الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أُعجب به ثم أعدمه.. قصة محمد كريم الثائر المصري الذي وقف في وجه نابليون

الثائر محمد كريم
الثائر محمد كريم زعيم المقاومة الشعبية ضد نابليون بونابرت

"وجهان لعمله واحدة" هكذا كانت الحملة الفرنسية على مصر، فكما كان لها وجه جميل بالإنجازات التي خلفتها، كان لها وجه قبيح، فخلفت ورائها دماء المصريين، ودفن للنهضة المصرية الكبيرة.

تلوثت أيدي نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية على مصر، بدماء كل من كان يدافع عن وطنه ويسعى لتحريره، فكان أبرز ضحاياه الشهيد محمد كريم حاكم مدينة الإسكندرية، الذي تم إعدامه رميًا بالرصاص للحد من المقاومة الشعبية، ولم يكتف بنفيه بعيدًا.

ظن نابليون أنه بإعدام محمد كريم أنه قضى عليه، لم يكن على علم بأنه صنع منه بطلا شعبيا خلد التاريخ أسمه وذكراه.

نشأته 

ولد الشهيد محمد كريم، في حي الأنفوشي بمحافظة الإسكندرية، قبل منتصف القرن الثامن عشر، ونشأ يتيمًا فكفله عمه وأفتتح له دكانًا صغيرًا في الحي، وكان يتردد على المساجد ليتعلم فيها، والندوات الشعبية ليتحدث.

ذاع صيته وأحبه الناس لصفاته المحمودة وحسن معاشرته، وعينه مراد بك أمر الديون والجمرك، فأصبح صاحب الكلمة العليا في المدينة والحاكم الفعلي بها.

مقاومة الحملة الفرنسية 

ظهر الأسطول الفرنسي أمام شواطئ الإسكندرية، تحديدًا في العجمي 1 يوليو 1798، وبادر في إنزال قواته ليلاً، ولم يكن سكان الإسكندرية حينها يتعدوا 8 آلاف مواطن، لكن بشجاعتهم وقائدهم محمد كريم حاجة المدينة في هذا التوقيت، عزموا على مواجهة الأسطول الفرنسي بكل قوة.

لم تصمد القوات والمواطنين بقيادة حاكم المدينة، أمام كثرة القوات الفرنسية، وأسلحتهم الحديثة، إلى أن نفذت الذخيرة من محمد كريم ومن معه من الجنود داخل قلعة قايتباي، ليتم القبض عليه وتسليمه إلى نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسي على مصر.

تولي الحكم من جديد

دخل نابليون مدينة الإسكندرية، معلنًا الآمان لأهالي المدينة، وفور إلقاء القبض على محمد كريم، أًعجب نابليون بشجاعته وبسالته، وأعاد إليه سلاحه مرة أخرى وأبقاه حاكمًا للإسكندرية، وعين معه الجنرال كليبر حاكمًا عسكريًا.

المقاومة الشعبية

بينما كان حاكمًا لمدينة الإسكندرية، وكليبر على رأس حامية المدينة، ظلت دعوة محمد كريم إلى المقاومة الشعبية تلقى صداها بين المواطنين، ما أشعل نار الثورة بجميع أرجاء الإسكندرية، وبدوره أعتقل كليبر بعض الأعيان للقضاء على الثورة، وبعدهم الحاكم محمد كريم.

لإخماد الثورة تم إرسال محمد كريم إلى أبو قير حيث كان مرسى الأسطول الفرنسي، ثم أُرسل إلى رشيد ومنها إلى القاهرة.

إعدامه

فور وصول محمد كريم إلى القاهرة، وُجهت له تُهم التحريض على المقاومة وخيانة الجمهورية الفرنسية، واستمرت محاكمته منذ 12 أغسطس 1798، وحتى 5 سبتمبر 1798، حين أرسل نابليون رسالة إلى المحقق يأمره فيها أن يعرض على محمد كريم أن يدفع فدية قدرها ثلاثون ألف ريال خلال أربع وعشرون ساعة.

رفض محمد كريم دفع الفدية، ولما ألح البعض عليه ان يفدي نفسه بهذه الغرامة رفض وقال:" إذا كان مقدورًا على ان أموت فلن يعصمني من الموت أن أدفع الفدية، وإذا كان مقدرًا لي الحياه فعلام أدفعه".

وأصدر نابليون بونابرت أمر إعدام محمد كريم يوم 6 سبتمبر 1798، ظهرًا في ميدان الرميلة رميًا بالرصاص.

تكريمه

الثائر المصري الشهيد محمد كريم

كرمت محافظة الإسكندرية ذكرى محمد كُريم مناضلها والمدافع عنها في أكثر من مناسبة، ففي عام 1953 وضعت صورته لأول مرة مع صور محافظي الإسكندرية في مبنى المحافظة، كما أطلق اسمه على شارع التتويج وأصبح اسمه "شارع محمد كريم"، كذلك أطلق اسمه على إحدى المدارس الخاصة بمنطقة بسموحة، وفي 27 نوفمبر 1953 افتتح مسجداً بجوار قصر رأس التين وأطلق عليه "مسجد محمد كريم" وفي حديقة الخالدين بالإسكندرية صنع له تمثال تخليداً لذكراه.