لليوم السابع.. استمرار حرب القوقاز بين الآذريين والأرمن.. أذربيجان تهدد بتدمير أهداف جارتها.. وأرمينيا تتهم تركيا بإشعال الحرب

•  وزارة الخارجية الأرمينية:  تركيا تدعم أذربيجان بالسلاح
• المتحدث باسم كاراباخ يكشف حقيقة إصابة رئيس الإقليم في غارة صاروخية
• أرمينيا  تتعهد باستخدام "جميع الوسائل الضرورية" للدفاع عن نفسها
• ارتفاع حصيلة القتلى إلى 230.. وتقديرات تقول بأكثر من ذلك
• التصعيد الأخير يهدد باستقطاب روسيا وتركيا وإيران

 

 

لليوم السابع على التوالي، استمرت المواجهات بين أذربيجان وأرمينيا في منطقة ناجورنو كاراباخ، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية، أن قصفًا صاروخيًا مكثفًا نفذته القوات الأذرية على الإقليم أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية، بينما أعلنت أذربيجان، إن القوات الأرمينية شنت بدورها هجومًا على مواقع لها، في ردٍ من الثانية على هجوم الأولى، وفق ماذكرت صحف متفرقة.

 

وأكد مساعد رئيس أذربيجان، إلهام علييف، اليوم الأحد، أن بلاده ستدمر أهدافا عسكرية في أرمينيا تطلق يريفان منها النار على مدن أذربيجانية، حيث أعلنت أذربيجان، في وقت سابق، مقتل مدني وجرح 4 في هجوم صاروخي من أرمينيا على كنجا، ثاني أكبر مدن البلاد.. من جانبها نفت أرمينيا شن هذا الهجوم.

7 قرى بيد الآذريين

كان الرئيس الأذربيجاني علييف أعلن أن أذربيجان تسيطر على سبع قرى على طول خط السيطرة في كاراباخ.

 

وكتب علييف على "تويتر": "اليوم حرر الجيش الأذربيجاني قرى طاليش في منطقة تيرتير ومهديلي وشاخيرلي وأشاجا ماراليان وشيبي وكويجاك في منطقة جبرائيل وأشاجا عبد الرحمنلي في منطقة فضولي".

 

قصف منشآت أذربيجان العسكرية

بدوره، تعهد رئيس جمهورية كاراباخ، غير المعترف بها، أرايك هاروتيونيان، اليوم الأحد، بمواصلة قصف منشآت أذربيجان العسكرية.

 

ووفقا لوكالة "أرمن برس"، أعلن رئيس كاراباخ تعليق قصف مدينة "كنجا" لتفادي سقوط مدنيين، ودعا هاروتيونيان السكان الأذربيجانيين إلى مغادرة هذه المدن على الفور لتجنب الخسائر المحتملة"، وحذر هاروتيونيان من أن المسؤولية كاملة تقع على عاتق القيادة الأذربيجانية.

 

 

تركيا تشعل الحرب

أعلنت وزارة الخارجية الأرمينية، أن تركيا تدعم أذربيجان بالوجود العسكري والسلاح.

 

وقالت الخارجية الأرمينية إن الأتراك يدعمون أذربيجان بشكل عملي جدا، مضيفة أن أنقرة منخرطة بشكل كبير في العمليات العسكرية التي بدأتها أذربيجان.

 

ولفتت الوزارة إلى أن المجتمع الدولي يدرك أن التخطيط لهذه الحرب تم بمشاركة تركيا.

 

 

إصابة رئيس إقليم كاراباخ

من ناحية أخرى، كشف المتحدث باسم إقليم كاراباخ حقيقة إصابة رئيسه أرايك هاروتيونيان؛ مؤكدا أنه لا أساس له من الصحة.

 

ويأتي الرد، بعدما أعلن مساعد رئيس أذربيجان، حكمت حاجييف، اليوم الأحد، أن رئيس جمهورية كاراباخ، غير المعترف بها، أرايك هاروتيونيان، أصيب بجروح بليغة.

 

 

تجاهل العالم

اتهمت خارجية أرمينيا أمس، أذربيجان بتجاهل الدعوات الدولية لحل النزاع سلميًا، مؤكدة أن الأخيرة تواصل هجماتها العسكرية بدعم من تركيا.

