سوء أدب مع الميت.. تطبيق تحريك الصور التكنولوجيا المحرمة شرعًا

قد تظل ليلة كاملة تتأمل صورة لأحد المقربين لك بعد وفاته، تتأمل ملامحه وتتذكر تفاصيل الابتسامة وحركة العين وحتى نبرة الصوت، لكن الآن قد تغنيك التكنولوجيا عن تلك التخيلات لتحولها لك إلى واقع سريع يجعلك ترى صورة شخص عزيز على قلبك بعد موته، لتشاهدها تتحرك خلال ثوانٍ معدودة من خلال تطبيق تحريك الصور My Heritage.

التطبيق باختصار بإمكانه تحويل أي صورة ثابتة إلى متحركة، باستخدام خدمات الذكاء الاصطناعي ، ومن هنا استغله رواد مواقع التواصل بطريقة أخرى ليصبح اسمه تطبيق تحريك صور الموتى، فكل من له ميت عزيز على قلبه ، يستخدم ذلك التطبيق ليرى صورته الثابتة متحركة مع تحريك العينين والوجه كنوع من النوستالجيا - الحنين إلى الماضي.

رغم الانتشار الهائل الذي شهده التطبيق خلال الأيام الماضية، إلا أنه لم يحرك صور الموتى فقط بل حرك المشاعر وهز القلوب بمجرد أن ترى صورة شخص ميت عزيز عليك يتحرك خلال ثوانٍ على هاتفك ، لكن الأمر تحول من نوستالجيا إلى أمر محرم شرعًا.

دار الإفتاء كان لها رد سريع حول تطبيق تحريك صور الموتى كما أشيع، حيث حرمت استخدامه شرعًا، وقالت دار الإفتاء خلال منشور على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: " بخصوص تطبيق My Heritag وغيره من التطبيقات لتحريك الصور الثابتة، الشريعة الإسلامية أباحت وسائل الترفيه والترويح عن النفس لكونه من متطلبات الفطرة".

وأضافت درا الإفتاء في المنشور: "إلَّا أنَّ الإباحة مُقيدة بأن لا تشتمل على سخريةٍ أو سُوءِ أدبٍ؛ فإذا كان لا مانع شرعًا من استخدام برامج حديثة لتحريك الصور الثابتة، بحيث تصبح بتقنية الفيديو بدلًا من كونها ثابتة كصورة عادية، فالأَصْل أنَّ هذا مباحٌ بشرط مراعاة خصوصية مَن أفضى إلى رَبِّه بأن لا يشتمل تحريك صورته على سخرية أو سوء أدب مع الميت".

وتابعت: "وبشرط ألا يؤدي ذلك إلى تدليسٍ أو ضررٍ بالغير، وذلك كما لو تَرتب على صورة المستخدم حقوق أو واجبات تستوجب بيان صورته الحقيقية لا الصورة المعدَّلة".