ان الصبر عند البلاء هو من اعظم الصفات التي قد يتحلى بها المرء وذلك نتيجة لقوة ايمانه وصحته النفسية وثقافته ..
لكن الصدمات والابتلاءات التي قد يمر بها المرء قد تفوق مقدرته علي الاستيعاب والتحمل .. ولو لم لم يكن الصبر صعباً ما كان احد ابواب الجنة التي وعد بها الرحمن عباده ..
وان استطاع الصبر المؤقت وقت الابتلاء فقد لا يقدر علي النسيان وتغافل الألم او يخونه عقله وذكرياته بالاحتفاظ بالحوادث المؤلمة وتسكينه بشكل مؤقت يظهر اثره لاحقاً او في كل مرة يحدث امر مشابه للحادث ..
عن أنس بن مالك قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إنما الصبر عند الصدمة الأولى ". رواه البخاري ومسلم
اي ان الصبر في بداية الابتلاء يكون في عظمه وبمرور الوقت يهون ويطيب جرح صاحبه ..
دعوني احدثكم اليوم عن احدي الاضطرابات النفسية التي قد تحدث عقب الصدمات المختلفة التي يتعرض لها الإنسان مثل : (فقدان شخص عزيز ، صدمة عاطفية ، ابتلاءات .. إلخ).
ذلك الاضطراب يسمي : " اضطراب كرب ما بعد الصدمة (PTSD)" ، و الاسم ينم عن قوة وعظم الصدمات التي قد يتعرض لها المرء وعدم القدرة علي تحملها او تجاوزها ، وما قد ينتج عنها لا ارادياً وقتها او فيما بعد ..
وهو ما يختلف نسبياً من شخص لاخر بحسب مدي قوة الصحة النفسية والعقلية للشخص ..
- الأسباب
يمكن أن تصاب باضطراب كرب ما بعد الصدمة عند المرور بحدث، أو رؤيته أو العلم به، يكون منطويًا على تهديد بالموت، أو إصابة خطيرة، أو انتهاك جنسي.
لا يعلم الأطباء على وجه الدقة سبب إصابة بعض الأشخاص باضطراب كرب ما بعد الصدمة (PTSD).
- أكثر الأحداث الشائعة المسببة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة تشمل:
• التعرض للأحداث القتالية
• التعرض للاعتداء البدني في أثناء الطفولة
• العنف الجنسي
• الاعتداء الجسدي
• التعرض لتهديد السلاح
• حادث
*** هناك العديد من الأحداث الصادمة الأخرى التي قد تؤدي إلى الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة كالحرائق والكوارث الطبيعية وأعمال السلب والسرقة وحوادث تحطم الطائرات والتعرض للتعذيب والاختطاف واكتشاف الإصابة بأمراض تهدد الحياة والتعرض للهجمات الارهابية وغيرهم ...
- الأعراض
قد تبدأ أعراض اضطراب كرب ما بعد الصدمة في غضون شهر واحد من الأحداث الصادمة، او قد لا تظهر الأعراض إلا بعد مرور سنوات على الحدث.
تسبب هذه الأعراض مشاكل كبيرة في المواقف الاجتماعية أو العملية وفي العلاقات، كما يمكن أن تتعارض مع قدرتك على أداء مهامك اليومية العادية.
عادةً ما يتم تصنيف اضطراب كرب ما بعد الصدمة إلى أربعة أنواع: الذكريات الاقتحامية والتجنب والتغييرات السلبية في التفكير والحالة المزاجية والتغييرات في ردود الفعل الجسدية والعاطفية، ويمكن أن تتغير الأعراض بمرور الوقت أو تختلف من شخص لآخر.
1. الذكريات الاقتحامية
- قد تشمل أعراض الذكريات الاقتحامية:
• الذكريات المؤلمة المتكررة وغير المرغوب فيها للحدث الصادم
• عيش لحظة الحدث الصادم كما لو كان يحدث مرة أخرى (استرجاع الأحداث)
• أحلام أو كوابيس مزعجة حول الحدث الصادم
• ضغطًا عاطفيًا حادًا أو ردود فعل جسدية حول أمرٍ ما يذكرك بالحدث الصادم.
