الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القاف «سيركل» وعليها نقطتين!

في مسلسل "نيللي وشريهان" إنتاج سنة 2016، تعبر شخصية نيللي عن فتاة مدللة تعليمها أجنبي ولا تعرف حروف اللغة العربية، فتتذكر القاف على أنها دائرة أو "سيركل وعليها نقطتين"، وتذكر حرف "الظاد" لوجود "الصاد"، وحرف "الزه" لوجود "الره".
والشخصية تعبر عن الكثيرين ممن لا يعرفون أساسيات اللغة العربية لا في النطق ولا الكتابة، واليوم أصبحت اللغة العربية لغة أجنبية بالنسبة للبعض من العرب، وتواجه اللغة العربية التهميش مع ازدياد الاهتمام باللغات الأجنبية باعتبارها أساسية للتعليم والعمل.
وكشفت بعض الدراسات أن الناطقين بالعربية لديهم صعوبة في تسمية أو فهم الحروف غير الموجودة في لهجاتهم العامية، وترجع الصعوبة في قراءة اللغة العربية إلى وجود فروق كبيرة بين اللغة المنطوقة واللغة المكتوبة من حيث النطق والكتابة بالشكل الإملائي الصحيح للكلمات وكأنهما لغتان مختلفتان، ويحتاج الإنسان العربي إلى تعلم اللغة الفصحى بشكل ممنهج وكأنه يتعلم لغة أجنبية.
هل المشكلة في اللغة العربية أم في الإنسان العربي؟، المشكلة في أن الإنسان العربي يفكر ويتكلم بلهجة عامية لا يكتبها، ويكتب بلغة فصحى لا يفكر بها ولا يتكلمها، فهو يفهم الفصحى، إلا أنه يجد صعوبة في قرائتها والتعبير بها بشكل صحيح.
وتعبر اللغة عن ثقافة الأمة، وكلما تقدم الشعب وأسهم في بناء الحضارة الإنسانية، تتطور لغته لتعبر عن المفاهيم السامية والمعاني الدقيقة في كل مجالات العلم والمعرفة.
والعبرية كانت لغة طقوسية خاصة بالعبادات فقط، وأصبحت الآن لغة أساسية لملايين الأطفال في إسرائيل، يتعلمون ويتكلمون ويكتبون بها، حتى أن بعض كلماتها تسربت لبعض اللغات ووصلت للعالمية، لأن أبناءها يبدعون ويبتكرون بها، فالصناعات الإسرائيلية المتقدمة طبياً وتكنولوجياً لها أسماء عبرية.
وكذلك اللغة العربية تحيا بفكر وإبداع الناطقين بها، والدفاع عنها يضمن للأمة استمراريتها ويحفظ لها مكاناً متقدماً بين الأمم الأخرى، وقد لخص ذلك ابن خلدون بقوله :"إن غلبة اللغة بغلبة أهلها، وان منزلتها بين اللغات صورة لمنزلة دولتها بين الأمم".
 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط