كعصافيرَ وفراشات.. قصيدة للشاعر أشرف البولاقي

خص الشاعر أشرف البولاقD موقع صدى البلد بقصيدة بعنوان: "كعصافيرَ وفراشات" يقول فيها : 

كعصافيرَ وفراشات

(1)

أحقِدُ عليهم كثيرًا

هؤلاءِ الذين ينامون عصافيرَ

ويَصحون فرَاشات؟!

كيف يَظهرون سعداءَ هكذا

بينما أنا محبَطٌ وحزين؟

(2)

لا شيء يمكن أن يعودَ كما كان

لا محمود إذا أفاق مِن غيبوبتِه

ولا الروح التي كنت أستقبِل بها أحبابي

ولا فرحتي بالقصيدة

ولا رغبتي في عناق المرأةِ التي (خَذلتُها)

في الخامس والعشرين مِن يوليو.

أبتسِم الآن بحسرةٍ

وأنا أتذكر هذا التاريخ

إنه التاريخ نفسُه الذي رأيتُني عاريًا

أمثّلُ فيه دورَ عاشقٍ ولهان!

وما دام شيءٌ لن يعود كما كان

فلا بدّ أن أصنع شيئًا 

يغيّر مِن رتابة هذه الحياة

أفكّر كثيرًا في أن أكون مثل "ديكستر مورجان"

أريد أن أقتل السعداءَ فقط 

لكنني لا أعرف أين أخفِي الجثث!

لا حديقةَ عندي

ولا مقابرَ مفتوحةٌ للعابرين

كما أن الناسَ فضوليون في بلادي!

(3)

أفكر أن أطلِق لِحيتي للفراغ

سيمنحني لونها الأبيض هيبةً ووقارًا

سأصلّي خمسين صلاةً في اليوم

سأحقق رغبةَ اللهِ الأولى

لن أشغل نفسي بما قاله المؤرخون

عن رغبةِ اليهودِ القدامى 

في إعلاء قدْر موسى

"عيسى نبي .. وموسى نبي"

ربما لو فعلتُ صِرتُ سعيدًا

أنامُ كما تنام العصافير

وأصحو كما تصحو الفراشات

ربما يفيق محمودٌ مِن غيبوبتِه

وأنسى الخامسَ والعشرين مِن يوليو!