الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكريات مجيدة.. كامل الكيلاني يكتب عن حافظ إبراهيم بعد وفاته| نوستالجيا

صدى البلد

بعد أن توفى في شهر يونيو من عام ١٩٣٢ كتب كامل الكيلاني، رائد أدب الطفل في العالم العربي، مقالًا في مجلة "أبولو" بعنوان: "ذكريات مجيدة محمد حافظ إبراهيم" وقد تحدث خلاله عن شاعر النيل حافظ إبراهيم، باعتباره مخلصًا للحقيقية وللأدب على حد سواء.

 

تحدث الكيلاني وقتها وقال: "لا أستطيع أن أقول إن حافظًا كان المثل الأعلى للشاعر العصرى، فإنها مجاملة كان يأباها حافظ المخلص للحقيقة والأدب، وليس لناقد مثلى أن ينظم قصيدة في مدحه، وإن كان في قدرتي أن أنصفه وأن أسجل له فضائله الحقيقية، وهي وحدها أبلغ وأجدى من تخيل صفات شعرية بعيدة عنه كل البعد.

 

وأضاف الكيلاني وقال: فقد كان مثال الشاعر النابغة وإن لم يكن مثال الشاعر العبقرى، وكان واسع الحفظ وإن لم يكن واسع الاطلاع، وكان مثال الأديب المتزن البارع وإن لم يكن مثال الأديب المثقف العميق، وكان مع ذلك مثال اللغوي العالم بأسرار اللغة ودقائقها، وكان متواضعاً بعيداً عن زهو والخيلاء كما كان عف اللفظ سمح الخلق عذب الحديث. إننا لنجد في مزايا حافظ ما يكفى للإشادة بفضله من غير أن نغالى أو نسرف أو أن نتجنى على الحقيقة التي نحرص عليها جهدنا.

خزانة أدب حافلة ودولة من الظرف

 

وقد تحدث الكيلاني من خلال مقاله مودعًا صديقه وقال: فقد كان  -يرحمه الله ـ دولة من الظرف، وعالما حافلا من الأنس، وجعبة أخبار وطرف ممتازة، وديوان شعر مختار، وخزانة أدب حافلة متنقلة تقرأ فيها نخبة من أبدع ما خلفه العرب. وكان رائع الإنشاد، حسن الأداء، وكان متخير اللفظ، وإلى جانب هذه المزايا فقد كان نفاعًا لأصدقائه، وقد كان ملاذا للأدباء الناشئين ومشجعاً لهم على السير في طريق النهوض والنجاح. وإن ما يمكن أن نستخلصه من حياة حافظ هي فضل "التعاون" فقد قامت عليه حياته ومجده، ولو تمثلنا الشيخ محمد عبده مغفلاً شأن حافظ وخاذله لما كان لحافظ شأن يذكر، كما أننا لو مثلنا أن أبا تمام خذل البحترى ولم يقدمه إلى بلاط الخليفة لكان شأن البحتري كشأن ابن الرومي معاصريه.