الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رسائل أردوغان من منبر آيا صوفيا.. من سيف محمد الفاتح إلى اتفاقية لوزان.. فيديو

صدى البلد

افتتحت السلطات التركية، اليوم الجمعة، معلم آيا صوفيا، بعد تحويله لمسجد، حيث أقيمت فيه صلاة الجمعة بحضور الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وكبار المسؤولين الأتراك، في خطوة اثارت ردود أفعال أوروبية غاضبة.

إلى جانب اختيار التوقيت، فقد حمل افتتاح آيا صوفيا رسائل أردوغانية تكشف عن الطموحات التركية في عودة الامبراطورية العثمانية وسياساتها التوسعية، ومنها.


ألقى خطبة الجمعة رئيس هيئة الشؤون الدينية التركية، علي أرباش، والذي صعد المنبر ممسكًا بسيف مكتوب عليه آية من القرآن "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا".


ويعود تقليد صعود المنبر بالسيف إلى العهد العثماني، وتقول تقارير تركية إن أول من ابتدع هذا التقليد هو السلطان العثماني "محمد الفاتح" عندما ألقى خطبة الجمعة متقلدا السيف في الجامع الكبير بمدينة "أدرنة" قبل فتح "إسطنبول"، واتّبعه السلاطين العثمانيين لستة قرون تالية.


وتشير المصادر التركية إلى أنه عندما كان يتم تحويل أكبر كنيسة في الأماكن التي تم غزوها إلى مسجد، يتم تعليق رايتين على منبر المسجد ووضع سيف على جانب المدخل الأيمن للمنبر. فيما تقول الباحثة التركية المعارضة توجبا أردمير في تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن حمل وزير الشؤون الدينية للسيف "يعد لفتة عثمانية تقليدية، كذلك إشارة إلى مفهوم ‘حق السيف‘ والغزو".


والسلطان محمد الفاتح الذي سن التقليد المذكور، هو أيضا من حول تقليد قتل الأخوة الذي برره الفقهاء، في عهد السلطان بايزيد الأول "، رابع سلاطين الدولة العثمانية وحكم في الفترة من " 1389 – 1402"، وجعله  بمثابة قانون للدولة في عهده.


وبحسب البروفيسور أحمد آق كوندزـ رئيس قسم الدراسات العثمانية بالجامعة الاسلامية في روتردام ، والبروفيسور سعيد أوزتورك، المتخصص في التاريخ الاقتصادي، في كتابهما "الدولة العثمانية المجهولة 303 أسئلة واجوبة توضح حقائق غائبة عن الدولة العثمانية "، فقد جاء نص المادة القانونية التي وضعها محمد الفاتح بجواز قتل الاخوة أنه: "إذا تيسرت السلطنة لأي ولد من أولادي فيكون مناسبا قتل إخوته في سبيل تأسيس نظام العالم، وقد أجاز هذا معظم العلماء، فيجب العمل به".


الرسائل التي اطلقت من  افتتاح آيا صوفيا تشير إلى المكونات الايديولوجية التي يرتكن إليها أردوغان واستعداده لفعل أي شيئ في سبيل تحقيق أهدافه، وحلمه بإعادة النزعة التوسعية للامبراطورية العثمانية.


المثير أيضا هو اختيار السلطات التركية لتاريخ 24 يوليو كافتتاح للمتحف الذي تم تحويله إلى مسجد، والتاريخ المذكور هو التاريخ الذي وقعت فيه معاهدة لوزان عام 1923 والتي حددت الحدود الحالية لتركيا، ويرى متابعون للشأن التركي أن تحديد هذه الموعد المتوافق مع المناسبة المذكورة يدل على أن الدولة التركية لا تزال تعاني من أزمة هوية ما بين الدولة العلمانية التي وضعها مصطفى كمال أتاتورك، ومحاولة أسلمة الدولة بواسطة رجب طيب أردوغان.