الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صلاة الاستسقاء .. متى تصلى وكيفيتها وشروطها ودعاؤها

 صلاة الاستسقاء
صلاة الاستسقاء

كيفية صلاة الاستسقاء .. لا يعرف الكثيرون أحكام صلاة الاستسقاء وهل يجوز للنساء أن تؤديها، وصفة خطبة الاستسقاء ، فـ صلاة الاستسقاء سنة قد فعلها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لما أجدبت المدينة، خرج بالناس بعد ارتفاع الشمس وصلى بهم ركعتين مثل صلاة العيد، هذا هو السنة، يصلي ركعتين ثم يخطب الناس ويذكرهم ويكثر في خطبته من الدعاء وسؤال الله الغيث، والنبي -صلى الله عليه وسلم- لما صلى خطب الناس وذكرهم ورفع يديه ودعا وقال: «اللهم أسقنا غيثاً مغيثا هنيئاً مريئاً غدقاً مجللاً طبقاً عاماً نافعاً غير ضار عاجلاً غير آجل تحيي به البلاد وتسقي به العباد.. » إلى آخر دعواته الكثيرة عليه الصلاة والسلام.

 

صلاة الاستسقاء 

ويسن للخطيب أن يكثر من الدعاء وسؤال الله الغيث، وأن يأمر الناس بالتوبة إلى الله، والخروج من المظالم، والصيام، والصدقة، وترك التشاحن، ليكونوا أقرب إلى إجابة الدعاء، فإن المعاصي سبب الجدب، والطاعات سبب للبركات، قال الله تعالى: «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰٓ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَٰتٍۢ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَٰهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ».

 

يسن أن يخرج الناس إلى صلاة الاستسقاء خاشعين متضرعين إلى الله في ثيابهم العادية؛ فإن خروجهم إلى هذه الصلاة خروج حاجة وذل لله تعالى واستكانة بين يديه سبحانه، ويننبغي أن نستذكر أن لتأخر المطر حكما عظيمة، منها، أن يحاسب الناس أنفسهم على تقصيرهم في جنب الله تعالى، وأن يحدثوا لذلك توبة ورجوعا إليه جل وعلا، نسأل الله تعالى أن يغيث البلاد والعباد، وأن يرحمنا برحمته، ويتجاوز عن تقصيرنا في حقه، كما نسأله سبحانه أن يوفقنا إلى طاعته ومرضاته إنه جواد كريم غفور رحيم.

 

 

حكم صلاة الاستسقاء والحكمة منها

الإيمان بالله يدفع صاحبه للجوء إلى الله في الرخاء ليديم عليه النعمة، وفي الكرب والشدة توبة ورجاء كشف الغم، ومن صور اللجوء إلى الله في الكرب صلاة الاستسقاء، وهي تصلى طلباً لإنزال المطر بعد انحباسه لفترة طويلة، حكمها سنة مؤكدة، يصليها جموع المسلمين من الرجال والشيوخ والغلمان والنساء الكبار في العمر خلف الإمام، وتقرن بالاستغفار والدعاء والتضرع إلى الله تعالى طلباً لتفريج هذا الهم عنهم.

 

متى تصلي صلاة الاستسقاء

وقت صلاة الاستسقاء اختلف علماء المسلمين في تحديد الوقت التي تصلى فيه صلاة الاستسقاء، وانقسموا إلى ثلاثة آراء:

1- وقت صلاة الاستسقاء يكون في نفس وقت صلاة العيد، لأنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- صلى صلاة الاستسقاء في جموع المسلمين في نفس وقت صلاة العيد. 

2-وقت صلاة الاستسقاء من وقت صلاة العيد حتى الانتهاء من صلاة العصر. 

