قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ديمون جالجوت : الحرية التخيلية هي طريقة لإيجاد المستقبل

ديمون جالجوت الفائز بالبوكر
ديمون جالجوت الفائز بالبوكر

فاز الروائي والمؤلف المسرحي الجنوب إفريقي ديمونجالجوت، بجائزة بوكر الأدبية البريطانية العريقة عن روايته "ذي بروميس"،وتروي الرواية قصة عائلة مزارعين بيض بعد انتهاء نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا،وتدور أحداث "ذي بروميس" في الفترة بين نهاية نظام الفصل العنصري ورئاسة جاكوب زوما، وهي تصور انسلاخ أسرة بيضاء تدريجيا من بريتوريا مع تقدم البلاد في مسار الديموقراطية.

وقد وصفت صحيفة "نيويوركر" روايته بأنها "لافتة"، فيما اعتبرت صحيفة "صنداي تايمز" الصادرة في جنوب إفريقيا أن "من المفاجئ رؤية مقدار التاريخ الذي نجح ديمون جالجوتفي وضعه في هذه الرواية القصيرة"

ديمون جالجوت الفائز بالبوكر

وخلال حفل توزيع جائزة بوكر تحدثديمون جالجوت المولود في عام 1963 بجنوب إفريقيا عن ترحيبه بالجائزة "أنا ممتن جدا وبكل تواضع"،وأضاف المؤلف الذي كتب روايته الأولى "موسم بلا خطيئة" وهو يبلغ من العمر 17 عاما "لقد استلزم الوصول إلى هنا وقتاً طويلاً، والآن بعد أن حققت ذلك، أشعر بأنني يجب ألا أكون هنا"، وقد أوضح الكاتب الجنوب إفريقي الأبيض أنه أراد أن تظهر الرواية التي نالت استحسان النقاد كيفية تأثير "مرور الوقت" على أسرة وبلد وسياسته ومفاهيم العدالة داخل هذه البلد".

السفر أحد مجالات الخبرة القليلة

وفيما يلي ننشر حوارا مطولا أجرته مجلة"ذا باريس ريفيو" عام 2018 مع الروائيالذي تم ترشيحه لجائزة بوكر عام 2003، والذي فاز بجائزة كتاب الكومنولث لأفضل كتاب من منطقة إفريقيا، وفي عام 2010 وصلت روايته "في غرفة غريبة" إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر..

"في غرفة غريبة" تتكون الرواية من ثلاث رحلات، نشرت كل منها لأول مرة في "مجلة باريس ريفيو" لكن ما أود أن أطرحه كيف تصورت أن هذه القطع من الممكن أن تتجمع لتشكل بنية روائية واحدة في نهاية الأمر؟

لقد كتبت أول جزأين منذ عشر سنوات، لكن لم يكن الكتاب قد اكتمل، بالإضافة إلى إنه كان غير متوازن إلى حد ما، وقد أضفت الجزء الثالث منذ ثلاث سنوات فقط، وأصبحت الرواية متماسكة في النهاية، وكما هو الحال غالبًا مع الروايات، شعرت بالوحدة بدلا من التفكير المنطقي، فغالبًا ما أكون آخر شخص يفهم أن ما أشعر به له أساس منطقي، وقد وصلت إلى هذه الحالة بسبب تعاملي مع ثلاث علاقات مختلفة داخل الكتاب؛ فالعلاقة الأولى تتعلق بالسلطة، والثانية كانت عن عن الحب، والثالثة تعلقت برعاية المحتاجين في حياتنا، وهنا فنحن حين نتوقف قليلا كي نستوعب الأمر، فهذه هي الأشكال الثلاثة التي قدمتها هي أساس العلاقات الإنسانية.

