الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف لا تترك الصلاة أبدا.. خطوات عملية للالتزام بها

صدى البلد

يعدّ ترك الصلاة ذنبًا كبيرًا في الإسلام، فلا يجوز للمسلم أن يفرّط أو يقصّر أو يتهاون فيها لأي سبب من الأسباب، وتجب الصلاة على كلّ مسلم بالغ عاقل، وهي أيضًا إن كانت غير واجبة على الصبي الصغير إلا أنّ من واجب أهله أن يُعلّموه إيّاها، وذلك بهدف أن يتعوّد عليها ويتعلم الالتزام بها ويعرف أوقاتها فلا يفوّتها إذا بلغ، وتستعرض معكم « صدى البلد» خطوات عملية للالتزام بالصلاة، حتى لا يتركها المسلم ابدا – إن شاء تعالى-.

المحافظة على الصلاة وعدم تركها 
يجب على المسلم الحرص على أداء الصلاة في وقتها وعدم تركها أبدًا، وفي ما يأتي بعض الأمور والنصائح التي قد تساعد على ذلك:

- التوبة إلى الله - سبحانه وتعالى- عمّا مضى من ترك الصلاة أو التقصير فيها، فيتوضأ الإنسان ويصلّي ركعتين ينوي بهما التوبة عن تقصيره في الصلاة، وذلك ليستعين بالله -عز وجل- على مرحلة جديدة من المحافظة على الصلاة في حياته. 
- بذل الوقت في التفكّر في عظيم خلق الله – تعالى- وقدرته واستحقاقه للعبادة والمحبة، وكذلك التفكّر في الموت، واستحضار أنّ الإنسان قد يموت في أيّ وقت دون داء أو كبر، وكيف يكون حاله إذا لقي الله ولم يُؤدِّ فرضه. 
- مصاحبة الصالحين المُحافظين على الصلاة الحريصين على أدائها في وقتها، فذلك يشجّع الإنسان على الصلاة. 
- دوام ذكر الله عزّ وجل والإكثار من القرآن الكريم ومن الطاعات بشكل عامّ، فهي تشرح صدر الإنسان للصلاة. 
- المبادرة إلى الصلاة مباشرة عند سماع الأذان، فيترك الإنسان كل ما يشغله ويتوجه إلى الصلاة.
- ترك المعاصي واجتناب المنكرات التي تورث قسوة القلب والبعد عن الله- سبحانه وتعالى-. 
- الاستعانة بالبرامج والتطبيقات الحديثة التي تُذكّر الإنسان بموعد الصلاة ووقتها وتُنبّهه لها.


فضائل الصلاة 
ورد في النصوص الشرعية الكثير من الفضائل للصلاة، منها ما يلي:

- تعد الصلاة ثاني ركن من أركان الإسلام كما أخبر الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم-. 
- يُحاسب العبد على الصلاة أولًا يوم القيامة، فإن صلحت نجح وأفلح، وإن فسدت خسر وخاب. 
- يُعدّ انتظار الصلاة رباطًا في سبيل الله، لقول رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: «ألا أدلُكم على ما يمحو اللهُ بهِ الخطايا ويرفعُ بهِ الدرجاتِ؟ قالوا: بلى. يا رسولَ اللهِ ! قال إسباغُ الوضوءِ على المكارهِ، وكثرةُ الخطا إلى المساجِدِ، وانتظارُ الصلاةِ بعدَ الصلاةِ، فذلكمْ الرباطُ».
- يظلّ المسلم في صلاة ما دام في انتظار الصلاة، وتظلّ الملائكة تصلّي عليه كذلك إلى أن يقوم، لقول رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: «إذا دخل المسجدَ كان في الصلاةِ ما كانت الصلاةُ هي تحبسُه، والملائكةُ يصلون على أحدكم ما دام في مجلسِه الذي صلى فيهِ».
- تكفّر الصلاة ذنوب صاحبها التي سبقتها، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما منِ امرئٍ مسلمٍ تحضرهُ صلاةٌ مكتوبةٌ، فيُحسنُ وضوءَها وخشوعَها وركوعَها إلا كانتْ كفارةً لما قبلها منَ الذنوبِ».
- يُكتب للإنسان بالمشي إليها الحسنات، وتحط عنه الخطايا، وتُرفع بذلك درجاته.
- تعدّ الصلاة على وقتها أفضل وأحب الأعمال إلى الله -عز وجل- بعد الشهادتين، لما رواه عبد الله بن مسعود حين قال: «سألتُ رسولَ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أيُّ العملِ أفضلُ ؟ قالَ الصَّلاةُ لوقتِها ».


حال السلف في الحرص على الصلاة
كان السلف الصالح يحرصون حرصًا كبيرًا على الصلاة، وقد ضربوا بذلك أمثلة عظيمة، نذكر لكم منها ما يأتى:

- ورد عن سعيد بن المُسيّب – رضى الله عنه- أنه لم يؤذّن مؤذنٌ للصلاة لمدة عشرين عامًا إلا وهو في المسجد.
- وكان أبو هريرة - رضي الله عنه- يرى أنّ "امتلاء أذن المؤمن بالرصاص المُذاب خيرٌ من أن يسمع المؤذن يؤذن للصلاة ثمّ لا يذهب إليها".
- وقد كان من السلف من يُعزّي نفسه بفوات تكبيرة الإحرام ثلاثة أيام، فإن فاتته صلاة الجماعة كلها عزّى نفسه سبعة أيام لشدّة ما يثقل الأمر عليه.
- كما روى أن ابن عمر- رضي الله عنهما- « أنّ عمر- رضي الله عنه- ذهب مرّة لبستان فيه نخيل له، فلمّا عاد منه كان الناس قد أنهوا صلاة العصر، فشقّ ذلك على عمر حتى أنّه تبرع ببستانه ذلك للفقراء والمساكين لانشغاله به عن الصلاة»، فهذه الأمثلة وغيرها الكثير تدل على مدى حرص أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- والسلف الصالح على الصلاة وكيف كانوا يعظمون من شأنها ويهتمون لأمرها.

كيف لا تترك الصلاة
جدير بالذكر أن الصلاة يُقصد بها في اللغة الدعاء، وهي تعني في الاصطلاح الشرعيّ: عبادة تشتمل على أقوال وأفعال مخصوصة، يبدأها المسلم بالتكبير ويُنهيها بالسلام، والصلوات المكتوبة الواجبة على المسلم خمسة في اليوم والليلة، لكلٍّ منها وقت محدد لا يجوز أداؤها قبل دخوله ولا يجوز تأخيرها حتى خروجه إلا في حالات مخصوصة.

ويشار إلى أن من ترك الصلاة جاحدًا بها منكرًا لأدائها كان كافرًا بإجماع المسلمين، ويعدّ مرتدًا تجب استتابته، أما إن تركها متكاسلًا عنها غير جاحدٍ بها، فقد اختلف العلماء في حكمه على قولين:
- الأول: أنّه فاسق مرتكب لكبيرة من الكبائر، والثاني: أنّه كافر، واستدلّ أصحاب القول الثاني بحديث رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: «إنَّ بين الرجلِ وبين الشِّركِ والكفرِ تركُ الصلاةِ».