EN
من أصغر حشرة حتى الماموثات العملاقة.. كانت آلية السبات الشتوى متجذرة في سلوك جميع الكائنات الحية منذ ظهور الخلية الأولى على الكوكب الأزرق قبل 3.8 مليار سنة على الأقل.
هذه الآلية، والتي يطلق عليها بعض العلماء "الإشتاء" تمكن الكائنات من قضاء فصل الشتاء أو الانتظار حتى مرور هذا الفصل من العام؛ حيث تتميز هذه الفترة بعدة ظروف منها أبرزها البرودة القارسة ونقص إمدادات الطعام.
ويتحقق مفهوم الإشتاء في كُلٍّ من السبات الشتوي والهجرة؛ حيث يُعدان من الطرق الرئيسية لقضاء فترة الشتاء.
لا يقتصر السبات الشتوي على الحيوانات والثدييات فقط، بل يشمل النباتات أيضًا، ففي مثل هذا الوقت من العام، يتضاءل نمو الأنسجة الخضرية ونشاط الأعضاء التكاثرية، فيقل الإنتاج أو يتوقف كليًا. في النباتات، ويتضمن الإشتاء عادةً محدودية إمدادات المياه وقلة التعرض للضوء. ثم بعد انقضاء فترة الإشتاء، يأتي الربيع وتبدأ العديد من النباتات مرحلة الإزهار
وفقًا لدراسة جديدة أجريت على أحفورات بأحد الكهوف الجبلية بقرية أتابويركا في مقاطعة بورغوس شمال إسبانيا، وهي منطقة ثرية بالرواسب الأحفورية التي يعود تاريخها إلى ملايين السنين، تبين أن الإنسان البدائي أيضًا كان يمتلك آلية السبات الشتوي لتفادي غضب الشتاء القارص.
وذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية أن العلماء وجدوا أدلة دامغة تؤكد هذا الأمر وتؤكد أن الإنسان البدائي واجه الشتاء بالنوم لفترات طويلة خلال فصول الشتاء القارصة منذ حوالي 400 ألف سنة.
ومن بين تلك الأدلة، وجد العلماء عظام بشرية وأسنان لإنسان النياندرتال وأسلافه، تعرضت لنفس الضرر الذي تعرضه له عظام نفس الحيوانات التي كانت تعيش في تلك المنطقة، والتي كانت تستخدم آلية السبات الشتوي.
ويعد هذا الموقع أحد أهم المواقع الهامة التي تكشف لنا عن تاريخ أسلافنا البدائيين، حيث كانت جبال أتابويركا بمثابة الموقع المفضل للإنسان المنتصب العامل وإنسان السلف وإنسان هايدلبيرج ونياندرتال.
وتؤكد العينة الأولى المكتشفة والمؤرخة بشكل موثّق حتى الآن على عمر يتراوح بين 1.2 مليون عام و630.000 ألف عام، ويتم عرض بعض الاكتشافات في متحف التطور البشري القريب من قرية بورغوس. وقد تم اختيار الموقع كموقع تراث عالمي لليونيسكو، تحت اسم الموقع الأثري لأتابويركا.
