الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحرف التراثية.. عنوان الهوية وإحدى الأدوات للحفاظ على شخصية مصر العريقة.. والثقافة: تتيح الفرصة للأجيال الجديدة

صدى البلد

تعمل وزارة الثقافة على دعم الحرف التراثية، والحفاظ عليها من الانقراض، لما تمثله من أهمية كبيرة في التراث المصري، ومكانة عالية في العالم العربي والغربي، وأحد الأدوات الهامة للحفاظ على شخصية مصر العريقة والرائدة.


وفي هذا السياق، افتتحت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، خلال اليومين الماضيين، فعاليات الدورة الثالثة عشر من مهرجان الحرف التقليدية والذي ينظمه قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور خالد سرور بالتعاون مع عدد المؤسسات وجمعيات المجتمع المدنى وتستمر فعالياته خلال الفترة من ٢٥ حتى ٢٩ أكتوبر الجاري بمركز سينما الحضارة الملحق بمتحف الجزيرة بأرض الأوبرا.


وجاء المهرجان تحت عنوان "الحرف التقليدية.. في عيون القاهرة الإسلامية"، وتم إهداؤها لاسم الفنان الراحل الدكتور عبد القادر مختار لعطاءاته البناءة في مجال تطوير وصون مجال الحرف التقليدية والتراثية.

 
وقالت "عبد الدايم" إن الفنون التراثية تحتل مكانة هامة فى المجتمع باعتبارها عنوانًا للهوية، مشيرة إلى ضرورة دعم الموروثات من فنون وحرف تقليدية باعتبارها إحدى الأدوات الهامة للحفاظ على شخصية مصر العريقة والرائدة.


وأضافت أن مهرجان الحرف التقليدية يتيح الفرصة للأجيال الجديدة للتعرف على عناصر إبداعية شكلت جانبًا من حضارة الوطن، مؤكدة أنه إحدى فعاليات وزارة الثقافة الرامية نحو استدامة الاهتمام والتعريف بالصناعات التقليدية التراثية والترويج لها وخلق بيئة محفزة لاستمرار إحياء أحد أشكال الموروثات الفنية التى تميز الأمة إلى جانب تعريف الأجيال الجديدة بملامح الهوية الوطنية.


وأكدت السعي لنقل فعاليات المهرجان وعرضه إلى محافظات مصر تحقيقًا لمبدأ العدالة الثقافية، مشيدة بجهود الحفاظ على الإرث الثقافى والفنى.


وتعمل الوزارة على دعم ورعاية كل الفعاليات المستهدفة الحفاظ على الهوية التراثية بما يكفل تعميق الوعي بقيمتها لدى الأجيال المتعاقبة وبما يحقق المزيد من الولاء والانتماء الوطني.


ويعد المهرجان الفني تجسيدًا لأهمية الحفاظ وصون التراث من الحرف التقليدية والسعي لتطويرها بما يتوائم مع المفاهيم والمتطلبات العصرية.


يُشار إلى أن مهرجان هذا العام يُقام بمشاركة العديد من قطاعات وزارة الثقافة منها الهيئة العامة لقصور الثقافة وصندوق التنمية الثقافية وبعض مؤسسات المجتمع المدنى الجمعيات منها (جمعية أصالة- جمعية أبناء اسوان مؤسسة الفراعنة للنسيج -موسسة مهنة ومستقبل -أندية اليونسكو للتراث والفن والثقافة )، هذا بجانب مشاركة الإدارة المركزية لمراكز الإنتاج الفني التابعة لقطاع الفنون التشكيلية بـ 235 قطعة فنية متنوعة تشمل المشغولات الجلدية والأواني النحاسية والحلي الشعبية والفضة والأعمال الخشبية والصدف والأواني الزجاجية.


وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى أشار فى يونيو 2017 إلى إمكانية تشكيل مجموعة من الشباب ليتولوا مهمة الاهتمام بالصناعات اليدوية والتراثية بمختلف المحافظات، وليكونوا نقطة اتصال بين الدولة والمصنعين بهدف إقامة المعارض وتسويق تلك المنتجات والترويج لها لكى تخرج تلك الصناعات لخارج مصر، وتعمل وزارة الثقافة على استمرار هذه الحرف من خلال قطاعاتها بعمل ورش مستمرة في الهيئة العامة لقصور الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية، إلى جانب مدينة الحرف التراثية والتقليدية بالفسطاط، وكذلك عمل المهرجانات والملتقيات السنوية والدورية، لتظل الحرف ويظل الحرفيين على تواصل مستمر، فقد اشتهرت مصر على مدى تاريخها بفنونها التراثية وصناعها المهرة الذين أبدعوا فى مجالات عدة منها الخيامية والأرابيسك والزجاج المعشق والتطعيم بالصدف والخزف والفخار والسجاد اليدوي والطرق على النحاس وغيرها.


