الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

100 مليون صحة | كيف نجحت مصر في القضاء على فيروس سي؟

أرشيفية
أرشيفية

أطلقت الحكومة في 30 سبتمبر 2018، مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للقضاء على فيروس سي، والكشف عن الأمراض غير السارية، تحت شعار «100 مليون صحة»، حيث استهدفت المبادرة نحو 50 مليون مواطن.

أهداف 100 مليون صحة

المبادرة استهدفت الكشف المبكر عن الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي (سي)، إلى جانب التقييم والعلاج من خلال وحدات علاج الفيروسات الكبدية المنتشرة فى جميع محافظات الجمهورية، وكذا الكشف المبكر عن السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة، وقامت بـ توجيه المكتشف إصابتهم لتلقي العلاج بمختلف وحدات ومستشفيات الجمهورية.

وسعت الحكومة من خلال المبادرة إلى خلو مصر من فيروس سي بحلول العام 2020، وخفض الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية والتي تمثل حوالى 70% من الوفيات في مصر.

المبادرة أتاحت الفرصة لعدد كبير من المواطنين للاطمئنان على صحتهم وعدم إصابتهم بالأمراض التي استهدفتها من خلال الكشف المبكر عنها.

فرق عمل لتنفيذ المبادرة

تم تشكيل فرق عمل لتنفيذ المبادرة ضم نحو 5484 فردا، حيث تكون كل فريق من 3 أفراد، عضو طبي، وتمريض، ومدخل بيانات، وعمل كل فريق على فترتين، لاستقبال 60 مواطنا خلال فترة العمل الواحدة، وإجراء فحص فيروس سي، والأمراض غير السارية، وذلك للمواطنين ممن تزيد أعمارهم على 18 عامًا.

وخصص نحو 1412 مقرا لإجراء الحملة، منها وحدات الرعاية الأساسية، ومستشفيات وزارة الصحة، وسيارات العيادات المتنقلة، ومنشآت أخرى منها: مراكز الشباب وقصور الشباب، وغيرها، وما تم إتاحته بالتعاون والتنسيق مع عدد من الجهات المعنية لتوفير 3108 أجهزة كمبيوتر وتابلت استخدمت في الحملة.

وتم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الصحة والسكان، والهيئة الوطنية للانتخابات، جرى من خلاله الاستعانة بقاعدة بيانات الناخبين للوصول لجميع المستهدفين بالمسح.

مراحل تنفيذ المبادرة

تم الانتهاء من المرحلة الأولى من المبادرة التي انطلقت في أكتوبر 2018 في نوفمبر من نفس العام، حيث ضمُت المرحلة الأولى 9 محافظات، هي: «جنوب سيناء ومطروح وبورسعيد والإسكندرية والبحيرة ودمياط والقليوبية والفيوم وأسيوط».

أما المرحلة الثانية فتم الانتهاء منها في فبراير 2019، وضمت 11 محافظة، هي: «شمال سيناء والبحر الأحمر والقاهرة والإسماعيلية والسويس وكفر الشيخ والمنوفية وبنى سويف وسوهاج وأسوان والأقصر».

وكانت المرحلة الثالثة ما بين مارس وإبريل 2019، وضمت 7 محافظات، هي: «الوادي الجديد والجيزة والغربية والدقهلية والشرقية والمنيا وقنا».

علاج 2.2 مليون مريض

وفي يوليو الماضي أعلنت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان أن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي للقضاء على فيروس والكشف عن الأمراض غير السارية تحت شعار (100 مليون صحة)، تعد بمثابة حملة قومية، حيث نجحت خلال 7 أشهر فقط في فحص أكثر من 60 مليون شخص، وعلاج 2.2 مليون مريض بالتهاب الكبد الوبائي "سي"، منوهة بانخفاض معدل الإصابات الجديدة بأكثر من 92% سنويا.

جاء ذلك خلال كلمة وزيرة الصحة والسكان في الحوار العالمي رفيع المستوى، الذي نظمته منظمة الصحة العالمية بالتزامن مع اليوم العالمي للالتهاب الكبدي الوبائي، الذي وافق 28 يوليو، بمشاركة عدد من مسئولي الصحة والمنظمات الدولية، لاستعراض ومشاركة تجارب الدول الناجحة في القضاء على فيروس "سي"، وبحث سبل تسريع القضاء عليه بحلول عام 2030.

وقالت زايد إنه "وفقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي وضعت الحكومة المصرية القطاع الصحي على رأس أولوياتها، والذي ساهم بدوره في تعزيز المنظومة الصحية"، مؤكدة أهمية مشاركة وتبادل خبرات النظم الصحية حول العالم لتحقيق هدف القضاء على التهاب الكبد الوبائي، والذي يهدد الصحة العامة بحلول عام 2030، خاصة في ظل التحديات الصحية التي يشهدها العالم، حيث يساهم ذلك في تحقيق التغطية الصحية الشاملة.

