الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد النبوي يحذر المسلمين: لا تكونوا كأهل الغرّة بالله

خطيب المسجد النبوي
خطيب المسجد النبوي

قال الشيخ صلاح بن محمد البدير، إمام وخطيب المسجد النبويالشريف: أيها المسلمون تبينوا الرُّشد من الغَيِ وميّزوا بين الحَيّ والَّليِّ ولا يذهلنكم التمتع بمتاع الدنيا والتلهي بزخرفها عن الاستعداد ليوم المعاد.

لا تكونوا كأهل الغرّة بالله 

وأضاف «البدير» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة : ولا تكونوا كأهل الغرّة بالله الذين تهافتوا على المناهي وانبعثوا في المنكرات وارتكبوا المحارم وعطلوا أمر الله ونهيه وتركوا العمل واسترسلوا في المعاصي اغترارا بسعة الرحمة وكثرة النعمة و تأميلا لعفو الله تعالى و اتكالا على كرمه ومغفرته.

وأوضح أنهم إذا عوتبوا ونهوا وذكروا تعلقوا بنصوص الرجاء، واتكلوا عليها ورددوها وعددوها يرجون المغفرة وهم مجاهرون بالسوء مماطلون بالتوبة کارهون للنصيحة مصرون على الذنب عائدون إلى مثله غير تائبين عنه حتى قال قائلهم : وكثِّر ما استطعت من الخطايا إذا كان القدوم على كريم.

ديدن المخدوعين والمغرورين 

ونبه إلى أن ذلك ديدن المخدوعين والمغرورين ودأب المصرين والمعاندين ودين المتهاونين بالوعيد الذين سول لهم الشيطان الأفاك الغّرار الكذاب وزين لهم اقتراف السيئات والانهماك في الغفلات وارتكاب المعاصي واتباع الشهوات وأمدهم في الغي وألقاهم في الحسرة وأغراهم بالأباطيل والتعاليل ومناهم بالأمل الخائب والرجاء الكاذب.

واستشهد بما قال الله جل وعز في أمثال هؤلاء: « فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ وقال مجاهد في معنى الآية : لا يشرف لهم شيء من الدنيا إلا أخذوه، حلالا كان أو حراما، ويتمنون المغفرة، ويقولون: سَيُغْفَرُ لَنَا ».

ألهتهم الأماني حتى خرجوا من الدنيا

وتابع : قال الحسن البصري: إن قوما ألهتهم الأماني حتى خرجوا من الدنيا وما لهم حسنة، ويقول أحدهم: إني أحسن الظن بربي وكذب، ولو أحسن الظن لأحسن العمل، وتلا قول الله تعالى: " وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين ". وقال سعيد بن جبير: "الغرة بالله أن يتمادى الرجل بالمعصية، ويتمنى على الله المغفرة" وقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- : " كَفَى بِخَشْيَةِ اللَّهِ عِلْمًا وَكَفَى بِالِاغْتِرَارِ بِاللَّهِ جَهْلًا " .

وأوصى قائلاً:  فيا عبد الله .. أي أمان حملك على الاغترار وجرأك على الأوزار وأغراك على الإصرار أغرك جميل ستره أم غرك طول إمهاله أم غرك أنه لم يعاجلك بالعقوبة بسطا منه لك في مدة التوبة ولو راجعت نفسك لعلمت أن ستره وإمهاله موجب لشکره على إظهاره لمحاسنك و ستره لذنوبك فلا تأمنن أن يختم لك بذنوبك التي سترها عليك فتكون من الهالكين.

ارتدعوا عن الاغترار

وشدد: فاتقوا الله أيها المسلمون وارتدعوا عن الاغترار وأقلعوا عن الأوزار واستتروا بستر الله، واستحيوا من الله، واحذروا فإن الناس يعيرون ولا يغيرون، ويفضحون ولا يسترون وينشرون ولا يتورعون إلا من رحم الله وقليل ما هم أقول ما تسمعون وأستغفر الله فاستغفروه إنه كان للأوابين غفورا .

ونصح : أيها المسلمون ارجوا الله رجاء لا يجرئكم على معصيته، وخافوا الله خوفا لا يؤيسكم من رحمته فإن الرجاء يستلزم الخوف، ولولا ذلك لكان أمنا، والخوف يستلزم الرجاء ولولا ذلك لكان قنوطا و يأسا ومن حمل نفسه على الرجاء تعطل، ومن حمل نفسه على الخوف قنط، ولكن ساعة وساعة و من رجا شيئا طلبه، ومن خاف شيئا هرب منه و من رجا الرحمة تعرض لأسبابها، فاخرجوا من شؤم المعاصي وتخلصوا من أسر الشيطان واحذروا الاغترار واصدقوا في التوبة والاستغفار.