أصدرت محكمة الجنايات بقنا قرارا في القضية المعروفة إعلاميا بـ"البشعة" بعد 8 سنوات من أحداثها، حيث قضت المحكمة بالإعدام شنقا لـ 3 متهمين والسجن المؤبد لـ 8 آخرين بتهمة القتل.
وتعود أحداث القضية إلى 25 فبراير عام 2012 عندما وجهت نيابة قنا إلى 11 شخصا من عائلة واحدة تهمة قتل 3 أشقاء، والشروع في قتل آخر بسبب خلافات ثأرية بقرية الحجيرات في قنا.
بدأت القصة بالطريق الصحراوي قنا سفاجا، عندما قُتل أحد شباب عائلة جلال في الحجيرات، واتهمت بقتله عائلة سقاو، لكن الأخيرة نفت ذلك فحكمت عليهم العائلة الأخرى بإجراء اختبار "البشعة" للتأكد من البراءة ووافقت عائلة سقاو.
وتوصلت التحريات في ذلك الوقت إلى أن المجني عليهم الخمسة قد اصطحبهم شخص من عائلة جلال يدعى سعيد جلال والد القتيل، إلى محافظة الإسماعيلية، للقيام باختبار "البشعة" للتأكد من براءتهم من قتل ابنه.
وأثناء سيرهم على الطريق الصحراوي استوقف سعيد جلال السيارة بحجة أنه تعب من الطريق، ليفاجئ المجني عليهم بأقاربه يفتحون عليهم نيران بنادقهم الآلية حتى قتلوهم جميعا ما عدا واحدا فقط نجا بعد إسعافه إلى مستشفى قنا العام.
ويلجأ المتخاصمين إلى اختبار "البشعة" عندما يستنفذون كافة الحلول ولا يجدون إثباتا واضحا على براءة أو إدانة الجاني أو المتهم في قضية ما، أو عندما لا يوجد شهود على الجريمة، حيث تكون البشعة بمثابة اختبار جهاز كشف الكذب لكن على الطريقة القديمة والمتبعة لدى بعض أهالي الصعيد والقبائل.
تعرف "البشعة" بكونها آلة معدنية تشبه "محماص البن" أو "المغرفة المعدن" التي يتم غمسها في النار حتى تزداد حرارتها وتصبح أكثر سخونة ثم يضعها المتهم على لسانه بعد قول شهادته أمام الحضور، حيث يشبه الأمر محكمة عرفية تقيمها القبائل للفصل في القضايا الجدلية.
يُعرف قاضي هذه المحكمة والمسئول عن الاختبار باسم "المُبشع" والذي يتميز بالصدق والحكمة ومعرفته ببواطن الأمور وفي أغلب الأحيان يكون أكبر سنا ومقاما، حيث يأمر المتهم بقول شهادته أمام الحضور ثم يخرج لسانه لفحصه والتأكد من حالته قبل إجراء الاختبار.
يتم تعين شهود إثبات - لدى كل خصم- على الاختبار كنوع من التوثيق، حيث تبدأ الإثارة أو "البشاعة" بعد الإدلاء بالشهادة، عندها يخرج الجاني لسانه ويضع المغرفة الساخنة على طرف اللسان للتأكد من صدق قوله، فإذا كان صادقا لن يصاب لسانه بأي أذى وإذا كان غير ذلك سيتعرض لسانه للحرق كإشارة إلهية على الحكم.
في حالة البراءة يقر الشهود والمجني عليه أو أهله -في حالة عدم وجوده- الحكم، أما في حالة الإدانة التي يتم إثباتها بـ"حرق لسانه"، يواجه المتهم الحكم الذي يراه "المُبشع" مناسبا وفقا للعقوبة التي قام بها الجاني.