الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فاطمة يوسف تكتب: 9 أسرار وراء الكذب عند الأطفال

صدى البلد

مع حلول أبريل والذى اشتهر " بكذبة أبريل "(April Fools' Day )‏ الذى اختلقت بغرض الممازحة وعمل الخدع والمقالب فى الآخرين، ناهيك ان مشاهدة الكبار يمارسون الكذب ومحاولة تقليدهم اسرع طرق التعلم لدى الطفل، وبالتالي يحفز سلوك الكذب عند الأطفال.

ويذكر علماء النفس والتربية  أن الكذب عند الأطفال من الحيل الدفاعية خاصة بعد السن الثالثة حتى السادسة، وقد يكون سلوك مكتسب من البيئة وهو شكل من أشكال العجز والقلق عند الطفل، بالإضافة إلى النماذج الأسرية غير الأمينة والمناخ الأسري غير الدافئ بيئة خصبة  للانحرافات السلوكية، فإذا نشأ الطفل فى بيئة تتسم بالصرامة والرقابة الشديدة وكثرة العقاب أو سلوكيات كالمراوغة والغش والخداع لتحقيق مآرب معينة.

بهذه المعطيات تدفع الطفل الى ممارسة الكذب فى حياته وعلى ابائه، والكذب الذى يصدر عن الطفل ليس واحدا، انما له تصنيفات متعددة ومنها:
1) الكذب الخيالى
وهو من سمات الطفولة المبكرة حيث لا يستطيع الطفل التمييز بين الحقيقة والخيال، وهو مؤشر لتطور النمو المعرفى والعقلى ،وليس مؤشرا على انحراف الطفل سلوكيا، ويلجأ اليه الطفل للتسلية والترفيه عن النفس، و قد يلجأ اليه الطفل لتأكيد ذاته وتعويض النقص بداخله، فيحكى الطفل عن مغامراته التى قام بها اواختلاق قصص خيالية، وعلينا كمربين الى الانتباه لتنمية الخيال والابداع عند الطفل ، وفى ذات الوقت علينا تدريب الطفل على التعبير عن طموحاته واحلامه والتمييز بين الممكن واللا ممكن ، والحقيقى والخيال.

2) الكذب الغرضى
يمارسه الطفل لتحقيق هدف ما، مثلا بأن يدعى الطفل انه يريد شراء ادوات مدرسية جديدة للحصول على نقود بدلا من المصروف الذى منع منه، وينصح باشباع الحاجات المادية للطفل حتى لا يلجأ للكذب.

3) الكذب الالتباسى
وهو شكل من اشكال الكذب غير المقصود،  ناتج عن قصور الادراك عند الطفل بسبب صغر سنه، اذ لا يستطيع الطفل فهم الامور على حقيقتها، فالمعلومات الناقصة والصور المشوهة والغير واضحة تعوق ادراك الطفل، فتلتبس لديه الامور وتتداخل، مما يضطره الى استخلاص معلومات غير حقيقية بنوع من التضخم او الحذف او الاضافة من مخيلته وفق مدركاته وقدراته الذهنية وبالشكل المستساغ لديه.

4) الكذب الادعائى
ينتج هذا السلوك بهدف التباهى والتفاخر بامور ليست لديه او يتمنى ان يمكلها لتعويض النقص لديه، كأن يدعى الطفل انه يملك ألعابا كثيرة وثمينة، او انه زار اماكن غالية، وذلك لجذب الانتباه اليه، وتعظيم الذات لديه. وعلينا كمربين ان نعيد للاطفال ثقتهم بانفسهم لازالة هذا الشعور وتبصيرهم بالواقع.
5) الكذب الانتقامى
ينشأ عند الطفل بدوافع انتقامية وعدوانية تهدف لالحاق الاذى بالاخرين للانتقام، وبالتالى علينا ان نتريث ونتأكد من التهم الملفقه قبل اتخاذ القرار.

6) الكذب الدفاعى
ينتج بسبب قسوة الاباء وكثرة العقاب على الابناء، فيلجأ اليه الطفل لحماية الذات وتجنب العقاب ،كتحرير درجات الشهادة المدرسية او تزويرة امضاء ولى الامر على الشهادات لتجنب العقاب.وينصح بعدم استخدام الاساليب القهرية والعنف مع الابناء واحتوائهم بدلا من عقابهم.

7) الكذب العنادى
ويضطر إليه الطفل عندما تكون القوانين قاسية والسلطة قاهرة وقامعة وشديدة الرقابة عليه ولا تراعى قدرات ومشاعر الطفل سواء فى المنزل او المدرسة، فعندما يمارس هذا النوع من الكذب يشعر بالمتعة والسرور .

8) الكذب التقليدى
وفيه يشاهد الوالدان يمارسان الكذب امامه او يمارسان الكذب عليه، فعندما يعدون اطفالهم بمكافأة حال تفوقهم بمجموع كبير ولم يفا بوعدهم، فيتعلم الأطفال سلوك الكذب منهم وتترسخ لدي الأطفال هذه العادة فيمارسونها باستمرار. فعلى الوالدين ان يكونا قدوة بنائهم ويكون صادقين فى التعامل معهم، فإن صلاح الأبناء من صلاحهم.

9) الكذب المرضى المزمن
وهو سلوك ارادى مخطط من الطفل فقد يعانى من مركبات نقص فيضطر يكذب للحصول على بعض المكاسب  اولتعظيم نفسه مما يولد له شعور بالتقدير والاهتمام من الاخرين، او تلفيق التهم لالحاق الاذى والضرر بالاخرين، وقد يكون ناتج عن التدليل الزائد لفترة وحدث تغير فى معاملة الطفل وهو أمر يرفضه الطفل ويسبب له القلق والانزعاج كوجود مولود جديد فيضطر الطفل للتمارض لاستيراد العطف المفقود، وقد يكون التمارض ناتج من الحرمان والقسوة الشديدة فيضطر للكذب للحصول على عطفهم وحنوهم عليه.

وأخيرا نود أن نقول إن البناء القيمى والأخلاقى هو الحصن الواقى للصحة النفسية للطفل، فتنشئة الطفل على تعاليم الدين وقيمه كالصدق والأمانة والتحلى بأخلاق الأنبياء، ومساعدته فى التعبير عن ذاته بما يتناسب مع مستواه العقلى، وإدراك جوانب القصور ومناقشة الطفل فيما قاله، وأنه يجب إخبار والده لما لديه لتدعيمه وترسيخ قيم الصدق لديه، وتشجيعه  للتعبير عن رغباته واحتياجات بصورة صادقة تجعل الآخرين يثقون به، بالاضافة للتخفيف من عوامل القهر والعقاب واحتوائهم عند الخطأ بدلا من العنف. فسلوك أطفالنا هو انعكاس حى لتعاملنا معهم.