عانت مصر من التهاب الكبد 

وأشارت إلى أن مصر كانت واحدة من أكثر البلدان التي عانت لسنوات عديدة من التهاب الكبد الوبائي "سي"، مما كان ينعكس سلبًا على المستوى الصحي والاجتماعي والاقتصادي، لافتة إلى أن مصر تعد الآن دولة رائدة في مجال الاهتمام بالصحة العامة والقضاء على الالتهاب الكبدي، حيث إن منظمة الصحة العالمية في طريقها لإعلان مصر أول دولة خالية من التهاب الكبد الوبائي "سي"، وذلك بعد مشاركة خبراء المنظمة في تقارير التحقق من المبادرة، والتي تمت وفقًا لإرشادات المنظمة.

ووجهت وزيرة الصحة الشكر لكل من منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي لدورهما ودعمهما لمصر خلال المبادرة، بالإضافة إلى الشركاء المستدامين من المنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، الذين كان لهم دور كبير خلال إنجاز مبادرة القضاء على فيروس "سي" في مصر.

وشددت على أن العامل الرئيسي لنجاح مبادرة القضاء على فيروس "سي" هو التنسيق والتعاون الدائم بين مؤسسات الدولة، لدعم القطاع الصحي بمصر وتكاتف جهود الدولة لمواجهة كافة التحديات، خاصة خلال جائحة فيروس كورونا المستجد.

وأضافت أنه تم إجراء الفحص لفيروس "سي" ضمن المبادرة باستخدام اختبار التشخيص السريع لالتهاب الكبد الوبائي، وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية وتحويل المرضى لوحدات العلاج على الفور، مشيرة إلى قدرة مصر على التصنيع المحلي لأدوية التهاب الكبد الوبائي بأسعار تنافسية مقارنة بالسعر العالمي.

التوسع في معامل التحليل

كما أشارت إلى حرص الوزارة على رفع كفاءة الموارد البشرية من الفرق الطبية والقوى العاملة بالمبادرة، وذلك من خلال الدورات التدريبية المستمرة وتطوير القدرات البحثية وجمع البيانات كركيزة مؤسسية، فضلا عن التوسع في معامل إجراء تحليل الـ(PCR) ل، فيروس "سي"، والذي ساهم في امتلاك مصر شبكة معامل موسعة للـ(PCR) خلال التصدي ل، جائحة فيروس كورونا.

ولفتت إلى أن جائحة فيروس كورونا أعطت درسًا للتضامن والتعاون والاستجابة السريعة بين دول العالم لحماية النظم الصحية، مؤكدة أهمية استمرار التعاون بين الدول من أجل القضاء على التهاب الكبد الوبائي.

كما أكدت حرص مصر على مشاركة المعرفة والخبرات التي اكتسبتها خلال القضاء على فيروس "سي" مع كافة الدول، كما تعمل مصر الأن على استمرار دعم الرعاية الصحية للدول الأفريقية من خلال نقل تجربة مصر وتطبيقها ضمن مبادرة الرئيس السيسي لعلاج مليون أفريقي من فيروس "سي".

الإصابات أصبحت قليلة 

من جانبه قال الدكتور محمد على عز العرب، استشاري الكبد والجهاز الهضمي، ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، إن أعداد المصابين بفيروس سي، أصبحت قليلة، خاصة بعد نجاح حملة "100 مليون صحة"، في توفير العلاج بالمجان، بعد خطة طبية وفق المعايير العالمية، من عمليات مسح للوصول للمرضى وتوفير العلاج له، ونشر حملات للوقاية.

وأشار عز العرب إلى أن التجربة المصرية فى مكافحة فيروس سي، أصبح يحتذى بها عالميا، وتم نقلها فعليا إلى عدة بلدان مجاورة، وذلك بعد الإشادة العالمية من منظمة الصحة العالمية، لأكبر عملية مسح طبي في التاريخ؛ لافتا أن الإرداة السياسية لها دور كبير في نجاح المبادرة، فدائما العلماء لديهم الخطط لكن يصعب عليهم التنفيذ ما دام لا يوجد لديهم دعم يذلل العقبات.

وأضاف: أن حملة "100 مليون صحة"، كشفت أن نسبة من لديهم أجسام مضادة للمرض 3.8% من عينة البحث، ومن لديهم «pcr» إيجابى نحو 2.8% ويمثلون مليونا و540 ألف مواطن، وتم علاجهم جميعا، وتم اكتشاف أن نسبة المرض أقل من 4% وتم علاج أكثر من 90% منهم.

ولفت أن إجراءات الإشهاد العالمي لخلو مصر من فيروس سي، تتطلب إجراء مسح ديموغرافي، لمعرفة حجم الإصابة وحال وصولها أقل من 15 سيتم الإشهاد عالميا؛ موضحا أن مصر لديها تقدير عالمي وشهادة من منظمة الصحة العالمية.