2. التجنب
- قد تشمل أعراض التجنب:
• محاولة تجنب التفكير في الحدث الصادم أو التحدث عنه
• تجنب الأماكن أو الأنشطة أو الأشخاص الذين يذكرونك بالحدث الصادم
3. التغيرات السلبية في التفكير والحالة المزاجية
- أعراض التغيرات السلبية في التفكير والحالة المزاجية قد تشمل:
• الأفكار السلبية عن نفسك أو الآخرين أو العالم
• اليأس من المستقبل
• مشاكل في الذاكرة، بما في ذلك عدم تذكر الجوانب المهمة في حادث صادم
• صعوبة الحفاظ على العلاقات الوثيقة
• الشعور بالانفصال عن العائلة والأصدقاء
• عدم الاهتمام بأنشطة كنت تستمتع بها سابقًا
• الصعوبة في الإحساس بمشاعر إيجابية
• الشعور بالخدر الانفعالي
• ميول للسلوك الانتحاري
4. التغيرات في ردود الأفعال البدنية والانفعالية
- أعراض التغيرات في ردود الأفعال البدنية والانفعالية (تُسمى أيضًا أعراض الاهتياج) قد تشمل:
• الشعور بالذعر أو الخوف بسهولة
• الانتباه الدائم لوجود خطر
• السلوك المدمر للذات، مثل الشرب كثيرًا جدًا أو القيادة بسرعة كبيرة
• صعوبة في النوم
• صعوبة في التركيز
• سرعة التهيج أو نوبات الغضب أو السلوك العدواني
• الإحساس الشديد بالذنب أو العار
*** بالنسبة للأطفال في سن 6 سنوات فأصغر، قد تشمل العلامات والأعراض أيضًا:
• إعادة تمثيل حدث الصدمة أو جوانب من حدث الصدمة أثناء اللعب
• الأحلام المخيفة التي قد تشمل أو لا تشمل جوانب في حدث الصدمة
- كثافة الأعراض
يمكن أن تختلف أعراض اضطراب كرب ما بعد الصدمة في الكثافة مع الوقت، قد تشعر بالمزيد من أعراض الاضطراب عندما تتعرض للضغط عمومًا أو عندما تواجه ما يذكرك بما مررت به.
مثال: قد تري تقريرًا في الأخبار عن الاعتداء الجنسي وتشعرين بغلبة ذكريات الاعتداء الذي تعرضتِ له.
متى تزور الطبيب
إذا كانت هناك أفكار ومشاعر مزعجة تأتيك بسبب حدث صادم لأكثر من شهر، أو إذا كنت تشعر أنك تعاني من متاعب في إعادة حياتك تحت السيطرة، فأذهب إلى طبيب أو أخصائي صحة نفسية.
الوقاية والعلاج :
بعد النجاة من أحداث مؤلمة وصادمة، يحدث لمعظم الأشخاص في البداية أعراض تشبه اضطراب كرب ما بعد الصدمة، مثل عدم القدرة على التوقف عن التفكير في ما حدث، الخوف، والقلق، والغضب، والاكتئاب، والشعور بالذنب ... جميعها ردود أفعال شائعة عن الصدمة. ومع ذلك، لم يصب أغلبية الأشخاص الذين تعرضوا لصدمة لهذا الاضطراب لمدى طويل.
قد يمنع طلب الدعم والمساعدة من الأسرة والأصدقاء الذين سيستمعون إليك في الوقت المناسب من زيادة سوء ردود الأفعال الطبيعية الناتجة عن الضغط النفسي، وعدم تطورها إلى اضطراب اكرب ما بعد الصدمة.
ويمكنك البحث عن أخصائي صحة نفسية لدورة علاج قصيرة.
وبعد الإطلاع علي احدي الاضطرابات الناجمة عن الصدمات والابتلاءات
التي قد يتعرض لها الشخص علينا ان نقدر ونراعي اثر الصدمات والحزن الشديد علي المرء وما قد ينتج عنه وكيفية التعامل مع الاشخاص الذين يمرون بصدمة ما وعدم التقليل من حزنهم او الاستهانة به ..
كما يجب ان نمارس الصبر والرضا في السراء والضراء والطمأنينة والتغلب علي المحن بالتقرب من الله لتغذية القلب بالايمان والسكينة والتوكل الكافي لردع اي امراض ناتجة عن صدمات وابتلاءات خارجة عن ارادتنا قد تحدث فجأة ..
الثقة بالنفس غذاء الروح لكي يستطيع الانسان ان يقف علي قدميه مهما هزمته الدنيا واجتمعت عليه الشدائد ..
النظر للجانب المشرق دائما من الحياة فانا اؤمن بان كل الصعاب والألم الذي يمر به المرء هي صاحبة الفضل في خلق شخصيته وهويته التي هو عليها اليوم ..
"فالآلام والمحن تصنع الأقوياء ، والأقوياء يصنعون المجد" وهنا يكون غذاء العقل "النور".