تحل اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ13 على رحيل الدكتور محمد المسير أستاذ العقيدة والفلسفة جامعة الأزهر الشريف، الذي وصفته المشيخة بقولها:" حارب كل الأفكار الضالة والشاذة".
نشأته وتعليمه
ولد الدكتور محمد سيد المسير بمنطقة الدرب الأحمر بمدينة القاهرة في الثامن من شهر يونيو عام 1948 م، لأسرة تعود بجذورها إلى قرية "طبلوها" مركز تلا محافظة المنوفية، فوالده العالم الأزهري الراحل الدكتور سيد أحمد المسير رئيس قسم الدعوة بجامعة الأزهر، حفظ القرآن الكريم وهو في سن الحادية عشرة وتلقّى تعليمه الأولي في كتاب قريته، ثمّ انتقل إلى الأزهر الشريف فكان الأول على الجمهورية في الشهادة الإعدادية التي حصل عام 1964 م، والسادس عشر في الشهادة الثانوية، التحق بكلية أصول الدين قسم العقيدة والفلسفة الإسلامية وتخرج عام 1973م ثم حصل على الدكتوراه في العقيدة والفلسفة ومقارنة الأديان عام 1978 م، وعمل أستاذاً للعقيدة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر .
مسيرته العملية
أعير الراحل أستاذاً مشاركاً ورئيساً لقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية التربية - فرع جامعة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة 1983-1987م، ثم أستاذاً للعقيدة والأديان في كلية الدعوة وأصول الدين جامعة أم القرى بمكة المكرمة 1993 -1998م.
كما أنتدب للتدريس في كليتي التربية والعلوم - جامعة قناة السويس بالإسماعيلية على مدى سنوات عدة، وقام بالتدريس في دورات معهد الإذاعة والتليفزيون بوزارة الإعلام، ودورات تدريب الأئمة ومراكز الثقافة بوزارة الأوقاف، ومعهد الدراسات الإسلامية بالزمالك التابع لوزارة التعليم العالي.
وشارك أيضاً في لجان الاختبار لجائزة الملك فيصل العالمية، ولجنة اختيار قراء القران الكريم بالتليفزيون المصري1989م، وعمل مستشاراً لوزير الأوقاف سنة1992م، وعضواً بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
محارب الأفكار الضالة
وقد أحيا الأزهر الشريف عبر موقعه الرسمي ذكرى الدكتور محمد المسير، قائلاً: إن المسير كان واضحاً مع النفس صادقاً معها، اتخذ الصراحة مبدأ ونبراساً طوال حياته، حارب كل الأفكار الضالة والشاذة، التي سادت عصره ومازال على فكره هذا حتى لقى ربه إنه الدكتور محمد المسير من الأمة المجتهدين الذين وقفوا حياتهم للزود عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ".
مؤلفاته
أثرى الدكتور محمد المسير المكتبة الإسلامية بأكثر من 40 كتاباً في شتى صنوف العلوم الإسلامية، منها:" الشفاعة في الإسلام، الرسالة والرسل في العقيدة الإسلامية ، المدخل لدراسة الأديان، قضية التكفير في الفكر الإسلامي، وقضايا في الفكر الإسلامي، أخلاق الأسرة المسلمة، الإلهيات في العقيدة الإسلامية، الرسول صلى الله عليه وسلم وقضايا المجتمع".
وفاته
وقد رحل الدكتور محمد المسير في مثل هذا اليوم الثاني من شهر نوفمبر لعام 2008، عن عمر ناهز الـ 60 عاماً بعد صراع مع مرض الكبد استمر نحو 15 عاما ، وقد ذكر طبيبه المعالج أنه كان بجواره قبل وفاته بقليل فيقول:" كنت عند سريره عندما دخل في نزاع الموت وهى مرحلة يفقد فيها المخ التحكم على أعضاء الجسم ويفقد فيها المريض وعيه تماماً ويقشعر له بدني رؤيتي للسبابة اليمنى للشيخ فقد كانت العضو الوحيد الذي يتحرك كانت تتحرك كما لو كان في التشهد وكما لو كان مقام اللسان في نطق الشهادة أدرك وقتها أن جوارح الشيخ كانت في طاعة ربها على الدوام، فقد صدق قلبه وعقله ولسانه طوال حياته فصدقت جوارحه عند مماته".