شغفها بالتاريخ والأماكن الأثرية دفعها إلى التفكير في كيفية الدمج بين هذا الشغف وبين دراستها للغة الفرنسية على مدار سنوات، ومن هنا توصلت "شروق سيف"، خريجة قسم اللغة الفرنسية بكلية الألسن جامعة عين شمس إلى فكرة إعداد مقاطع فيديو قصيرة باللغة الفرنسية مستعينة بمهارتها وخبرتها في مجال التعليق الصوتي كي تسلط من خلالها الضوء على الأماكن الأثرية والسياحية الساحرة الموجودة في مصر، في محاولة لنقل لمحات من القصص التاريخية لهذه الأماكن إلى غير الناطقين باللغة العربية.
وعلى الرغم من أنها بدأت في تنفيذ فكرتها منذ قرابة شهر، إلا أن مقاطع الفيديو التي شاركتها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بدأت بالفعل تحظى بنسبة تفاعل ومشاركة ملحوظة من قبل العديد من الرواد.
وتتولى "شروق" كافة مراحل إعداد مقاطع الفيديو بداية من اختيار المكان أو المنطقة الأثرية وجمع المعلومات التاريخية عنها ومراجعتها مرورًا بالأداء الصوتي بالفرنسية مع إضافة ترجمة باللغة العربية وحتى المرحلة النهائية وهي تحرير الفيديو أو المونتاج، ولذلك فإن إعداد كل فيديو عادة ما يتطلب جهدًا ويستغرق ما بين يوم إلى ثلاثة أو أربعة أيام.
وكان من أبرز الأماكن التاريخية التي سلطت عليها الضوء في مقاطع الفيديو التي أعدتها، والتي تبلغ مدة كل منها 5 دقائق تقريبًا، مكتبة الإسكندرية وقصر البارون إمبان، وكذلك منطقة النوبة أو "أرض الذهب".
وتقول "شروق سيف" لـ"صدى البلد" إن فكرتها في الأساس نابعة من دارستها للغة الفرنسية وحبها للتاريخ، وقد ساعدها في تنفيذ هذه الفكرة عملها في مجال الإذاعة لفترة، حيث أوضحت أنها حصلت خلال فترة دراستها على ورشة تدريبية في التعليق الصوتي والدوبلاج والتقديم الإذاعي، كما قدمت موسمين من برنامج إذاعي ترفيهي في إحدى محطات الراديو.
وأشارت كذلك إلى أنها حصلت عل تدريب في الترجمة الصحفية من الفرنسية إلى العربية في أحد المواقع الإلكترونية، وترجمت خلال فترة تدريبها أكثر من 30 مقالًا.
وذكرت "شروق" أن إعداد كل مقطع فيديو يتم على عدة مراحل، حيث تبدأ أولًا بالقراءة عن الموضوع أو المكان الأثري الذي ستتناوله وجمع معلومات عنه، ثم إعداد مقدمة الفيديو واختيار الموسيقى المستخدمة في الخلفية، وبعد ذلك تقوم بإعداد الـ"Script" أو النص الخاص بالفيديو باللغة الفرنسية بناءً على المعلومات التي جمعتها من مصادر تاريخية مختلفة من خلال البحث باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية للتأكد من صحة المعلومة تاريخيًا.
وتقوم بعدها باختيار الصور التي من المقرر أن تستخدمها، وتسجيل التعليق الصوتي، وتضيف ترجمة باللغة العربية على الفيديو في النهاية؛ وهي عادة ما تضيف المصادر والمراجع التاريخية التي اعتمدت عليها في نهاية كل فيديو.
اقرأ أيضًا:أول فنان مصري ينحت على سن قلم رصاص.. صور
وأعربت "شروق" عن سعادتها بردود الأفعال التي تلقتها عبر "فيسبوك" حتى الآن، سواء من مصريين أو من جنسيات أخرى، مشيرة إلى أنها كانت مشجعة حتى أن متابعين غير مصريين قاموا بمشاركة مقاطع الفيديو، معربين عن رغبتهم في زيارة هذه الأماكن، وأكدت أن هذا النوع من التعليقات هو أكثر ما يسعدها.
وأضافت أنها تسعى إلى تطوير الأدوات التي تستخدمها والاستعانة ببرامج أكثر تطورًا لجذب المتابعين بشكل أكبر.