لقد ذكرت أن هناك أحاديث مطولة دارت بينك وبين المحررين في المجلة حول كيفية تصنيف هذه القصص، سواء كانت روائية أم مذكرات. وبالفعل فقد حدث جدل في الصحافة الإنجليزية حول ما إذا كان يجب أن يكون الكتاب مؤهلاً كرواية وأن يكون مؤهلاً للحصول على جائزة بوكر.. لماذا تسميها قصص خيال؟

هم من قرروا تسميتها بالخيال، وليس أنا، وقد كنت سعيد جدا بهذا الاختيار، لأنه يشير إلى ما أعتبره الموضوع الحقيقي للكتاب، لكن عليك أن تفكر في صوت الكتاب، هل هو يتحدث بسلطة المذكرات؟ أنا أقول لك "لا" فهذا صوت يتحول باستمرار بين ضمير المخاطب الأول والثالث والثاني، ثم يعود مرة أخرى لتصحيح نفسه، ويتأمل في مدى عدم تأكده من هذه التفاصيل أو تلك باختصار؛ إنه صوت الذاكرة، وهو أيضًا صوت الخيال.
ماذا أعني بذلك؟ حسنًا، أولاً، هناك نقطة واضحة مفادها أن أحداً منا لا يتذكر نفس الأحداث بالطريقة نفسها، فما عليك سوى الاستماع إلى الشهود الذين يتحدثون في قاعة المحكمة للتأكد من ذلك. ولكن أيضًا، ربما بشكل أقل وضوحًا، أعتقد أننا نبني ذكرياتنا بنفس الطريقة التي يفعلها كاتب القصة او الرواية.فذاكرة أي لحظة أو حدث هو خليط متباين من الانطباعات والتصورات، والتي نختار منها في وقت لاحق ما نعتقد أنه "مركزي" أو "ذو مغزى" ونفعل هذا بشكل أكثر قوة، خاصة عندما نربط الأحداث بسرد، وهي رحلة أو علاقة لا محالة.
فنحننرفع بعض الذكريات إلى مكانة بارزة ونترك الآخرين بعيدًا عن الأنظار لخدمة هذا الغرض. كلنا نفعل ذلك، طوال الوقت، ونصنع قصصًا من حياتنا ونحن نمضي قدمًا للأمام.

هذا الكتاب هو أيضًا انطلاقة بالنسبة لك من حيث المنطقة، هل أردت استكشاف زاوية مختلفة كجنوب أفريقي لا جذور له في الخارج؟

نعم بالطبع، كان من دواعي ارتياحنا ككتاب أن نتحرر من التاريخ لبعض الوقت. السفر هو أحد مجالات الخبرة القليلة حيث لا تكون متصلاً بشكل مباشر بالعالم من حولك. أنت لست جزءًا من المجتمع الذي تمر به. لقد كانت طريقة بالنسبة لي للبقاء من جنوب إفريقيا دون الحاجة إلى الشعور بالإجابة على مجموعة الأسئلة المعتادة من جنوب إفريقيا، والتي يمكنني أن أخبرك عنها كثيرًا، بالمعنى الأدبي، إنها مملة للغاية حقًا.


هل لديك شعور بأن هناك ثورة من الروائيين الذين يستكشفون تاريخ جنوب إفريقيا الحديث في الوقت الحالي؟

يبدو من الواضح أنه قد حدث انفجار في الكتابة المحلية في الخمسة عشر عامًا الماضية، إذ يتعامل الكثير من هؤلاء الكتاب مع "الماضي الذي لم ينته بعد". ربما يكون هذا أمرًا لا مفر منه عندما يتم خنق أي تعبير حر بينما كان الماضي يتكشف بالفعل. على أي حال، أعتقد أن هناك شعورًا مشتركًا بأننا بحاجة إلى التحرر من الماضي، وليس فقط بالمعنى التاريخي. إذ يحاول الكتاب المحليون الهروب من مجموعة صارمة من الإيماءات الأخلاقية، إذا أمكنني وضعها على هذا النحو، والتي فرضت علينا التكرار، فربما لا تكون الكليشيهات أكثر من ثقل الماضي الذي يعلق عقلك. بهذا المعنى، فإن الحرية التخيلية هي طريقة لإيجاد المستقبل، رغم أنه ليس من السهل القيام بها.


أخيرًا، أشعر بالفضول بشأن حياتك في الكتابة.. أعلم أنك قضيت أجزاء كبيرة من العام في السفر والكتابة في الهند، ما الذي جذبك أولاً إلى الهند وهل تمكنت من إنجاز الكثير من العمل هناك؟


ذهبت إلى الهند لأول مرة بسبب اهتمامي باليوغا، على أمل الذهاب إلى مركز لتعلمها، لكن
انتهى بي الأمر في النهاية على شاطئ جوا، ولأسباب مختلفة كان ذلك مكانًا جيدًا للعمل فيه.