الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الانتحار جريمة في حق الإنسانية.. وزير الأوقاف: المنتحر قاتل وظالم نفس.. المؤسسات الدينية ستتصدى بكل حزم للظاهرة.. وهذه روشتة المواجهة في بناء الوعي

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف
  • الانتحار لا تعقبه راحة بل عذاب أليم
  • ظاهرة الانتحار زادت عالمياً في ظل الظروف العالمية بسبب فيروس كورونا
  • وضع كود إعلامي للتعامل مع قضاياها 

 

الانتحار جريمة في حق الإنسانية.. لا تتوقف المؤسسات الدينية الإسلامية في مصر عن التحذير من خطورة انتهاج الانتحار كحالة عامة من شأنها الاستسهال في التعامل مع الظروف الحياتية القاسية، والتي لا تعدو أن تكون من حكم الخالق جل وعلا والتي لم يسلم منها بشر قط سواء أكان نبيا أو غير ذلك من بني البشر، لاختبار قدرتهم على الصبر والتحمل، ومع كثرة حالات الانتحار خلال السنوات والأيام الماضية حذرت تلك المؤسسات من خطورة هذا الأمر واعتبار الانتحار جريمة في حق الإنسانية. 

وزيرا الأوقاف والرياضة 

الانتحار جريمة في حق الإنسانية 

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن المنتحر قاتل، وإن الانتحار لا تعقبه راحة بل عذاب أليم، وهو جريمة في حق الإنسانية، مؤكدًا أن القرآن الكريم قد نهى عن قتل النفس أي نفس وكل نفس، فقال الحق سبحانه في كتابه العزيز: "أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا " ( المائدة : 32) ، ويقول سبحانه: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" (النساء :29). 

حكم المنتحر

وبين وزير الأوقاف، في بيان له، أن نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) بين عاقبة الانتحار، فقال: "مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا" (متفق عليه).

واستشهد بما روي عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ، فَاقْتَتَلُوا، فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَسْكَرِهِ، وَمَالَ الْآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ لَا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً وَلَا فَاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ، فَقِيلَ : مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلَانٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا صَاحِبُهُ. قَالَ : فَخَرَجَ مَعَهُ، كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ، وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ، قَالَ: فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ سَيْفَهُ بِالْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: "وَمَا ذَاكَ؟" قَالَ: الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: أَنَا لَكُمْ بِهِ فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ، ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الْأَرْضِ، وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ" (متفق عليه).

قتل محرم للنفس

وأكد وزير الأوقاف أن ظاهرة الانتحار زادت عالمياً في ظل الظروف العالمية بسبب فيروس كورونا، مشيرا إلى أن نسبة المنتحرين في الولايات المتحدة الأمريكية زادت بنسبة 50% .

وأوضح جمعة أن الشخص الذي يقدم على الانتحار يعتقد أنه سيرتاح من ضغوط الحياة، فالانتحار قتل للنفس وهو محرم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، مشدداً على من يظن أن الانتحار راحه للنفس فهو مخطئ بل على العكس هو جريمة شرعية وعذابه أليم عند الله تعالى.

الجامع الأزهر

المنتحر ظالم نفس

شدد مركز الأزهر العالمى للفتاوى الإلكترونية، على ضرورة الحفاظ على النفس البشرية وعدم الانتحار، مشيراً إلى أن الإسلام يأمر بالحفاظ على النفس البشرية، وجعلها من الضروريات الخمس التى يجب رعايتها، وهى: الدِّين والنَّفس والنَّسل والمال والعقل.

وتابع في بحث بعنوان "التنفير من جريمة الانتحار": “الحفاظ على النفس البشرية مطلوب، ولو وصل الأمر فى حالة الاضطرار إلى مواقعة محرم ليبقى على نفسه، ويحفظها من الهلاك، ومن العجيب أن يصل الحال بإنسان أن ينهي حياته بيده، وكأنها ملك خالص له، وكأن الموت سينهى معاناته ويريحه من كل مشاكله، ولا يخفى على ذى عقل أن هذا الظن خاطئ بيِّن الخطأ؛ فالله سبحانه وتعالى خلقنا واستعمرنا في الأرض، وأعلمنا أن الدنيا دار عناء وابتلاء، قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} ،وقال عز من قائل: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}”.

وأشار إلى أن المؤمن يعلم هذه الحقيقة، ولذلك يستقبل المصائب بالصبر والاحتساب، وقد ساق الحق سبحانه وتعالى البشرى لمن صبر على البلاء ولم يجزع، قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ "،وفي صحيح مسلم عن صهيب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرًا له.

 وأكد أن المقدِم على هذه الجريمة ظالم لنفسه، مهما حاول أن يلقي باللائمة على الظروف المعيشية والحياتية فهذا ليس مبرر للانتحار، ولا عذر مقبول، قال الله تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ}، وقتل النفس من أكبر الكبائر فهي إزهاق للروح التي حباك الله إياها، وعدم صبر على اختبار الله سبحانه وتعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}واستعجال ما قُدر، ولذلك توعد الله سبحانه وتعالى المنتحر بالعقاب الأليم، قال تعالى {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31) } .

ارتفاع معدلات الانتحار عالمياً

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن المؤسسات الدينية ستبذل جهدًا أكبر من أجل مواجهة الانتحار.

وأضاف مختار جمعة، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج "صالة التحرير" المذاع عبر قناة "صدى البلد": "تتعاون وزارة الشباب والرياضة والمجلس الأعلى للإعلام لنشر الوعي"، موضحاً أن “مصر من أقل دول العالم في حالات الانتحار، حيث زادت محاولة الإقدام على الانتحار بنسبة 50 % أو 16 % في بعض الدول”.

وأشار إلى أن اليأس والتيأيس والإحباط وتعقيد الناس وإحباطهم من الكبائر، مردفاً: "الرسول قال بشروا ولا تنفروا"، مؤكداً أنه لا بد من نشر الأمل بين الناس، لتفويت الفرصة على الأبواق الإرهابية التي تنشر الإحباط وتبث سموم الفتنة في المجتمع المصري.

واختتم وزير الأوقاف، بأن المخدرات والإدمان بكل أنواعه والتعصب من مسببات الجريمة في المجتمع، معلقا: "الرياضة أخلاق".

كرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام

كود إعلامي للتعامل مع الانتحار

قال كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى للإعلام، إن محددات الكود الإعلامي للتعامل مع قضايا الانتحار تستهدف تقديس الحق في الحياة، والتعامل مع المنتحر على أنه مريض نفسي يحتاج إلى الاحتواء، إضافة إلى عدم الإسراف في نشر فيديوهات المنتحر، وإضفاء البطولة على شخصه.

وأوضح جبر، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج "على مسئوليتي" المذاع عبر قناة "صدى البلد": “الكود الإعلامي للتعامل مع قضايا الانتحار يستهدف الحفاظ على احترام آلام الأسر”.

وأشار رئيس المجلس الأعلى للإعلام إلى أن بعض وسائل الإعلام تاجرت بقضية انتحار فتاة المول، لافتا إلى أنه تم طرح الكود الإعلامي للحوار، ليعتمد خلال أسبوعين وينشر بالجريدة الرسمية.

وأكد اهتمام المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بقضية الأديان والأوطان، في ظل ترويج الجماعة الإرهابية لأكاذيب بشأن تعارض تعاليم الأديان مع حب الوطن، مشددا على أهمية قضية حماية النشء والحفاظ على الهوية الوطنية.