الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نسرين حجاج تكتب: أهلا بكم في عالم الكلوب هاوس

صدى البلد

"كلوب هاوس" وبالإنجليزية "Clubhouse” هو تطبيق ظهر أثناء جائحة كورونا فى أبريل ٢٠٢٠ سمى بتطبيق النخبة لأنه جمع النخبة كلا من رجال الأعمال والفنانين والمثقفين وصفوة المجتمع .

 
أطلقته شركة"Alpha Exploration Co” وهو تطبيق مغلق ولكى تستخدمه يجب أن يتم دعوتك له عن طريق شخص معروف أو شخص غير معروف لك وستظل فى قائمة الانتظار حتى يتم لك السماح والدخول من الشخص غير المعروف. هذا التطبيق يعتمد على التفاعل الصوتى فهو تطبيق اجتماعى للدردشة الصوتية  عن طريق نوادٍ متخصصة بها غرف جماعية افتراضية مثل "بودكاست" تفاعلى لكل غرفة مشرفون على المحادثات ولا يوجد رقيب على ما يقال مهما كان فكل غرفة مختصة بعنوان يحدده منشئ الغرفة وبعد الانتهاء تنتهى صلاحية الغرفة وتغلق نهائيا.


 يدخل المتابعون ويمكن أن يتحدثوا فيطلبون الإذن برفع أيديهم عن طريق ايموجى "يد" وعندما يؤذن لهم تتحول اليد إلى "مايك" وترتفع صورتك إلى الأعلى بجانب المتحدثين. أما المتابعون فتظل صورهم أسفل جميعا وهم يستمعون بلا مشاركة حسب رغبتهم وليس من الضرورى أن تعرف صاحب الغرفه بل تتجول بين الغرف بحرية ويمكن أن تحدد اهتماماتك من البداية للنوادى التى تحبها تختار اللغات التى تحب سماعها مثلا  والطعام والرياضات المفضلة والبيزنس والفنون ومواعدات وسياسة و....الخ.


ومن هنا تظهر لك الغرف على حسب اختياراتك فى البداية فالغرف الأجنبية من الممكن أن تجد فنانا أو أحدا او بيزنس مان أو يوتيوبرز  المشاهير العالميين وهكذا .


التطبيق تجده على متجر آبل ووعدت الشركة المطورة  بإضافة نظام الأندرويد .


فى بداية عام ٢٠٢١ كان "كلوب هاوس" ضمن التطبيقات الأولى على متجر آبل مما جعله مميزا فى اليابان وأما فى الصين منع لأنه تم استخدامه بالمناقشات  الساخنه سياسيا مثل الوضع فى تايوان واحتجاجات هونج كونج ولذلك تم حجبه .


وجهت بعض التساؤلات لشركة "كلوب هاوس" هل هى مجهزة للتعامل مع الإساءات الضارة والكلام الضار للمستخدمين فقد وجهت بعدما شارك بعض النقاد والأعضاء علنا أمثلة على معاداة السامية وبعض الأكاذيب والتشهير والمضايقات على المنصة وهذا جاء فى تقرير ال بى بى سى "BBC” .


فى شهر أكتوبر الماضى قالت الشركة عبر تدوينة لها إنها أضافت ميزان أمان بما فى ذلك الحجب والكتم والإبلاغ داخل الغرفة وطريقة للمشرفين لإغلاق الغرفة وفى نوفمبر الماضى قالت الشركة انها قدمت خدمة تسجيل صوتى مؤقت ومشفر فقط لأغراض الثقة والأمان وأضافت: إذا لم يتم الإبلاغ عن أى حادث فى الغرفة فإننا نحذف التسجيل الصوتى المؤقت عندما تنتهى غرفة المحادثة “وتحذر شروط خدمة كلوب هاوس تسجيل المحادثة دون إذن كتابى صريح من جميع المتحدثين المعنيين وأكدت الشركة أنها تخطط لتوسعة فريق عمل الثقة والأمان لديها".


بعد هذه التغريدة فى فبراير ٢٠٢١ دعا اتحاد منظمات المستهلكين الألمانى وهى أكبر منظمة لحماية المستهلك شركة "ألفا إكسبلوريشن" المشغلة لكلوب هاوس إلى التوقف والإمتناع عما وصفته بـ"الممارسات التجارية غير القانونية وإنتهاكات حماية البيانات" .


هنا أوضحت لكم ماهية هذا التطبيق والن سأشارككم  تجربتى .


قررت أن أكتب عن تجربتى داخل عالم "كلوب هاوس".. وقررت أيضا أن أدخل غرفا وأأخذ عينات عشوائية لتحليل المحتوى وأقرر فى النهاية رؤيتى لمضمون هذا التطبيق ومحتواه .


دخلت أكثر من غرفة لأفهم الفكرة وأستمع إلى العقول لأرى مدى فائدة هذا التطبيق أو مدى خطورته.. دخلت لأول غرفة كانت تسمى "الأقارب عقارب" وكانت تديرها المذيعه "إيمان الحصرى" وكان يشرف معها بعض المذيعين . كانت مناقشات جدية ومثمرة وتبادل الحضور القصص الحياتية لهم مع الأقارب وشاركت معهم فى الحديث واستمتعت بالمشاركة معهم وبالاستفادة من التجارب التى طُرحت .


وخرجنا جميعا بفائدة "أن الغريب زوجا أو زوجة الداخل فى عائلتك معظم الوقت هو من يفرق ومن بعده يأتى الكره والتجاهل والمكائد والفرقة فى العائلة فالاختيار ثم الاختيار هو الحل".


