يوم الاستقلال الإفريقي.. تاريخ من الكفاح والنضال في وجه أطماع الاستعمار

تعتبر قارة إفريقيا من أقدم وأكبر قارات العالم من حيث المساحة والثروات الغنية بها، حيث تحتوى قارة إفريقيا وحدها على 9% من احتياطي النفط في العالم و6.9% من احتياطى الغاز، كما تسيطر قارة إفريقيا على 50% من انتاج الماس في العالم و95% من الاحتياطي العالمي منه،  كما تنتج 70 بالمئة من معدل الإنتاج العالمي من الذهب، و33 بالمئة من النحاس، و76 بالمئة  من الكوبالت، فيما تمتلك 90 بالمئة من احتياطي العالم من البلاتين، وتنتج حوالي7 75 بالمئة من هذا المعدن.

ومع كل هذه الثروات الطبيعية التى تستحوذ عليها قارة إفريقيا، يأتى موقعها المتميز الفريد بين قارات العالم حيث تطلع القارة علي أهم مضايق العالم مثل مضيق باب المندب ومضيق جبل طارق، كما تمتلك أهم القنوات الملاحية في العام منها قناة السويس المصرية التى تعتبر عصب الملاحة العالمية.

إفريقيا مطمع لدول العالم

لذلك كانت وما تزال قارة إفريقيا مطمعا لدول العالم الاستعمارية، للأستفادة من كل هذه الثروات الطبيعية وموقعها الفريد بين قارات العالم، حيث كانت الدول الأوروبية خاصة الفرنسا وبريطانيا والبرتغال وإسبانيا تتنازل للسيطرة على أجزاء كبيرة من القارة الإفريقية والاستفادة من ثرواتها واستعباد شعبها.

انتشار حالات الاستقلال

ظل هذا الاستعمار مسيطرا على دول القارة الإفريقية حتي منتصف الستينات من القرن الماضى مع إنتشار حالات الاستقلال في إفريقيا ونوال نحو خمسة عشر دولة استقلالهم، وبعدها جاءت باقي الدول تباعا للتمتع بالاستقلال والحرية من الضغيان والاستعمار ونهب الثروات.

إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية

ومع بداية ظاهرة الاستقلال بين دول قارة إفريقيا جاءت فكرة إنشاء كيان سياسي إفريقي عربي موحد يشمل جميع دول القارة التي نالت استقلالها، فكانت منظمة الوحدة الإفريقية التي تأسست عام ١٩٦٣م وتم التوقيع على ميثاقها في 25 مايو من نفس العام في أعقاب أول قمة أفريقية انعقدت في أديس أبابا وحضرها ممثلون عن ثلاثين دولة أفريقية مستقلة، لذلك سمي هذا بيوم إفريقيا أو يوم الحرية الإفريقية سابقا.

تزايد الدول الأعضاء في المنظمة

كان عدد الدول المؤسسة للمنظمة 32 دولة مع بداية إنشاءها، وبدأ هذا العدد في التزياد مع استقلال باقي الدول الإفريقية من الاحتلال حتى وصل لـ 53 دولة حتي عام 2002.

ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية

جاء ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية ينص على  جملة من مبادئ التعاون كان منها عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة من الدول الأعضاء، كما حددت جملة من الأهداف والطموحات منها تحريرالقارة الأفريقية من الاستعمار والقضاء على التخلف الاقتصادي وتوطيد دعائم التضامن الأفريقي ودفع القارة باتجاه المشاركة في القرارات الدولية.

وتم الاتفاق على أن تكون عضوية هذه المنظمة مفتوحة للدول الإفريقية المستقلة ذات السيادة، بما في ذلك الجزر الإفريقية شريطة أن تؤمن هذه الدول بمبادئ المنظمة المتمثلة في سياسة عدم الانحياز، وعدم ممارسة التفرقة العنصرية. 

وفي حالة انضمام عضو جديد، يقرر قبوله بالأغلبية المطلقة للدول الأعضاء، ويسمح لكل عضو بالانسحاب من المنظمة بطلب انسحاب خطي، ويصبح الانسحاب نافذاً بعد مضي عام.

اجتماعات المنظمة

تعقد المنظمة اجتماعا سنويا في واحدة من العواصم الأفريقية يحضره رؤساء الدول والحكومات الأعضاء فيها، وقد جرت العادة بأن يحضر الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة جلسة الافتتاح، ويلقي كلمة فيها ثم يتناوب على الكلام ممثلون عما يمكن اعتباره الكتل الأربع داخل القارة الإفريقية، وهم الأقطارالأفريقية العربية، والأقطار الإفريقية الناطقة بالفرنسية والأقطارالإفريقية الناطقة بالإنجليزية والإفريقية الناطقة بالبرتغالية.

مشاكل المنظمة

وواجهت المنظمة مشاكل كان منها نزاعات حول عضوية الدول، ونقص الموارد، وتكاليف معالجة الكوارث الطبيعية غير نزاعات حول تعيين الأمين العام ومهامه.

تأسيس الإتحاد الإفريقي

وفي 9 سبتمبر 1999، تم الإعلان عن تأسيس الأتحاد الإفريقي بدلا من منظمة الوحدة الإفريقية بمدينة سرت الليبية وبمبادرة من الرئيس الليبي معمر القذافي. 

وتم بالفعل اعتماد تأسيس الأتحاد الإفريقي في يوليو2001 عندما قرر مؤتمر رؤساء دول وحكومات منظمة الوحدة الأفريقية المنعقد في زامبيا حل المنظمة والانتقال إلى الأتحاد الإفريقي بشكل رسمي.