الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصحراء كانت غابة.. أقدم أثر بشرية في السعودية تكشف أسرار الحياة قديما

مكان البحيرة في شبه
مكان البحيرة في شبه الجزيرة العربية

اكتشف علماء الآثار، أقدم آثار بشرية تم العثور عليها حتى الآن في شبه الجزيرة العربية، ويعتقد أن عمر الأثر التاريخي يرجع إلى 120 ألف عاما، وتقع في مكان بحيرة قديمة في صحراء النفود الحديثة. 

ووفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، كانت هذه المنطقة حاسمة في هجرة البشر من إفريقيا إلى بقية العالم، حيث كانت بمثابة بوابة بين إفريقيا وأوراسيا، ويُعتقد أن البشر ظهروا في إفريقيا منذ حوالي 300 ألف عام ولم يصلوا إلى بلاد الشام لأكثر من 150 ألف عام.

واعتقد الخبراء سابقًا أن البشر قاموا بهذه الرحلة على طول الطرق الساحلية، لكن الباحثين وراء الاكتشاف الأخير يعتقدون أن هذا قد لا يكون صحيحًا، وأوضحوا أنهربما يكون البشر قد سلكوا طرقا داخلية واتبعو االبحيرات والأنهار من خلالها.

وإلى جانب العلامات البشرية، يوجد 233 حفرية و 369 مسارًا للحيوانات، منهم 44 أثرًا للأفيال و 107 آثار أقدام للإبل، مما يشير إلى أن البحيرة كانت بحيرة للمياه العذبة.

ويقول كبير مؤلفي الدراسة مايكل بيتراجليا من ماكس بلانك: " إن وجود الحيوانات الكبيرة مثل الفيلة وأفراس النهر، في أماكن الأراضي العشبية والموارد المائية، ربما جعل شمال شبه الجزيرة العربية مكانًا جذابًا بشكل خاص للبشر الذين ينتقلون بين إفريقيا وأوراسيا قديما.

وتتميز شبه الجزيرة العربية بصحاري شاسعة، على عكس الدراسة والأبحاث التي أجريت على مدار العقد الماضي وأظهرت أن هذا لم يكن حالها سابقا، بل كانت مكانا خصبا ورطبا، وذلك خلال الفترة التي تعرف باسم "آخر عصر بين الجليديين". 

ويقول البروفيسور إيان كاندي من رويال هولواي ، المؤلف المشارك للدراسة، إن هذه الفترة الزمنية هي لحظة مهمة في عصور ما قبل التاريخ البشرية، مضيفا أن التغيرات البيئية خلال العصر الجليدي الأخير قد سمحت للإنسان والحيوان بالانتشار عبر المناطق الصحراوية.

وتشير هذه النتائج إلى حركات بشرية خارج إفريقيا في شمال شبه الجزيرة العربية خلال آخر فترة "ما بين الجليدية"، مما يبرز أهمية هذه المنطقة لدراسة عصور ما قبل التاريخ البشرية.

ويذكر أن تم اكتشاف آثار الأقدام في عام 2017 عندما أدى التآكل إلى إزالة الرواسب التي كانت موجودة فوق آثار الأقدام، وتعد آثار الأقدام شكلًا فريدًا من أشكال الأدلة الأحفورية، وتم تأريخ المطبوعات باستخدام تقنية تسمى التألق البصري، من خلال تفجير الضوء على حبيبات الرمل وقياس كمية الطاقة المنبعثة منها.