3-وقت صلاة الاستسقاء لا يقيد بوقت معين، وهذا ما رجحه الإمام الشافعي، ويستطيع جموع المسلمين أداء صلاة الاستسقاء في أي وقت ماعدا الأوقات المكروه فيها الصلاة ، ويكون ذلك باختيار الوقت الذي لا يكون فيه المسلمون منشغلين بأعمالهم كي يتمكنوا كافةً من القدوم لأداء صلاة الاستسقاء، ويستحبّ أداؤها بعد واحدة من الصلوات التي يجتمع فيها المسلمون، وعادةً ما يتمّ الإعلان عن موعد صلاة الاستسقاء قبل موعدها المحدد بأيام.

 

كيفية صلاة الاستسقاء

طريقة صلاة الاستسقاء سهلة حيث يتوجب على الإمام والمصلين الوضوء والتطهر قبل التوجه إلى الصلاة، كما يسنّ التعطر وتقليم الأظافر والتخلص من رائحة الفم الكريهة، والتوجه إلى الصلاة تائبين ومتضرعين وخاشعين لله تعالى، ويدعو الإمام لأداء الصلاة من دون أذان أو إقامة.

- صلاة الاستسقاء ركعتان كصلاة العيد، يكبّر في الركعة الأولى سبع تكبيرات، ويقرأ بعدها فاتحة القرآن ثم سورة الأعلى، أمّا في الركعة الثانية فيكبر خمس تكبيرات، ويقرأ سورة الغاشية جهراً بعد الفاتحة، وبعدها يخطب في جموع المصلين خطبة واحدة يبتدئها بالتكبير. 

أما الخطبة فعلى الإمام أو الخطيب أن يكثر فيها من الاستغفار لله تعالى وطلب التوبة، وتوضيح أسباب حبس المطر عن العباد من فعل للفواحش، والمعاصي، وانتشار الظلم بين الناس، والابتعاد عن أداء الطاعات وصلة الرحم وما أمر به الله تعالى، ووعظ المصلين للتوبة إلى الله تعالى، وثم يرفع يديه نحو السماء للدعاء بأدعية الاستسقاء جهراً وهو متوجه نحو القبلة وبعدها بدأ بالدعاء سراً، وفي حال نزول المطر فعلى المسلمين شكر الله تعالى على ما أنعم عليهم، أما في حال استمرار انحباس المطر فيعودوا ويصلوا صلاة الاستسقاء إلى أن ينزل الله تعالى عليهم المطر.

 

كيفية أداء صلاة الاستسقاء عند الفقهاء

 اتفق جميع العلماء القائلين بمشروعية صلاة الاستسقاء على أنّها تؤدّى ركعتان، إلّا أنّهم اختلفوا في صفة أدائها، وذهبوا في ذلك إلى رأيين اثنين، بيانهما كالآتي:

 الرأي الأول: أنّ صلاة الاستسقاء تؤدّى على ذات الصفة التي تؤدّى بها صلاة العيد، فيكبّر الإمام في الركعة الأولى منها سبع تكبيراتٍ، وفي الركعة الثانية خمس تكبيراتٍ، وهذا قول الشافعية، والحنابلة، وسعيد بن المسيب، وعمر بن عبد العزيز، واستدلوا لقولهم بحديث عبد الله بن عباس عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حين قال: «خرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ للاستسقاء مُتبذِّلاً مُتواضعاً وصلَّى رَكْعتينِ كما كانَ يصلِّي في العيدِ».

الرأي الثاني: أنّ صلاة الاستسقاء تصلّى ركعتين، كهيئة ركعتي النافلة ومطلق التطوّع، وهذا قول المالكية، والأوزاعي، وأبو ثور، وإسحاق، واستدلوا لقولهم بما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فيما رواه عنه عبد الله بن زيد، حين قال: «أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استسقى فصلَّى ركعتينِ» ففي هذا الحديث ونحوه لم يذكر الرواة التكبيرات في صلاة الاستسقاء، ممّا يدلّ على أنّها كصلاة النفل والتطوع. 

