الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم الامتناع عن الصدقة والرجوع فيها.. فاعلها محروم من خير كبير

الصدقة
الصدقة

حكم الامتناع عن الصدقة ، تحدث القرآن الكريم عن الصدقة وفضلها وثوابها في كثير من الآيات الكريمة، ومنها قوله تعالى "مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ".

وعلى المسلم أن يدوام على الصدقة والإنفاق في سبيل الله، لأن حكم الامتناع عن الصدقة معروف فمع أن الصدقة ليس مفروضة كالزكاة ، إلا أنها تمنع الأذى عن المسلم وتجلب له الحسنات والخيرات، ولا شك في ذلك، فهي تطيل العمر وتزيد الرزق وتبارك في المال، وتطفئ غضب الرب.

 

حكم الامتناع عن الصدقة 

 

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، عن حكم الامتناع عن الصدقة، سؤال يقول صاحبه: "ما حكم منع الصدقة عن المتسولين في الشارع؟".


وأجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه لا يوجد إثم على المتصدق إذا منع الصدقة عن المتسولين في الشارع، منوها إلى أن الصدقة في الأصل مستحبة وترك المستحب لا إثم فيه.


حكم من نوى الصدقة ولم يتصدق 

 

في هذا الإطار ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يسأل عن حكم من نوى الصدقة ولم يتصدق نظرا لأن المتصدق عليه لا يستحق؟

وقالت دار الإفتاء ، إن المسلم عليه أن يتحرى لمن يخرج الصدقة قبل أن يخرجها له، فإن تأكد من حاجته للصدقة فليخرجها ، وإن شك في المتصدق عليه، فعليه أن يذهب للمستحق حقيقة ويمنحها له كي يستفيد منها ويصل الخير إلى أهله، ولا مانع من جبر خاطر الأول بشئ ولو قليل، لقوله تعالى: ((وأما السائل فلا تنهر)).

وذكرت دار الإفتاء، أن المتصدق، لو أخرج ماله فهو سيأخذ عليه الأجر سواء كان المتصدق عليه مستحق للصدقة أم لا، وورد أن رجلًا تصدق على غني فجعل الله سبحانه وتعالى صدقته سببًا ليقظة ضمير الغني في التصدق والزكاة، وتصدق على بغي فجعل صدقته سببًا لابتعادها عن الحرام، وتصدق على سارق فجعلها سببًا في بعده عن الجريمة.

 

حكم رفض الصدقة

 

الصدقة من الأعمال العظيمة لدى المسلمين، ولذلك على المسلم أن يقبل الصدقة ولا يرفضها لأن الصدقة تخرج للمحتاج وطالما أنها جاءت إليه فهي له وليس فيها حرج، وعليه أن يقبلها ويدعوا لصاحبها فهذا من شأنه زيادة الخير وانتشاره في بلاد المسلمين.

لماذا شرعت الصدقة ؟


الصدقة شرعت طهرة للنفس من الأخلاق الرذيلة، ودفعآ للشح والبخل وقسوة القلب، حيث يقول تعالي "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها، "ويقول نبينا صلي الله عليه وسلم "إن أردت أن يلين قلبك فاطعم المسكين وأمسح رأس اليتيم “كما أنها تدفع عن النفس خوف الفقر”، حيث يقول نبينا صلي الله عليه وسلم "ما نقص مال عبدٍ من صدقة" وبها يمحو الله تعالي الذنوب والآثام ويقول نبينا صلي الله عليه وسلم " والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار".

والله شرع الصدقة لغايات نبيلة وحكم جليلة تتحقق بها المصالح وتتآلف بها القلوب وتقضي بها الحوائج ويستعان بها علي النوائب وهي صورة من صور الأمن والأمان للفرد والمجتمع حيث يقول نبينا صلي الله عليه وسلم " من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة في الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة".

ما هي أفضل الصدقات الجارية؟


قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجوز عمل الصدقات في أي وجه، طالما حصل منها النفع على سبيل الاستمرار.

وأضاف وسام، في البث المباشر لصفحة دار الإفتاء، أن الصدقة الجارية لا تقتصر على الميت فقط، فقد يصنعها الإنسان لنفسه في حياته، وتستمر معه بعد مماته، وهي أمر من أمور الخير له الدوام والاستمرار والنفع.

واستشهد «وسام» بما روى عن أبي هريرة – رضى الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: « إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له»، صحيح مسلم.  

وأوضح أن الناس غالبًا ما تنصرف إلى أفكار تقليدية كترك مصحف في المسجد، مبينًا: « لكن هناك أفكاراً أفضل، منها: المساعدة في إدخال المياه إلى قرى لا مياه فيها».

وأضاف أمين الفتوى أن منها أيضًا مساعدة الجمعيات الخيرية في إجراء العمليات الجراحية للمرضى كزرع القوقعة للأصم، والمساهمة في بناء مسجد أو مدرسة.

وقال «وسام» إن أفضل الصدقات هي صدقة السر، وهي التي يخرجها الإنسان دون التحدث عنها لأحد للمحتاج والفقير.

واستدل أمين الفتوى بقوله - تعالى-: «إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ»، ( سورة البقرة: الآية 271).