الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليلي زيدان تكتب: فن إغتصاب العقول

صدى البلد

عزيزى القارئ ربما سيصدمك العنوان ولكنها الحقيقة التي سنلقي عليها الضوء معا اليوم لنتحدث عن دور الإعلام وأثرها علي عقولنا وسلوكياتنا وقناعاتنا في الحياة .
هل شاهدت من قبل فيلم تيتانيك والذى يروى قصة سفينة التيتانيك والتي كان عليها تقريبا 2230 شخصا تم إنقاذ 706 شخص فقط، هذا يعني ان1524 شخصا لقوا حتفهم .
في أحداث الفيلم مات تقريبا أغلب الناس بسبب الغرق، بينما مات بطل الفيلم بعد ساعات، بسبب برودة الماء وليس الغرق .
أغلب من شاهد هذا الفيلم لم يشعر بأي نوع من التعاطف تجاه المئات الذين ظهروا في الفيلم يغرقون، بالرغم من أن أغلبهم نساء وأطفال، وكانت أمنية كل شخص شاهد هذا الفيلم، هو أن يعيش البطل والبطلة وأن ينجوا من الغرق !
لكن هل سألت نفسك لماذا شعرت بالتعاطف مع البطل (لص ومدمن خمر ولاعب قمار)  ولم تتعاطف مع المئات من النساء والأطفال وكبار السن الذين ظهروا وهم يغرقون في الفيلم ؟
_الجواب_
استطاع المخرج أن يسلط الضوء على البطل والبطلة فقط، وكأنهما الوحيدان على متن السفينة، وجعلك تحبهما وتتعاطف معهما بالرغم من كل عيوبهما، وتتناسى في نفس الوقت الأطفال والنساء الذين غرقوا من حوله وكأن لا وجود لهم !وهذا ما شاهدناه في بعض مسلسلات الدراما الرمضانية المصرية هذا العام من تركيز الضوء علي نماذج البلطجة والعنف وجعلها واجهة للشهامة والقوة والثراء وترك النماذج الناجحة والمجتهدة والتي بذلت مجهودة كبيراً في الحياة كي تنجح وتكون قدوة ومثالا يستحق التقدير والمشاهدة.
_ الخلاصة :
هكذا يتلاعب بنا الإعلام كل يوم، يسلط الضوء على مايريد وفق رؤيته السياسية أو المذهبية أو الجهوية أو المنفعة المادية، وليس من زاوية الحق، سواء كان له أم عليه، الإعلام بكل وسائله يمارس هذا العبث المشين على مدار 24 ساعة، وكل الأطراف المتصارعة والمتنازعة في عالمنا اليوم في مشارق الأرض ومغاربها، ترينا المشهد من زاويتها هي فقط، لكن الحقيقة شيء آخر.
نعم فهذا هو فن اغتصاب العقول.