الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بين الاستقلال الكامل والحكم الذاتي.. الصحراء الغربية صراع السيادة الممتد منذ عقود بين الرباط والبوليساريو.. أطول أزمات القارة الأفريقية تبحث عن حل

جبهة البوليساريو
جبهة البوليساريو

  • المغرب يسيطر على 80% من مساحة الصحراء الغربية
  • جبهة البوليساريو تنهي التزامها بوقف إطلاق النار الموقع عام 1991
  • جبهة البوليساريو تحظى بدعم قوي من الجزائر في مواجهة المغرب
  • 165 ألف لاجئ صحراوي يعيشون في الجزائر منذ عشرات السنين


انفجر على مدى الأيام القليلة الماضية فصل جديد في أحد أطول صراعات القارة الأفريقية عهدًا، وأثار التصعيد الأخير بين الجيش المغربي وجبهة البوليساريو (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووداي الذهب)، مخاوف حقيقية من اندلاع موجة جديدة في الصراع طويل الأمد بشأن الصحراء الغربية، لا سيما بعد تأكيد الجبهة إنهاء التزامها باتفاق وقف إطلاق النار الموقع برعاية الأمم المتحدة عام 1991 وإعلانها أن الحرب "بدأت مع المغرب".


وبحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية، يقول المغرب الذي يسيطر على ثمانين في المائة من أراضي الإقليم إن الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من أراضيه ولا يمانع في حصول الإقليم على حكم ذاتي على أن يظل تحت السيادة المغربية، فيما تصر جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر المجاورة على استفتاء لتقرير المصير، كما ينص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991.


وتمتد الصحراء الغربية على مساحة 252 ألف كيلومتر على الساحل الشمالي الغربي للقارة، وهي منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة إذ يبلغ تعداد سكانها 567 ألف نسمة وفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة والبنك الدولي.


وبدأ النزاع فعليًا عام 1975، عندما وقعت إسبانيا قبل جلائها من الصحراء الغربية، اتفاقية مدريد مع كل من المغرب وموريتانيا، والتي اقتسم بموجبها البلدان الجاران الصحراء، لكن الصحراويين المسلحين الذين أسسوا جبهة البوليساريو، رفضوا الاتفاقية وواصلوا مطالبتهم بالانفصال. وصعدت الجبهة من وتيرة عملياتها وقامت بالتحريض على المظاهرات المطالبة بالاستقلال، بينما اتجه المغرب وموريتانيا إلى محكمة العدل الدولية.


وفي 16 أكتوبر 1975، أعلن المغرب تنظيمه "المسيرة الخضراء" باتجاه منطقة الصحراء. وفي يناير 1976 أُعلن عن قيام "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" بدعم من الجزائر.


وبدأ المغرب مطلع ثمانينيات القرن الماضي ببناء جدار رملي حول مدن السمارة والعيون وبوجدور لعزل المناطق الصحراوية الغنية بالفوسفات والمدن الصحراوية الأساسية، وجعل هذا الجدار أهم الأراضي الصحراوية في مأمن من هجمات مسلحي البوليساريو.


وتعزز موقف المغرب بتخلي ليبيا منذ 1984 عن دعم البوليساريو وانشغال الجزائر بأزمتها الداخلية.


وتعتبر أزمة الصحراء الغربية واحدة من أطول الصراعات السياسية والإنسانية في العالم، إذ لجأ خلال هذه الحرب الكثير من الصحراويين إلى الجزائر حيث يقيمون في مخيمات منذ عقود.


ويتباين تقدير عددهم، حيث ينسب موقع المفوضية العليا لشئون اللاجئين للحكومة الجزائرية القول إنه يوجد 165 ألف لاجئ صحراوي في المخيمات الخمس الموجودة قرب تندوف في حين تشير بعض وكالات الأمم المتحدة إلى أن العدد يتراوح بين 90 و125 ألف لاجئ.


وتشير وكالات الأمم المتحدة إلى أن هؤلاء اللاجئين يعيشون في ظل ظروف صعبة.


وقد تمكنت الأمم المتحدة من فرض وقف لإطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو عام 1991 دون التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع حتى الآن.


وتمت إقامة منطقة عازلة بطول المنطقة المتنازع عليها، لتفصل بين الجزء الخاضع للإدارة المغربية والجزء الذي تسيطر عليه الجبهة. وتضطلع قوات حفظ السلام الأممية بتأمين المنطقة.


وتنعم الصحراء الغربية بمناطق غنية للصيد واحتياطيات الفوسفات، كما يُعتقد أنها موطن لمخزونات نفطية بحرية غير مستغلة.


وتحظى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي أعلنت جبهة البوليساريو عن قيامها عام 1976 باعتراف حكومات عدة، كما أنها عضو في الاتحاد الأفريقي.


وتأسست الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووداي الذهب (البوليساريو) في 20 مايو 1973 بهدف إقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية.


ويشير اسم بوليساريو اختصارًا إلى الأحرف الأولى لـ" الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" باللغة الإسبانية.


وبدأ النشاط العسكري للبوليساريو أثناء الاستعمار الإسباني للمنطقة وقد تلقت مساعدات من ليبيا والجزائر.


ثم خاضت نزاعا مسلحا، مع كل من المغرب وموريتانيا، بشأن استقلال الإقليم، لكن موريتانيا قامت من جانبها بالانسحاب من جنوب الصحراء الغربية.


وأعلنت ما بين 1975 و1976 تأسيس "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، وشكلت حكومة في منطقة تندوف بأقصى الجنوب الجزائري.


وتولى رئاسة الجبهة مصطفى سيد الوالي الرقيبي لمدة ثلاث سنوات منذ تأسيسها عام 1973 حتى مقتله في 9 يونيو 1976 خلال هجوم على العاصمة الموريتانية نواكشوط، فخلفه محمد عبد العزيز أمينا عاما للجبهة ورئيسًا لمجلس قيادة الثورة من أغسطس 1976 حتى وفاته في مايو عام 2016 ليتولى القيادة إبراهيم غالي.


وتجدد التوتر بين الجانبين مؤخرًا بعدما شنت قوات مغربية عملية عسكرية في منطقة الكركرات جنوبي الصحراء الغربية تهدف لوضع حد لما وصفته بـ" استفزازات" مسلحي جبهة البوليساريو الذين قطعوا الطريق المؤدي إلى منطقة الكركرات، وهي بوابة إلى موريتانيا المجاورة، منذ 21 أكتوبر الماضي.


بينما أعلنت الجبهة في المقابل إنهاء التزامها بوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن القوات الصحراوية في حالة دفاع عن النفس.


وأصدر زعيم الجبهة إبراهيم غالي، مرسوما يقضي بإنهاء الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991 مع المغرب، وهو ما قد يمهد الطريق نحو مواجهة عسكرية بين الجانبين في الصحراء الغربية المتنازع عليها.


وقال غالي في بيان نقلته وكالة الأنباء الصحراوية التابعة للبوليساريو إن هذا يأتي ردا على "انتهاك المغرب لوقف إطلاق النار ومهاجمة المتظاهرين المدنيين أمام المنطقة العازلة".


وكان محتجون صحراويون أوقفوا منذ الشهر الماضي حركة التنقل عبر الكركرات التي تربط بين المغرب وموريتانيا.