قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

من أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف؟ .. روايات مختلفة تعرف عليها

من أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف
من أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف

من أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف ..مع اقتراب الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، يتساءل كثير من الناس عمن أقام أول احتفال لتلك الذكرى النبوية المطهرة في ذلك أقاويل كثيرة تنسبها للفاطميين باعتبارهم أول من ابتدعها، وآخرين يجعلونها في الأيوبيين باعتبارهم أول من أقامها بصورة منتظمة، في حين يجعلها البعض سنة أقامها سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن صيامه يومي الإثنين والخميس.

من أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف

تباينت الروايات حول أول من احتفل بيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم ما بين تأكيد بأن صيام النبي لذلك اليوم هو احتفال وتأكيد على أنه بات من السنن المحمدية، وما بين نسبته للفاطميين وغيرهم من الممالك الإسلامية،وقيل إن أول من احتفل بالمولد بشكل كبير ومنظم هو الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين حاكم أربيل شمال العراق، فيما تشير بعض الكتب التاريخية إلى أن الفاطميين هم أول من احتفل بهذه الذكرى.

بينما يذهب البعض إلى القول بأن الدولة الأيوبية هي أول من أقام الاحتفالات بشكل منتظم، حيث كانت الاحتفالات تتم بشكل منتظم في عهد السلطان صلاح الدين، إذ كان يحتفل سنوياً، وكان يصرف في الاحتفال الأموال الكثيرة، حتى بلغت 300 ألف دينار، وذلك كل سنة.

وكان يتم الاحتفال بالمولد سنة في 8 ربيع الأول، وسنة أخرى في 12 ربيع الأول أي بالتناوب، لسبب الاختلاف عندهم بتحديد يوم مولد النبي محمد، فإذا كان قبل المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم شيئاً كثيرًا وزفّها بالطبول والأناشيد، حتى يأتي بها إلى الميدان، ويشرعون في ذبحها، ويطبخونها، فإذا كانت صبيحة يوم المولد يجتمع الناس والأعيان والرؤساء، ويُنصب كرسي للوعظ، ويجتمع الجنود ويعرضون في ذلك النهار، بعد ذلك تقام موائد الطعام، وتكون موائد عامة عامرة بالطعام.

ومع صعود العثمانيين إلى الحكم اعتنى جميع حكامهم بيوم المولد النبوي، حيث كانوا يُقيمون الاحتفالات الكبيرة في المناطق المختلفة، فكان السلطان عبد الحميد الثاني يحضر إلى باب الجامع مع عُظماء وكبار الدولة ويلبسون اللباس التشريفي في ليلة 12 ربيع الأول من كل عام، بجميع الأعياد والمناسبات المعروفة عند المسلمين، ومنها يوم المولد النبوي، إذ كانوا يحتفلون به في أحد الجوامع الكبيرة بحسب اختيار السلطان.

فلما تولى السلطان عبدالحميد الثاني الخلافة قصر الاحتفال على الجامع الحميدي ، فقد كان الاحتفال بالمولد في ليلة 12 ربيع الأول يحضر إلى باب الجامع عظماء الدولة وكبراؤها بأصنافهم وجميعهم بالملابس الرسمية التشريفية، وعلى صدورهم الأوسمة، ثم يقفون في صفوف انتظارًا للسلطان، فإذا جاء السلطان، خرج من قصره راكباً جوادًا من خيرة الجياد، بسرج من الذهب الخالص، وحوله موكب فخم، وقد رفعت فيه الأعلام، ويسير هذا الموكب بين صفين من جنود الجيش العثماني وخلفهما جماهير الناس، ثم يدخلون الجامع ويحتفلون، فيبدؤون بقراءة القرآن، ثم بقراءة قصة مولد النبي محمد، ثم بقراءة كتاب دلائل الخيرات في الصلاة على النبي، ثم ينتظم بعض المشايخ في حلقات الذكر، فينشد المنشدون وترتفع الأصوات بالصلاة على النبي وفي صباح يوم 12 ربيع الأول، يفد كبار الدولة على اختلاف رتبهم لتهنئة السلطان.

من أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف..قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الاحتفال بالمولد النبوي ليس حرامًا أو بدعة، مشيرًا إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو أول من احتفل بمولده.

وأضاف «جمعة»، خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم»، المذاع على فضائية «سي بي سي»، أن الملك المظفر سيف الدين قطز أراد أن يحتفل بالرسول فأفتى له ابن حيوية بأنه يجوز لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يحتفل بمولده ويذبح كبشين أقرنين، ويصَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ، فلما سئل عن السبب فَقَالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ النُّبُوَّةُ».

وأشار المفتي السابق، إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يحتفل بمولد النبى موسى -عليه السلام-.

واستدل "جمعة"، بجوز صيام يوم مولد الرسول، صلى الله عليه وسلم، بفعل النبي محمد، مؤكداً لا مانع من ذلك شرعًا.

وقال في فتوى له عن حكم الصيام في يوم المولد النبوي، أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يحتفل بيوم مولده بصيام كل يوم اثنين، وكذلك احتفل بصيام عاشوراء احتفالا بنجاة سيدنا موسى عليه السلام من فرعون، مستشهداً بما روي عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال: «سُئِلَ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ ؟ قَالَ : ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ - أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ».

من أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف ..يتميز الاحتفال بالمولد النبوي في مصر بجانب حلقات الذكر بحلوي المولد التي تعبر من أهم مظاهر الاحتفال بذكر مولد سيد خلق أجميع، حيث يبدأ التجار بإقامة الشوادر قبل موعد المولد بحوالي شهر ويتم عرض الحلوى بكل أشكالها وألوانها، يزين الشادر بعرائس مولد النبي - صلى الله عليه وسلم- التي يحرص المصريون على شرائها وتقديمها كهدايا لبعضهم البعض، وبالتالي تظهر القاهرة الكبرى وكافة محافظات مصر في أبهى صورة لها.

ومما يدل على أن حلوى المولد لها دلالة مهمة عند المصريين أنه عندما قدم نابليون بونابرت على رأس الحملة الفرنسية إلى مصر كانت الظروف الاقتصادية والسياسية في مصر تحول دون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فأحب "نابليون" أن يتودد إلى المصريين ويستعطف الشعب المصري الذي ثار عليه بعد تجاوزه في حق معتقداتهم الدينية واقتحامه للجامع الأزهر، فلجأ لحيلة حلاوة المولد وأمر بتصنيعها وتوزيعها على المصريين حتى يعيد للشوارع بهجتها بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

من أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف..قالت دار الإفتاء، إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف شاهدٌ على الحب والتعظيم لجناب سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفرح به، وشكرٌ لله تعالى على هذه النعمة، فهو أمرٌ مستحبٌّ مشروعٌ، ودرج عليه المسلمون عبر العصور، واتفق علماء الأمة على استحسانه.

وأضافت الإفتاء، في إجابتها عن سؤال: «ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي؟»، المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي: أن يقصد به تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا.

واستدلت دار الإفتاء بما روي عن بُرَيدة الأسلمي رضي الله عنه قال: خرج رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم في بعض مغازيه، فلمَّا انصرف جاءت جاريةٌ سوداء فقالت: يا رسول الله، إنِّي كنت نذَرتُ إن رَدَّكَ اللهُ سَالِمًا أَن أَضرِبَ بينَ يَدَيكَ بالدُّفِّ وأَتَغَنَّى، فقالَ لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «إن كُنتِ نَذَرتِ فاضرِبِي، وإلَّا فلا» رواه الترمذي، موضحة: فإذا جاز ضرب الدُّفِّ فرحًا بقدوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم سالِمًا، فجواز الاحتفال بقدومه صلى الله عليه وآله وسلم للدنيا أولى.