 

واتفقت جميع المذاهب على أنّ صلاة الاستسقاء تؤدّى جهريةً كسائر الصلوات التي تُشرع فيها الخطب؛ لأنّ الناس إنّما اجتمعوا لها ليسمعوا، وللإمام أن يقرأ فيها ما شاء له من القرآن الكريم، إلّا أنّ الأولى والأفضل أن يقرأ بما يقرأ في صلاة العيد، فيقرأ فيها سورتي ق ونوح، أو الأعلى والغاشية، أو الأعلى والشمس، ولا تفسد صلاة الاستسقاء بحذف التكبيرات، أو الإنقاص منها، أو الزيادة عليها، ولو ترك الإمام بعض التكبيرات فلا يسجد لذلك سجود السهو.
 

السور التي تقرأ في صلاة الاستسقاء

أمَّا ما يقرأ المسلم في الرَّكعة الأُولى والثَّانية في صلاة الاستسقاء فقد تعدَّدت آراء الفقهاء في ذلك على النَّحو الآتي:

عند الشّافعية: يقرأ الإمام في الرَّكعة الأُولى سورة «ق»، وفي الثَّانية سورة «القمر».

 عند المالكيَّة: يقرأ الإمام في الرَّكعة الأُولى سورة «الأعلى» وسورة «الشَّمس» في الثَّانية.

 عند الحنابلة وبعض الحنفيَّة: يقرأ الإمام في صلاة الاستسقاء كما يقرأ في صلاة العيد، وهي سورة «الأعلى» في الرَّكعة الأُولى، وسورة «الغاشية» في الرَّكعة الثَّانية.

 ويرى بعض الفقهاء استحباب قراءة سورة «نوح»؛ لأنَّها تناسب حال صلاة الاستسقاء، ويُصلِّي المسلمون هذه الصَّلاة دون الحاجة لأخذ إذن الإمام أو الحاكم، وهذا عند الإمام أبي حنيفة؛ لأنَّها بمثابة دعاء والدُّعاء لا يحتاج لإذنٍ، وخالفه في ذلك الشَّّافعيَّة وبعض الحنابلة.

 

دعاء صلاة الاستسقاء 

 اللهمّ اسقنا غيثًا مُغيثًا مَريئًا نافعًا غير ضار، عاجلًا غير آجل. اللهمّ اسقِ عِبادك وبهائِمك، وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت.

 -اللهمَّ أغثنا اللهمَّ أغثنا اللهمَّ أغثنا. 

-اللهم جللنا سحابا كثيفا، قصيفا دلوقا، ضحوكا تمطرنا منه رذاذ، قطقطا، سجلا، ياذا الجلال والاكرام.

- اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا غدقا مجللا عاما، طبقا سحا، دائما. اللهم اسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين.

-اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع، واسقنا من بركات السماء وأنبت لنا من بركات الأرض.

 

حكم خطبة صلاة الاستسقاء

تُشرَعُ الخُطبةُ مع صلاةِ الاستسقاءِ، وهذا مذهبُ الجمهورِ: المالِكيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة. وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك.
الأدلَّة:
أولًا: من السُّنَّة عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالتْ: «شكَا الناسُ إلى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قحوطَ المطرِ، فأمَرَ بمِنبَرٍ فوُضِع له في المصلَّى، ووَعَد الناس يومًا يَخرُجون فيه، قالت عائشةُ: فخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين بدأ حاجبُ الشَّمس، فقَعَد على المِنبَرِ، فكَبَّر صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وحمِد الله عزَّ وجلَّ، ثم قال: إنَّكم شكوتم جَدْبَ دِيارِكم، واستئخارَ المطرِ عن إبَّان زَمانِه عنكم، وقدْ أمرَكم الله عزَّ وجلَّ أن تَدْعُوه، ووعدَكم أن يَستجيبَ لكم... ثم رفَع يديه، فلم يزلْ في الرَّفْعِ حتى بدَا بياضُ إِبْطَيه، ثم حوَّل إلى الناسِ ظَهرَه، وقَلَبَ أو حَوَّل رداءَه، وهو رافعٌ يديه، ثم أقْبَل على الناسِ، ونزَل فصَلَّى ركعتينِ، فأنشأ اللهُ سحابةً، فرعدَتْ وبرَقتْ، ثم أمطرتْ بإذن الله، فلم يأتِ مسجدَه حتى سالتِ السُّيولُ، فلمَّا رأى سُرعتَهم إلى الكِنِّ ضَحِكَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى بدَتْ نواجذُه، فقال: أَشهَدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه».


