الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شاهدة على العصر .. من العجلات الحربية إلى العربات الملكية.. المركبات جزء من تاريخ مصر

شاهدة على العصر ..
شاهدة على العصر .. من العجلات الحربية الفرعونية إلى العربات

يتزين التاريخ المصري بالعديد من الحقب الهامة، فبين أصالة و عراقة الماضي و انجازات و مسيرة التطوير التي لم تتوقف، نذكر دومًا كلمة مهمة و حقيقية و هي عجلة الانتاج، و هذا ليس تعبير مجازي بل هو واقع حقيقي نشهده جميعًا، و لكن عند ذكر هذا المصطلح نجد أن هناك الكثير من العجلات الفعلية بمفهومها الدارج ظهرت عبر التاريخ المصري باختلاف العصور.

 

نبدأ الجولة في هذه الرحلة حول سلاح مصري عريق استخدم منذ الاف السنين و هو العجلات الحربية،  ووثقت بالهيلوغريفية القديمة على مسلة كاموس باسم "نت حتري" و التي تعني سلاح العجلات، حيث طور المصريون القدماء هذا السلاح و اصبح رمزًا تاريخًا على مر العصور يظهر قوة و عظمة الدولة الفرعونية.

 

وظهر هذا السلاح للمرة الأولى في عهد الاسرة السابعة عشر، و كان لابد من وجود قوة رادعة لمواجهة الهكسوس، حيث ادخل المصريين القدماء عدة تحديثات بقيادة الملك سقنن رع و تحديدًا ابان الاسرة الثامنة عشر، لتستمر المواجهات حتى ان تمكن اللمك أحمس في هزيمة جيش الهكسوس، و الفضل يرجع إلى العقلية المصرية و سلاح العجلات الحربية، و التي مازالت محتفظة برونقها و عظمتها داخل متاحف المحروسة.

 

تصميم العجلة الحربية يظهر بمفهوم ثنائي العجلات، مبني على قاعدة ثابتة تحمل الفرعون، متصلة بعمود ممتد للناحية الأمامية تجره الخيول، و مازالت المنحوتات الفرعونية تجسد هذه العظمة، و تشير إلى ملوك عظام مثل رمسيس الثاني، و تحتمس الأول و تحتمس الثالث.

 

ثم استحدثت هذه العجلات إلى مركبات ملكية تحمل تاريخ جديد و حقبة اخرى و من اشهر هذه المركبات هي عربة تشبه المركب استخدمها الخديوي اسماعيل و الامبراطورة اوجيني اثناء احتفالهم بافتتاح قناة السويس، و صممت بهذا الشكل نسبة إلى الحدث و اطلق عليها اسم "كلش".

 

وتوالى بعدها عربة باسم "ألاي" استخدمها الملك فاروق لافتتاح احد دورات البرلمان المصري، و الثير و الكثير من العربات، و لكن يظل مفهوم عربة الخيول راسخ في تاريخنا إلى أن استحدث بالتقنيات التكنولوجية الحديثة ليتم تداولها بشكل كبير و تدخل مرحلة جديدة في تاريخ المركبات و المحركات.

 

وفى الحدث العظيم اليوم  وهو نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط في حفل مهيب، ظهرت به عربات كبيرة تعمل بمنظومة الوقود، ذات عجلات كبيرة تتزين بلمسات فرعونية عريقة، لتبقى العجلات و العربات و المحركات، شاهدة على العصور و جزء لا يتجزأ من الحضارات و التاريخ المصري.