ويعد الحفاظ على التراث المصري والصناعات الحرفية من الاندثار وتقديم مصر للعالم من خلال الحرف التقليدية التى تُميز المحافظات المصرية المختلفة من الأهداف الرئيسية في إطار استراتيجية دعم ورعاية الحرف التراثية كجزء هام ورئيسي من المكون المادي للهوية الثقافية للشخصية المصرية، فالتراث الحضاري على اختلاف أنواعه وأشكاله مبعث فخر للأمم وأكبر دليل على عراقتها وأصالتها وخير تعبير عن هويتها الوطنية  وصلة وثيقة لا تنفصم ولا تنقطع بين الماضي والحاضر، وقديمًا قالوا: من لا ماضي له لا حاضر له،  فمصر تتميز بالصناعات اليدوية التراثية حيث توجد عشرات الحرف اليدوية التي توارثت من جيل إلى جيل، حاملة معها البصمة الوراثية للإبداع والجمال والدقة والإتقان، ويظهر ذلك من خلال المشاركات المتميزة في المعارض الدولية المتخصصة في المنتجات التراثية.


الحرف اليدوية أو الصناعات التقليدية هي الصناعات المعتمدة على اليد أو باستخدام الأدوات البسيطة فقط وهي أحد القطاعات الرئيسية التقليدية الحرفية، وعرفت مصر الحرف اليدوية منذ عهد الفراعنة، حيث تميز الشعب المصري عن غيره من الشعوب في صناعة الحرف اليدوية من حيث استخدام المنتجات الطبيعية من القطن والأصواف والخشب والحرير، لذلك تشتهر الصناعات اليدوية المصرية بتنوعها وغناها وتفردها من حيث اتقان الصنعة ومراعاه التفاصيل ومن أهم هذة الصناعات صناعة الكليم في مناطق فوة والجورة بالعريش ومرسي علم وأبو سمبل وسيوة، وصناعة التطريز في مناطق دمياط وسيوة وبئر العبد بالعريش وسانت كاترين، وصناعة النسيج في مناطق أخميم بسوهاج ونقادة بالأقصر، وساقية أبوشعرة المتخصصة في صناعة السجاد اليدوي، وصناعة الجلود وتتركز في مناطق مصر القديمة والإسكندرية وحلايب وشلاتين، وصناعة الحلي في مناطق تجمع نصر النوبة وتجمع حلايب وشلاتين ومرسي علم، وتجمع الجمالية المتخصص في المشغولات الفضية، وصناعة الرخام وتتركز في مناطق الدريسة وشق الثعبان بالإضافة إلى تجمعات في مجالات صناعة الخيامية والتللي والعرجون والأثاث.


ومنذ قديم الزمان وكانت الحرف التراثية تحتل المركز الأول في الصناعات المصرية المختلفة، حيث تتميز بجودة عالية في التنفيذ والتشطيب، وتستمد مفرداتها الزخرفية من الفنون القديمة (الفرعونية، القبطية، الإسلامية، الشعبية) ونظرا لثراء زخارفها وألوانها وجودة تشطيبها وتوظيفها فقد أعدت( فنون تراثية) توظف في جميع مجالات الحياة، فحتى أواخر العصر العثماني كانت الحرف التقليدية بمثابة الصناعة الوطنية في مصر، وكان إنتاجها يلبي احتياجات أهل البلاد من الملبس والمعمار وفنون الزخارف الحجرية والخشبية والخزفية والزجاجية، ومن أعمال التطعيم بالعظام والمشغولات النحاسية والفضية والمنسوجات الحريرية والصوفية وأشغال التطريز والخيامية وعشرات الحرف الأخرى، هذا إلى جانب المنتجات التي يتم تصديرها إلى البلدان الأخرى من جميع الحرف المتوارثة، وكان لتلك القاعدة الصناعية أحياء بكاملها يعيش فيها الحرفيون تحت نظام دقيق هو نظام الطوائف الحرفية، له قواعده وأصوله وأربابه وشيوخه.