الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أول فنان مصري ينحت على سن قلم رصاص.. صور

من اعمال الفنان إبراهيم
من اعمال الفنان إبراهيم بلال

البحث عن غير المألوف كان غاية فنان مصري شاب احترف مجال جديد في النحت على خامة مختلفة وهي «سن القلم الرصاص»، ليصبح أول نحات يجسد أعماله على سن القلم الرصاص، متخذا من هذه الموهبة وسيلة لتوثيق الحضارة المصرية القديمة بتنفيذ مستنسخات بأصغر حجم ممكن، لا يتراوح بضع ملليمترات للقطعة الواحدة.

لم يعتمد الفنان الشاب إبراهيم بلال على الدراسة الأكاديمية في البداية، حيث تخرج من كلية الحقوق قبل عدة أعوام، ولكن خلال الدراسة وبعد التخرج شعر بأن ميوله فنية، وبدء كفنان تشكيلي هاو، كما يقول لـ «صدى البلد» حتى قرر إثراء موهبته في الرسم بشكل أكثر احترافية، والتحق بدراسة غير أكاديمية قبل 8 سنوات لاحتراف الفن التشكيلي.

"شغفي كبير لمعرفة كل ما يتعلق بالفنون التشكيلية" هذا كان الدافع لمواصلة دراسة إبراهيم في مجال الفنون التشكيلية، ووفقا لما قاله لـ «صدى البلد» لم تخلو هذه الفترة من سخرية المحيطين به لمخاطرته بوظيفة مستقرة وإتباع اهوائه في الرسم بحجة أنه "مبيأكلش عيش !".

اتجه إبراهيم قبل ثلاثة أعوام لمجال جديد على الفنون التشكيلية في مصر، وهو النحت على سن القلم الرصاص، ليصبح رائدا في هذا التخصص بمصر، ويقول أن البداية ترجع إلى مشاهدته لأعمال فنان تايواني على سن القلم الرصاص، فاعتبره «الفن المستحيل» وحاول تطبيقه.

محاولة تلو الأخر .. 20 محاولة للنحت على سن القلم الرصاص باتت بالفشل، حتى بدأ في نحت اول مجسم متضح الملامح وكان "شكل قلب"، وعلى مدار الأعوام الماضية بدأ في التدرج بنحت التفاصيل الدقيقة، حتى أصبح أول فنان للنحت على سن القلم الرصاص.

"لازم أخدم بلدي باللي أقدر أقدمه" كان هذا الدافع لإطلاقه مشروع يوظف فيه مهاراته لخدمة فكرة عامة وهي الترويج للآثار المصرية في حقبة مصر القديمة، ونسخ مصغرات لأشهر التماثيل المصرية على سن القلم الرصاص، ومنها قناع وتابوت توت عنخ آمون، وحجر رشيد.

وصل عدد أعماله حتى الآن إلى 7 منحوتات على سن القلم الرصاص، ويقول أن منهم عمل تقدم به لموسوعة جينيس للأرقام القياسية، ولكن بعد مرور عدة أشهر اكتشف أنه قوبل بالرفض نظرا لمخالفته المعايير المطلوبة، ويرجع ذلك إلى أن الأعمال الملحقة بالموسوعة تقاس بالسم وليس المللم.

الانتهاء من مجموعته الأولى للتماثيل المصرية المصغر، حلم يجعله يفارق الزمن للانتهاء منها وستتكون من 20 قطعة، ويكشف لـ «صدى البلد» أنه ينتوي عرضها بمعرض خاص، متمنيا وجود دعم من وزارة الآثار المصرية، أو مكتبة الإسكندرية.

الوقت التي تستغرقه كل قطعة يتوقف على دقة وكم التفاصيل، فمصغر تابوت توت عنخ آمون استغرق حوالي شهر ونصف عمل، بمعدل عمل يومي وصل إلى شهر كامل، وهذا هو السبب الرئيس في رفضه الدائم لبيعها، حيث رفض بيع قطعة من أعماله لمعرض حرف يدوية في أبو ظبي، أما السبب الآخر فهو رغبته في استغلال الوقت لانتهاء كل القطع المخطط لها من أجل المعرض.

"الناس بتستهون بالموضوع"، لاقى بلال الكثير من الهجوم ووصفه الكثير بأنه "بيضيع وقت !"، أما هو فيعتبر أعماله استحداث لنوع جديد من النحت في مصر الذي يعتمد على خامات صلبة كالجبس أو المعادن وكذكل مساحات كبيرة، أما المسحاة التي ينفذ عليها أعماله فلا تتعدى بضع ملليمترات.

يحتفظ إبراهيم بكل قطعة بطريقة آمنة تحافظ عليها، حيث يضعها في صندوق زجاجي مدعم بالورق المقوى، ومزود بعدسة مكبرة، وأضية رخام، ويقول عن مشاريعه القادمة أنه ينتوي العمل على مشروع يوثق معالم سياحية مصرية على سن القلم الرصاص أيضا.


-