 

 كما اتهمت قواتها بقصف المدينة الرئيسية في الإقليم، وبينما أعلنت يريفان أنها على استعداد للعمل مع وسطاء للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، ردت باكو بأنه على أرمينيا أولًا سحب جنودها.

 

فيما أعرب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، عن أمله في أن تكون التقارير عن وجود مرتزقة في أذربيجان معلومات لا أساس لها من الصحة، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا التي تدعم أذربيجان من نشر مقاتلين من سورية في المنطقة، معتبرًا أنه "تم تجاوز خط أحمر".

 

وقد أحجمت القوات المسلحة الأرمينية حتى الآن عن دخول الحرب إلى جانب تلك الموجودة في ناغورنو كاراباخ، لكن في خطاب متلفز ، صور رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الصراع على أنه صراع وطني وقارن بينه وبين حرب البلاد مع تركيا العثمانية في أوائل القرن العشرين.

الفظائع الجماعية

وقالت وزارة الخارجية الأرمينية إن أرمينيا بصفتها الضامن لأمن ناجورنو كاراباخ ستتخذ "جميع الوسائل والخطوات اللازمة" لمنع ما أسمته "الفظائع الجماعية" من قبل القوات الأذربيجانية وحليفتها تركيا.

 

وذكر مسئولون في ناجورنو كاراباخ أن أكثر من 150 جنديا من جانبهم قتلوا حتى الآن. ولم تقدم السلطات الأذربيجانية تفاصيل عن خسائرها العسكرية لكنها قالت إن 19 مدنيا قتلوا وأصيب 55 آخرون.

 

زعم فهرام بوجوسيان، المتحدث باسم رئيس ناجورنو كاراباخ، على فيسبوك أن بيانات استخباراتية أظهرت أن حوالي 3000 أذربيجاني قتلوا في القتال.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية آرتسرون أوفانيسيان في وقت لاحق إن 2300 جندي أذربيجاني قتلوا، حوالي 400 منهم في اليوم الأخير.

 

وقالت شبكة إيه بي سي الأمريكية، إنه قد ارتفع عدد القتلى إلى 230 على الأقل، وقال كل جانب إنه دمر مئات الدبابات للآخر.

 

حكم ذاتي

كانت ناجورنو كاراباخ منطقة تتمتع بالحكم الذاتي داخل أذربيجان خلال الحقبة السوفيتية، لكنها أعلنت استقلالها عن أذربيجان في عام 1991 ، قبل حوالي ثلاثة أشهر من انهيار الاتحاد السوفيتي.

 

بحلول الوقت الذي انتهت فيه الحرب في عام 1994، لم تكن القوات الأرمينية تسيطر على ناجورنو كاراباخ نفسها فحسب، بل كانت تسيطر على مناطق كبيرة خارج الحدود الرسمية للإقليم.

 

شرط وقف القتال

وقد دعت عدة قرارات لمجلس الأمن الدولي إلى الانسحاب من تلك المناطق، وهو ما تجاهلته القوات الأرمينية.

 

وقال علييف في مقابلة تليفزيونية إنه يتعين على الأرمن الانسحاب من تلك المناطق قبل أن يتوقف القتال الأخير.

 

 

مذابح الأتراك

قُتل حوالي 1.5 مليون أرمني في عمليات قتل جماعي في تركيا العثمانية بداية من عام 1915 ، والتي وصفتها أرمينيا والعديد من الدول الأخرى بأنها إبادة جماعية.

 

وترفض تركيا بشدة هذا المصطلح ، وتقول إن العدد الإجمالي للضحايا مبالغ فيه وتقول إن الوفيات وقال البيان "أرمينيا ومنظمات الشتات الأرميني تتحمل المسؤولية القانونية الدولية عن تنظيم هذه الأنشطة الإرهابية".

 

نزاع إقليمي

من جانبها، اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الصراع المشتعل حاليًا بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم ناجورنو كاراباخ يثير مخاوف من أن الصراع العرقي الداخلي قد يتحول إلى نزاع إقليمي، يضم أطرافًا أخرى مثل تركيا وروسيا وإيران.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن التصعيد يختلف عما حدث في الماضي، فالمتغير الأهم، هو الضلوع التركي المباشر في الصراع.