هذه التجربة جعلت رأيى إيجابيا عن عالم "الكلوب هاوس"، وتفاءلت بهذا المنبر الجديد الساحر الذى يسرق الملايين من فيسبوك ومن الإنستجرام وتويتر وسناب شات وهو امتداد للأثير الساحر "الراديو".


وخصوصا أن مطور هذا التطبيق قال أنه يريد النمو البطيء والمدروس على الزيادة السريعة فى قاعدة المستخدمين وهذا مطمئن ويجعله مميزا بين المستخدمين .


تجولت بين الغرف لأجد غرفة اسمها غريب دخلت واستمعت للمحتوى وصدمت من شباب تحت السن وبعضهم فوق السن وهذا واضح من الأصوات يسألون بعضهم أسئلة فى منتهى الإباحية. صدمت مرتين مرة لأعمارهم ومرة اخرى لهول التعبيرات المستخدمة فكلمة "شقط" كانت أنظف وأخف كلمة من مائة قيلت فى هذه الغرفة وأسئلة عن "شذوذ ومن نوعية أول قبلة وأول لمسة وهل لمستى بنت زيك قبل كده" أسئلة كثيرة طرحت يخجل القلم أن يكتبها ولكنى أكتب لأرفع ناقوس الخطر وأحذر كل أب وكل أم يجهلون الموبايل القنبلة الموقوتة الذى يمسكه أبناؤكم  فما كتبته لا يمثل ١٠٪؜ مما قيل.


أنا لم أتمالك أعصابى من هول ما سمعت وخرجت والغريب أن الأولاد والبنات يتكلمون بمنتهى الأريحية وكأنهم فى غرفة مغلقة وطبعا الغرفة مفتوحة وهناك أعداد كثيرة جدا تسمع ولا تشارك.. خرجت من هذه الغرفة وأنا مذهولة وأقول "الطف يارب على الأجيال القادمة".


ثانى يوم دخلت "الكلوب هاوس" وجدت غرفا، وغرفا فتحت لمناقشة ما حدث فى غرفة أمس الإباحية وقيل إن ولدا من المتحدثين أخذ ثلاث بنات إلى غرفة برايفت "ومن هنا علمت أن هناك غرف برايفت".. وتحرش بهم لفظيا وهناك بنت صورت الغرفة وسجلت الصوت وفضحته على الإنترنت ومعظم الغرف فتحت لتقول من المخطئ هل الولد أم الفتيات ؟!! 


وسألت نفسى ما هذا المستنقع وأين أهالى هؤلاء وما الجرأة التى تملأ أصواتهم ؟ هذا بئر شيطانى جديد سينجرف إليه المجتمع و مللت هذا المستنقع وقررت أتجول ولا أتسرع فى القرار  .. دخلت غرفة جديدة إسمها "تعالى إحكيلنا نميمة عن المشاهير".. دخلت هذه الغرفه ووجدت مجموعه من الصحفيين على المشتغلين فى المسلسلات والأفلام على يوتيوبرز وأشهرهم يوتيوبر يقلد شيخا وقد اتهموه بالغرور وهو رد لأنه حاضر ومن الواضح انهم يعرفون بعضهم البعض فتحوا المايكات لبعض الأعضاء الأغراب عنهم الذين رفعوا أيديهم وأبرز ما قيل .. قيل وبالأسماء
تحرش الفنان فلان ولاعب الكره الفلانى والفنان البخيل ومواقفه فى البخل.. بنت الفنان فلان المتصابية وزوجة المذيع الفلانى التى تعامل الناس بتعالٍ وبنت الفنان الشهير التى طلبت كرسى بـ ٥٠ ألف جنيه والفنان الفلانى استأجر الفيلا وإمتنع عن دفع الإيجار واختفى  لمدة ٦ شهور والمخرج الفلانى ضرب زوجته الفنانه أمام الجميع.

 
بين كل الكلام ده مفيش غير مذيعه واحده ذكروا سيرتها بالطيب وقيل فى حقها كلام محترم . طبعا أعضاء عاديون هم من يتحدثون منهم من تعامل مع الفنانين ومنهم من سمع من "بنت خالة عم باباها وده مثل انا بقوله". الغريب أن بعض الأسماء أعرفها وأصدقائى ومنهم معارفى ومعظم ما قيل كذب فى كذب.. وجدت أن كل من سلم على مشهور يروى ويؤلف وهناك أشياء بسيطة قيلت حقيقية.



الشاهد من هذه الغرفة والذى خرجت به وأرسله رسالة لأصدقائى الفنانين: يا أهل الفن يا أهل الإعلام يا كل المشاهير .. التكنولوجيا الرقمية سوق كبير وعالم متنوع به السوى نفسيا وغير السوى نفسيا لا يغرنكم الأشخاص والكيوت والكيوتات.  هؤلاء قنابل موقوته لسمعتكم ومثلما يقال لك عن الاخرين يقال عنك عند الاخرين وكل بنت تتفاخر بين زميلاتها وأصدقائها بالفنان الذى يكلمها دونا عن الجميع .


فى النهاية "الكلوب هاوس" مثل السكين له جانبان جانب تستخدمه للإستفاده منه وجانب تستخدمه للضرر وقتل الناس وهنا تقتل نفسك قبل الاخر، فعليك الإختيار.. لذلك لا نستغرب عقول بعض الشباب وتفكير الشخصيات هولامية التفكير فى عالم الإنسانية .


وسأستعير مقولة الفيلسوف الألمانى "هيغل" عندما قال "إن قراءة الصحف هى لون من ألوان صلاة الصبح".. ونحن لم نعد نقرأ يا أمة اقرأ فلا تستغربون قلة الوعى .. فأهلا بكم فى عالم "كلوب هاوس" .