واستعد استراتيجيات التكيف الإيجابي الخاصة بك وقم بكتابتها وابدأ في ممارسة بعض منها.


في النهاية تذكر أن اهتمامك بذاتك هو الذي سيجعلك تمر بهذه الفترة بسلام نفسيا ، وتذكر امتنانا لك ولجهودك فإننا نتوجه لكم بشكر بحجم الكون وأكثر .