ثانيًا: القياسُ على خُطبةِ العِيدينِ.

 

 وقت خطبة الاستسقاء

اختَلَف الفقهاءُ في خُطبة الاستسقاءِ؛ هل هي قبلَ الصلاةِ أو بعدَها؟ على أقوالٍ، أشهرُها قولان: القول الأوّل: أنَّ وقتَ خُطبةِ الاستسقاءِ بعدَ الصَّلاةِ، وهذا مذهبُ الجمهورِ: المالِكيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة، وقول أبي يُوسَفَ ومحمَّد بن الحسن مِنَ الحَنَفيَّة، وهو قولُ جماعةِ الفُقهاءِ.
الأدلَّة:
أولًا: من السُّنَّة عن عبدِ اللهِ بن عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: «خرَج النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم متواضعًا، متبذِّلًا، متخشِّعًا، مترسِّلًا، متضرِّعًا، فصلَّى ركعتينِ كما يُصلِّي في العيد، لم يخطُبْ خُطبتَكم هذه».
ثانيًا: أنَّها صلاةُ ذاتِ تكبيرٍ؛ فأشبهتْ صلاةَ العِيدِ.
القول الثاني: أنَّ الإمامَ مُخيَّرٌ بين الخُطبةِ قَبل الصَّلاةِ، أو الخُطبة بعدَها، وهي روايةٌ عن أحمد، واختارَه الشوكانيُّ، وابنُ باز، وابن عثيمين؛ وذلك لورود السُّنَّة بكِلا الأمرين، ودَلالتِها على كِلتَا الصِّفتينِ.

 

صفة خطبة الاستسقاء

اختَلَف العلماءُ في صِفة خُطبةِ الاستسقاءِ على قولين:
القول الأوّل: أنَّ خُطبة الاستسقاء خُطبتانِ، وهذا مذهبُ المالِكيَّة، والشافعيَّة، ورواية عن أحمد، وقول محمَّد بن الحسَن من الحَنَفيَّة، وهو قولُ بعض السَّلف؛ وذلك قياسًا على خُطبةِ العِيدينِ، والقول الثاني: أنَّ خُطبةَ الاستسقاءِ خطبةٌ واحدة، وهذا مذهبُ الحَنابِلَة، وقولُ أبي يُوسفَ من الحَنَفيَّة،وذلك للآتي: أولًا: أنَّ المقصودَ من الخُطبةِ الدُّعاء، فلا يَقطعها بالجِلسةِ. ثانيًا: لأنَّه لم يُنقل أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خطَبَ بأكثرَ من خُطبةٍ واحدة، بخِلافِ العِيد

 

 الدعاء لصرفِ ضرر المَطرِ الكثير

إذا كثُرتِ الأمطارُ، وتضرَّر الناسُ بها، فالسُّنَّة أنْ يدعوَ اللهَ برفْعِها، وأنْ يجعلَها في أماكنَ تنفعُ ولا تضرُّ، وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة: الحَنَفيَّة، والمالِكيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة.
الأدلَّة:
 

