"واشنطن بوست": دور "حزب الله" فى الأزمة السورية يدفع بالتوتر الطائفي إلى لبنان

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم، الأحد، أن جماعات لبنانية على طرفي النقيض مع المسار السياسي في دولتهم بدأت تمارس دورا أكثر علنية في الحرب الأهلية السورية، مما يجعل سياسة لبنان الحيادية تجاه الصراع لمدة عامين تتغير ويعف عليها الزمن ويهدد حالة الاستقرار الهش في هذه الدولة العربية.
وأوضحت الصحيفة، فى تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، أنه على الرغم من أن جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة تعترف بأنها تمارس دورا محدودا في حلبة القتال على الساحة السورية، يقول ثوار سوريا ومحلل قريب من الجماعة الشيعية التي تعتبر حليفا طويل الأمد للرئيس السورى بشار الأسد، إنها كثفت من مستوى عملياتها داخل سوريا في الآونة الأخيرة، حيث أضافت قوة نيران ضخمة للهجوم العسكري السوري الجاري لاستعادة مناطق حدودية مهمة استراتيجيا من يدى الثوار.

وأضافت الصحيفة أن هذا الدور أثار رد فعل عنيفا من قبل خصوم حزب الله من الطائفة السنية داخل لبنان الذين يعيشون فى الهامش حتى الآن، حيث قام شيخان الأسبوع الماضى بدعوة أتباعهم من السنة إلى الذهاب إلى سوريا لمقاتلة حزب الله والوقوف بجانب ثوار سوريا.

وتابعت الصحيفة الأمريكية أن الحرب الأهلية السورية تتوغل حتى الآن بعمق داخل لبنان المتنوعة دينيا، حيث إن ما يزيد على 60% من سكانها مسلمين، وتنقسم تقريبا بين السنة والشيعة غير أن خبراء سياسيين قالوا إن جماعة حزب الله التى تتدخل بشكل متنام فى الصراع السورى تفاقم توترات خطيرة تندلع بصورة دورية نتيجة اشتباكات طائفية.
وأشارت الصحيفة إلى قول نشطاء فى المعارضة السورية وخبراء سياسيين إن حزب الله تدخل فى الحرب السورية إلى حد ما منذ ما يزيد على عام كامل رغم مزاعم الحركة بأن أعضاءها يقومون فقط بحماية الشيعة فى الجانب اللبنانى للحدود.
واختتمت الصحيفة فى تقريرها قائلة إن حالة الانجذاب العامة المتزايدة فى لبنان للحرب السورية والجدال الواسع النطاق فى وسائل الإعلام حول مشاكرة حزب الله فى الحرب قد يعرض لبنان لرد فعل إقليمى عنيف إذا قرر ثوار سوريا ودول الخليج العربى
التى تدعمهم إلى استهداف جماعة حزب الله على أرضه.