الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصير أبي لهب خير دليل .. خطيب المسجد الحرام: الإنسان لا تنفعه قرابته

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه لا ينفع الإنسانَ حسبُه ولا نسبه ولا قرابته، وانظر مآل أبي لهب رغم قرابته من النبي صلى الله عليه وسلم:« تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ، مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ، سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ».

وأوضح « غزاوي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمةً، أنه يقبح بالمرء أن يتكبر فيفخر بحسبه ويحتقرَ غيره فيطعن في نسبه. ويكفيه إثما وذما أن ذلك من خصال أهل الجاهلية قال صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ في أُمَّتي مِن أمْرِ الجاهِلِيَّةِ، لا يَتْرُكُونَهُنَّ: الفَخْرُ في الأحْسابِ، والطَّعْنُ في الأنْسابِ، والاسْتِسْقاءُ بالنُّجُومِ والنِّياحَةُ».

على كل مسلم أن ينقاد لشرع الله

وأكد أنه ينبغي على كل مسلم أن ينقاد لشرع الله ويستقيم على طاعة الله، ولا يعتمدَ على نسبه ولا ماله ولا عَمَلِ غيره؛ لذا وجَّه صلى الله عليه وسلم قومه وعشيرته وقرابته فقال: « يا بَنِي عبدِ مَنَافٍ، لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شيئًا، يا عَبَّاسُ بنَ عبدِ المُطَّلِبِ، لا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شيئًا، ويَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسولِ اللَّهِ، لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شيئًا، ويَا فَاطِمَةُ بنْتَ مُحَمَّدٍ، سَلِينِي ما شِئْتِ مِن مَالِي، لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شيئًا» ، كما أنه لا يكفي المرءَ الانتسابُ إلى الإسلام من غير أن يتمسك بأهدابه ويعمل بأحكامه ويمتثل قيمَه وأخلاقَه.

وأشار إلى أن الله تعالى ميز بين من يطلبُ الدنيا العاجلة، يعمل لها ويسعى ولا يرجو ما عند الله، وبين من يريد الآخرة ويطلبها، ويعمل لها، فقال سبحانه « مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُومًا مَّدْحُوراً وَمَنْ أَرَادَ الآخرةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً »، وقال الله تعالى «ولكن أكثر الناس لا يعلمون، يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ».

المرء لا يوزن بحسبه

وأفاد بأن المرء لا يوزن بحسبه ونسبه، ولا بمتاعه وماله، ولا بزينته ومظهره وجماله، ولا بمنصبه وجاهه ورتبته وألقابه، لكن المعيار في التفاضل بين الناس الإيمان والتقوى كما قال تعالى « إن أكرمكم عند الله أتقاكم » فالتقوى أساس الرفعة والشرف ألا إنما التقوى هي العز والكرم وحـبـك للـدنـيـا هـو الـذل والسـقـم وليس علـى عبــد تقي نقيـصــة إذا صحح التقوى وإن حاك أوحجم والميزان الصحيح والمِحَك الحقيقي لبيان قدر العبد ومكانته عند الله تعالى إيمانه، وباعتبار ما في قلبه من محبة لله، وإخلاص وإخبات، وخوف ورجاء وتقوى، وباعتبار العمل الذي يبرهن به صاحبه من صلاح معتقده وحسن سيرته واستقامته واعتزازه بدينه وتمسكه به وثباته عليه ومحافظته على مبادئه وقيمه وأخلاقه.

ولفت إلى أنه قد جاءت الأخبار بما سيؤول إليه الحال من انتكاس الموازين آخر الزمان واختلال المعيار الذي يوزن به المرء ويُقَوَّم حتى يقال للرجل من أرباب الدنيا: ما أعقلَه! وما أظرفَه! وما أجلدَه! وما في قلبه مثقال حبة مِن خردل من الإيمانِ، أي: الشيءُ القليل من الإيمان.

وأضاف أن همة المؤمن أبلغ من عمله، قال صلى الله عليه وسلم: «من همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنه حسنة كاملة» الحديث وقال صلى الله عليه وسلم «ومن سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه» وقال صلى الله عليه وسلم «ما من امرئ تكونُ له صلاةٌ بليل فغلبه عليها نومٌ إلا كتب له أجرُ صلاته وكان نومه صدقةً عليه».