أولًا: من السُّنَّة
عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه: «أنَّ رجلًا دخَلَ المسجدَ يومَ جُمُعةٍ من بابٍ كان نحوَ دار القضاء، ورسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قائمٌ يخطب. فاستَقبَلَ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قائمًا، ثم قال: يا رسولَ الله، هلكتِ الأموالُ وانقطعتِ السُّبل، فادعُ الله يُغِثْنا، قال: فرفَع رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يديه، ثم قال: اللهمَّ أغِثْنا، اللهمَّ أغِثَنا، اللهم أغِثْنا! قال أنسٌ: ولا واللهِ، ما نرى في السَّماءِ من سحابٍ ولا قزعة، وما بيننا وبين سَلْعٍ من بيتٍ ولا دارٍ، قال فطلعتْ من ورائه سحابةٌ مثلُ التُّرس، فلمَّا توسَّطتِ السَّماءَ انتشرتْ، ثم أمطرتْ. قال: فلا واللهِ، ما رأينا الشمسَ سَبْتًا. قال: ثم دخَل رجلٌ من ذلك الباب في الجُمُعة المقبِلة، ورسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قائمٌ يخطب، فاستقبله قائمًا، فقال: يا رسولَ الله، هلكتِ الأموالُ وانقطعتِ السُّبل؛ فادْعُ اللهَ يُمْسِكْها عنَّا، قال: فرَفَع رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يديه، ثم قال: اللهمَّ حَوْلَنا ولا علينا، اللهمَّ على الآكامِ والظِّراب، وبُطونِ الأوديةِ، ومنابتِ الشَّجرِ، فانقلَعتْ، وخرَجْنا نمشى في الشَّمس. قال شريك: فسألتُ أنسَ بن مالك: أهو الرَّجلُ الأول؟ قال: لا أدْري ».
ثانيًا: أنَّ الضَّرر بزيادة المطَر أحدُ الضَّررينِ؛ فيُستحبُّ الدُّعاءُ لإزالتِه كانقطاعِه.

 

شروط صلاة الاستسقاء

 يشترط لأداء صلاة الاستسقاء ما يُشترط لأداء أيِّ صلاةٍ، وليس لها شروطٌ خاصَّة بها، وشروط الصَّلاة عند بعض الفقهاء ستَّة شروطٍ وعند بعضهم خمسةٌ؛ لاختلافهم في كون النِّيَّة شرطاً لأداء الصَّلاة أو شرط لصحَّتها، وهذه الشُّروط هي كما يأتي:

-طهارة الثَّوب والجسد وموضع الصَّلاة، وخلوِّه من النَّجاسات. الطَّهارة من الحدث؛ وذلك بالوضوء، والطَّهارة من النَّجاسة الحاصلة بسبب الجنابة أو الحيض؛ وذلك بالاغتسال، فلا تُقبل صلاة دون طهور.

- ستر العورة: وعورة الرَّجل هي ما بين سرَّته وركبته، وعورة المرأة كامل جسدها إلَّا الوجه والكفَّين، فإذا أراد العبد صلاة الاستسقاء وجب عليه ستر عورته.

- العلم بدخول الوقت: حيث إنَّ لكلِ صلاةٍ وقتٌ محدَّدٌ لا تؤدَّى قبله، ويُكره أن تؤخَّر عنه، وإنَّ صلاة الاستسقاء يُحدَّد وقتها لعامَّة النَّاس في وقتٍ يجتمعون فيه لأدائها جماعة.

- استقبال القبلة: وقبلة المسلمين هي الكعبة المشرَّفة في مكَّة المكرَّمة، ولا تقبل أيُّ صلاةٍ سواءً كانت فرضاً أو نفلاً إن كانت بغير اتِّجاه القِبلة.

- النِّيَّة: وهي أساس قبول أيُّ عملٍ، فينوي المسلم أداء صلاة الاستسقاء، والنِّيَّة مكانها القلب.

 

الفرق بين صلاة الاستسقاء وصلاة العيد

 صلاة الاستسقاء تؤدّى كما تؤدّى صلاة العيد على أحد الرأيين، فلا بدّ من بيان الفرق بينهما، وفرق بينهما بعض العلماء فيما يلي:

- أنّ صلاة الاستسقاء يُخطب لها خطبةً واحدةً، أمّا صلاة العيد فلها خطبتان اثنتان. 

-أنّ صلاة الاستسقاء تكون خطبتها بعد الصلاة، أو قبلها، أمّا صلاة العيد فإنّ خطبتها تكون بعدها.

- أنّ صلاة الاستسقاء وخطبتها يكون فيها ذكرٌ واستغفارٌ لله تعالى، وطلبٌ للغيث والسقيا، بينما تشتمل صلاة العيد وخطبته على بيان أحكام العيدين.