الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصين تسعى لتدشين طريق الحرير الصحي.. ومصر مشارك قوي في المبادرة.. حجم التجارة الثنائية 13.8 مليار دولار.. وشراكة استراتيجية بين بكين والقاهرة

الرئيس السيسي والرئيس
الرئيس السيسي والرئيس الصيني شي جين بينج

إطلاق مشروعات جديدة مثل مصانع الحديد والصلب والمنسوجات كعامل ضخ قوة دافعة للتعاون الاستثماري
مصر ستشارك في المعرض الزراعي الصيني في يوليو الجاري عبر الفيديو كونفرانس
* شراكة صحية بين 30 مؤسسة صحية في الصين ونظيرتها في إفريقيا
* طريق الحرير الرقمي يشمل تعاون مع مصر في مجال الابتكارات

تعكس أهداف مبادرة الحزام والطريق الرئيسية نشر التواصل والتنمية الاقتصادية في خمسة مجالات ذات أولوية: التنسيق حول السياسات، والتواصل في البنية التحتية، والمزيد من التجارة ،والتكامل المالي، والتبادلات على مستوى الأشخاص.

ولا تتضمن خريطة مبادرة الحزام والطريق الحالية رسميًا دول شمال أفريقيّة سوى مصر، وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في الدورة الثانية لقمة التعاون الدولي لــ "الحزام والطريق" في بكين عاصمة الصين في أبريل 2019، على رأس وفد كبير شمل العديد من الوزراء، الذين أيضا شاركوا في المنتديات الفرعية للقمة وقدموا مقترحات مصرية لمبادرة "الحزام والطريق".

وتعد مصر مشاركا قويا ومساهما نشطا في البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" على مدار سبع سنوات منذ طرحها. 
ووفرت القمة الثانية إطلاق فرص واسعة للتعاون بين الصين ومصر وفتح نطاق جديد للتنمية متمثلا في تعزيز فرص التعاون في البنية التحتية. 

ويعد تحقيق ترابط البنية التحتية محتوى محوري في بناء "الحزام والطريق". وأوضحت القمة أن القرض الخاص لــــ "الحزام والطريق" سيلعب دورا فعالا لدعم مشاريع البنية التحتية عالية الجودة والاستدامة ومنطقية الأسعار وسهولة الحصول عليه لكافة الدول المشاركة ومن بينها مصر.

تعاون تجاري أقوى
ويشهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر زخما قويا تزامنا مع البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق. وفي عام 2018، بلغ حجم التجارة الثنائية 13.8 مليار دولار، مسجلا رقما قياسيا، وذلك يرجع إلى ازدياد صادرات مصر إلى الصين بفضل دخول منتجات كالبرتقال الطازج والعنب وغيرها من المحاصيل الزراعية إلى السوق الصينية.

وتجرى مناقشات حول تصدير محاصيل أخرى مثل التمور. وفي الوقت نفسه توسعت شركات التصنيع الصينية التي تمثلها شركة جوشي بشكل جيد في منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري "تيدا" "TEDA"، ومن المتوقع أيضا إطلاق مشروعات جديدة مثل مصانع الحديد والصلب والمنسوجات، كعامل ضخ قوة دافعة للتعاون الاستثماري.

كما شاركت مصر كضيف شرف في معرض الاستيراد الدولي الصيني الأول 2018 والمعرض الاقتصادي والتجاري الصيني الإفريقي الأول 2019.

وتشارك مصر في المعرض الزراعي الصيني في يوليو الجاري عبر الفيديو كونفرانس.

بنية تحتية قوية بسبب المبادرة
 وسيظل التعاون في البنية التحتية محركا رئيسيا للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر. وكل المشاريع التي أبرمتها الشركات الصينية مثل خطوط نقل الكهرباء والمنطقة التجارية المركزية للعاصمة الإدارية الجديدة تظهر قوة التعاون في مجالات البنية التحتية مع الصين.

وتقوم الصين بالتعاون في مشاريع البنية التحتية الكبرى في مصر مثل المنطقة التجارية المركزية للعاصمة الإدارية الجديدة، ومشروع إنشاء خطوط شبكات كهرباء جهد 500 كيلوفولت، وخطوط إنتاج الأسمنت، ومحطات الطاقة الشمسية، ومشروع القطار الكهربائي بمدينة العاشر من رمضان، ومشروع إنشاء محطة توليد الكهرباء من الفحم بمنطقة الحمراوين، ومشروع توليد الكهرباء بنظام الضخ والتخزين في جبل عتاقة، والسكك الحديدية عالية السرعة.

