الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: طريق الله يكون بالتقليل من 4 أمور .. تعرف عليها

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن التصوف هو عبارة عن مرتبة الإحسان التى ذكرت فى حديث سيدنا جبريل عليه السلام « أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ » وكان الإمام الْجُنيد يقول: طريقنا هذا -إلى الله- مقيد بالكتاب وَالسُّنَّة، ولذلك قالوا: إن طريقنا مقيد بالذكر والفكر.

وأضاف علي جمعة، في منشور عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، أن المسلم إذا أراد أن يسلك طريق الله، فعليه بالذكر ، لقوله تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ... } ، والفكر { ... وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}وبعد الذكر والفكر، تأتي: المناجاة، الدعاء .

وتابع علي جمعة: كذلك إذا أراد المسلم أن يسلك طريق الله ، فعليه بقلة المنام وقلة الطعام، وقلة الأنام، وقلة الكلام.

وذكر أن النبي عليه الصلاة والسلام، أوصانا بالصمت، وقال: «إذا رأيتم الرجل قد أوتي صمتًا، فاعلموا أنه يُلَقَّى الحكمة»، والله بحانه وتعالى يقول: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} .

وأوضح، أن قلة الكلام ، ورد عنها قول النبي «اضمن لي ما بين لحييك وفخذيك، أضمن لك الجنة».
 

وبالنسبة لقلة الكلام، فكان شأن الأنبياء الصمت؛ حتى إن ابن أبي الدنيا، أَلَّفَ كتابًا ضخمًا، أورد فيه كل الأحاديث الواردة، عن فضيلة الصمت. 
 

وأشار إلى أنه فيما يخص قلة الطعام، فإن المسلمين لديهم صيام شهر رمضان، وسيدنا رسول الله ﷺ ، كان يصوم: الإثنين، والخميس، وكان يصوم: ثلاثة من كل شهر، وكان يصوم: أغلب المحرم، وأغلب شعبان، وكان يصوم: التسعة الأوائل من ذي الحجة، وكان ﷺ يصوم كثيرا.
وعندما تحصي ما ورد في السُّنَّة عن الصيام، تجد أكثر من ست شهور، يعني: نصف الدهر، مع رمضان، فيكون أزيد من نصف الدهر –7  شهور-.

أما عن قلة الطعام، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول : «حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، وإن كان لابد فاعلًا، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه».

وتابع: قلة المنام : {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} . {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} .
 

وأوضح، أن معني التهجد ، هو  أن تترك النوم؛ ابتغاء العبادة، لها ثواب كبير، وقيام الليل، وفضل قيام الليل، وقلة الأنام : معناها: الانكفاف عن الناس، العزلة الطيبة، التي تمكنك من التفكر والتدبر، وهذا في الاعتكاف، حتى إن الإمام الشافعي يوصينا أيضًا؛ أخذًا من السُّنَّة: بأن الإنسان عندما يدخل المسجد، يقول: نويت سُنَّة الاعتكاف، جلس عشر دقائق، ربع ساعة، صلى وانصرف. 
 

وأشار إلى أن الصوفية لم يقولوا : انعزل، واحبس نفسك في البيت. لا، بل جعلوا عمل الإنسان بيده، واكتسابه لرزقه من عمل يده، هو أساس التصوف.
 

أما العزلة فتكون بقلبك، تعتزل بقلبك، درب قلبك على هذه العزلة، التي لا تغتاب فيها، ولا تَنِمْ، ولا تتكبر، ولا تدخل في مهاترات الناس، وأنت لست طرفًا فيها ، قلل من تبعاتك مع الخلق، وتفكر. هذه هى العزلة.


وأكد أن العزلة هنا: عزلة شعورية، قلبية، روحية، الغرض منها: الطمأنينة، وعدم مخالطة المعاصي.
العزلة هنا معناها: إتاحة مساحة أكثر للتفكر، منوها أن الصوفية التي تهتم بالذكر والفكر، تهتم أيضًا بالتخلية والتحلية "خلي قلبك من كل قبيح ، وحلي قلبك بكل صحيح".
 

وتابع: ومن دعاء أهل الله : " اللهم اجعل الدنيا في أيدينا، ولا تجعلها في قلوبنا"، لماذا؟
لأن الزاهد الحقيقي، هو مَنْ كانت الدنيا في يده، فزهد فيها؛ لكن الدنيا ليست في يديه، فهو زاهد كذاب، لأن الدنيا لم تأتي له أصلا فبماذا يزهد ؟ هو ليس له إِلَّا التواضع، وليس الزهد؛ لكن هتدعي الزهد، فلابد أن تكون الدنيا في يدك.