الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأصنام الذهنيّة.. كتاب جديد للكاتبة الجزائرية خديجة زتيلي

صدى البلد

 صدر حديثًا للكاتبة الجزائرية الدكتورة خديجة زيتلي، كتاب جديد بعنوان للدكتور "دارْيـوش شايْغـان "الأصنام الذهنيّة، الفوات التاريخي، النفس المبتورة"، عن دار فضاءات للنشر والتوزيع ويقع الكتاب في 86صفحة من القطع المتوسط.

داريوش شايغان، مفكر إيراني معاصر ومنظر اجتماعي مختص في الفلسفة المقارنة، اشتهر بكتاباته عن الحضارات الشرقية وعلاقتها بالحضارة الحديثة، هو أول من استخدم مصطلح حوار الحضارات، لمع نجمه بعد أن تمت ترجمة أعماله للعربية، وكانت أفكاره قد ظهرت قبل ذلك في كتابات عدد من المنظرين العرب مثل محمد أركون و جورج طرابيشي ، و أثارت الآراء التي طرحها نقاشات عديدة بين المثقفين العرب .
يتعرض الكتاب لاستعراض ومناقشة ثلاث محاور رئيسية تناولها داريوش في كتبه، وخلق من خلال حواراتها الكثير من الأسئلة، وهي: المقارنة بين رأي فرانسيس بيكون صاحب المنطق التجريبي، وخاصة في جانب من جوانب فلسفة بيكون, وهو ما أطلق عليه أصنام العقل أوهام العقل، وبين رأي داريوش شايغان.

بيكون يقول إذا أردنا أن يكون لدينا مشروع معرفي ناجح, فعلينا التخلص من تلك الأوهام وإلقاءها بعيدًا عنّا, في حين ومنتقدًا إياه رأى داريوش شايغان الأمر بطريقة مختلفة, إذا وبحسب رأيه بأنه ربما أن ما قاله بيكون يناسب مجتمعات دون أخرى, أي لا يمكن أو لا يصح -ودومًا بحسب شايغان- تعميم رؤية بيكون على كل الثقافات والحضارات, في حضارات الشرق هذا الميراث القديم والذي يمثل ذاكرة الإنسان الشرقي الأزلية, من الخطأ الفادح التخلص منه, لأنه سيصنع شرخًا لدى هذا الإنسان والعالم, وأن تعميم منطق موحد على البشر لا يساهم فيما أطلق عليه حوار الحضارات.

ثم تتابع في المحور الثاني والثالث لتناقش وبالتتابع دارْيوش شايْغان في تْفْكيكه للاخْتلالات الناجِمة عن الفَوات التاريخي: قراءة في كتابه ''النَفْس المبْتورة: هاجِس الغرْب في مُجْتمعاتنا''، ودارْيوش شايْغان ومَسْألة الهويّة في الحَضارة العالمَيّة المعاصِرة: قراءة في كتابه ''هويّة بأرْبَعين وجهًا'
تقول الكاتبة في مقدمة الكتاب: لا أخفي عن قرائي، في هذا السياق، مدى التأثير الذي تركتهُ نصوص داريوش شايغان في نفسي والشغف الذي أقبلتُ به عليها، لا لأمر إلا لكونها موغلة في العمق والتفكيك والتشريح ومواجهة الذات وخاصّة الإسلاميّة منها التي انتهى بها الفوات التاريخي إلى إشكاليّات حضاريّة معقّدة وتزداد تعقيدًا في زمننا المعاصر. 

إنّه مفكر غير منحاز إلاّ للعقل والمنطق والإنسان بصرف النظر عن لغته أو لونه أو جنسه أو جغرافيته أو عقيدته، ولا غرابة في ذلك فشايغان متشبّع بثقافة كونيّة لا حدود لمداها فضلًا عن غوصه في ثقافته المحليّة التي يعرف دهاليزها وأسرارها وتفاصيلها المتشابكة ويَغْرف منها كلّما اقتضى الأمر ذلك، ويسعى في مساره الفكري الحافل بالمنجزات والتحديات للبحث عن مخارج نجاة حضاريّة للمسلم المعاصر، الذي لا تبدو قيامته وشيكة بالنظر إلى واقع الحال وهو يدرك تماما هذه الحقيقة المرّة.

ويذكر أن خديجة زتيلي أكاديمية جزائريّة تُدرّس بقسم الفلسفة جامعة الجزائر، حاصلة على شهادة دكتوراه دولة في الفلسفة العام 2005 في تخصص “فلسفة التاريخ” من الجامعة نفسها، وهي الأمينة العامة لـ"الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية".

سبق أن صدر لها عن دار فضاءات للنشر والتوزيع/  "أفلاطون: المعرفة، السياسة، المرأة"، "في دروب الفكر والكتابة".