طريق الحرير الرقمي 
شركات Huawei وغيرها من شركات الابتكار الصينية الرائدة تسعى لتنفيذ مشاريع تبادل المواهب وبناء القدرات في مصر، من أجل تعزيز التعاون القائم على الابتكار في جميع الجوانب.

دبلوماسيا
وشارك وزير الخارجية سامح شكري، الخميس 18 يونيو 2020 عبر تقنية الفيديو كونفرنس، في المؤتمر رفيع المستوى حول تعزيز التعاون الدولي للحزام والطريق من أجل مكافحة فيروس "كورونا" المُستجد عبر التضامن المُشترك.
 
وثمَن وزير الخارجية ما تمثله مبادرة الحزام والطريق من التزام صيني بتعزيز التعاون الدولي من أجل إيجاد حوار بناء يستهدف التعامل مع جائحة فيروس "كورونا"، خاصة وأنها تُعد من أكبر الأزمات الصحية في التاريخ.
 
وأكد سامح شكري أن تكثيف التعاون الدولي، بما في ذلك تحقيق الأهداف المرجوة لمبادرة الحزام والطريق، يُمكن أن يُسهم في تحقيق التعافي الاقتصادي والتخفيف من التحديات المُتعددة الناجمة عن هذه الجائحة.

طريق الحرير الصحي
ويتم التعاون مع الجانب المصري في المجالات الصحية كوجه جديد للتعاون بين البلدين، حيث سيتم توقيع بروتوكولات تعاون بين مستشفيات صينية و30 مستشفى أفريقي من بينها مستشفيات في مصر، لرفع قدرة الدول الأفريقية للوقاية من الأمراض خاصة فيروس كورونا المستجد.

وشدد السفير الصيني بالقاهرة أكثر من مرة على أن الدواء الصيني لفيروس كورونا في حالة إنتاجه، سيتم توفيره بسعر مناسب لتمكين الدول النامية من استخدام اللقاح على شرائح كبيرة من المرضى.

وقدمت الحكومة الصينية ثلاث دفعات من المستلزمات الطبية لــ مصر لمواجهة فيروس بلغ وزنها 35 طن.

وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي شهر يونيو الماضي في قمة صينية/ أفريقية مصغرة عبر الفيديو كونفرانس تحت عنوان "القمة الاستثنائية لتعزيز التضامن الصيني/ الأفريقي في مكافحة وباء كورونا"، وذلك بمشاركة الرئيس الصيني "شي جين بينج"، وعدد من الرؤساء الأفارقة ومدير عام منظمة الصحة العالمية.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن القمة الصينية/ الأفريقية الاستثنائية تناولت مناقشة سبل تعزيز التضامن والتوافق الأفريقي الصيني في مكافحة انتشار فيروس كورونا، ومنح قوة دفع جديدة للتعاون بين الجانبين في ظل التطورات الحالية.

وقد أشار الرئيس خلال القمة إلى أن انعقادها يؤكد توافر الإرادة السياسية لدفع العلاقات الأفريقية الصينية، وكذا عزم القارة على مواصلة التعامل الجاد مع تداعيات انتشار فيروس كورونا بالتعاون مع شريك دولي هام وجاد بحجم الصين في إطار التضامن السياسي والسعي نحو تحقيق المكاسب المشتركة بين الجانبين، وطالب بنقل الخبرات الصينية لبناء قدرات الدول الأكثر احتياجًا لمساعدتها على تخطي الأزمة.

وشهدت القمة تأكيد الجانب الصيني على التزامه بتقديم المساعدات التي من شأنها بناء القدرات الأفريقية لمنع انتشار الوباء ومشاركة مستجدات عملية الوصول إلى لقاح مضاد للفيروس عند إتاحته، مع ضمان وصوله للدول النامية عامةً والدول الأفريقية بشكل خاص.

وعزّزت الصين قوّتيها الاقتصادية والدبلوماسية من خلال مبادرة الحزام والطريق، التي تشكّل المبادرة الرئيسيّة في عهد الرئيس شي جين بينج على مستوى السياسة الخارجية.

وأبدى المسؤولون الصينيون قلقهم إزاء المستوى المتزايد من الإجراءات الروتينية في مصر والضرر الذي يمكن أن يلحقه ذلك بالمشاريع الاستثمارية. وفيما شكّل قانون الاستثمار المصري الجديد في عام 2017 خطوة إيجابية، لا يزال أمام مصر الكثير من الأعمال لتنجزها من أجل التخفيف من تحديات ممارسة أنشطة الأعمال.