الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

على جمعة: لا يصاب أحد بالسحر إلا إذا أراد الله فمشيئته فوق كل شيء

الدكتور علي جمعة،
الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن الله عز وجل هو الخالق للكون وهو الذي بيده مشيئة كل شيء، لقوله تعالى ((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)). 

وأضاف علي جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، أنه قد يكون هناك شخص مسحور له ولكن مشيئة الله انه هذا المسحور لا يصاب، أو إذا أراد الله فيصاب هذا الشخص بالسحر، لقوله تعالى  {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّه}. 
 

وتابع: صحيح ان الله تعالى فعال في كونه لما يشاء فإذا أراد الله تعالى أن يحدث خلق معين هذا الخلق فيه مشكلة بين الزوجين تتم ولكن هذا من عند الله، واذا أراد ان تنتهى المشكلة فهي من عند الله فلا احد يخلق سوى الله تعالى هو الخالق للخير والشر والضر والنفع واليسر والعسر، فلا احد يملك حاجة في الكون، المالك هو الله، ولكن الله أمرنا ولأبد علينا أن نلتزم بما أمرنا حتى نعمر هذا الكون ونذكي انفسنا لله رب العالمين. 

على جمعة معلقًا على حملات تنظيف القبور لاستخراج الأعمال السحرية: إثارة لا إنارة

علق الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، على حملات تنظيف القبور لاستخراج الأعمال السحرية، التي تفرق بين الرجل وزوجته أو تعطيل زواج الفتيات أو مرض شخص ما، قائلاً: هذه عملية إثارة لا إنارة. 
 

وأضاف علي جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، أن الحاصل هو التجريب، والتجريب العلمي له شروط، أما حكاية حملات تنظيف القبور لاستخراج الأعمال السحرية فاقدة للشروط التي يعتمدها العلم، لذلك يجب علينا إذا أردنا أن ندرس ظاهرة من الظواهر أن نتعامل معها تعاملا علميا، ثم نبني على هذا العلم كيفية التعامل، فضلاً عن التشافي بالقرآن الكريم لأنه معجزة من الله لنا، ولأنه مازال لا تنتهى عجائبه فهو شفاء لما في الصدور. 

 

وتابع قائلاً: “إنما تقولي عروسة لعبة عملناها سحر لأحد الفتيات ومنشورة فى كل الجرايد ميلزمنيش، فمن يشعر انه مسحور فعليه ان يذهب لطبيب نفسي ثم يذكر الله تعالى، فضلاً عن قوة الشخصية، ناصحاً الجميع: ”اياكم ان تمتنعوا عن الطب والالتزام بما يقوله الطبيب والحتة الإيمانية لا يفطر لسانه عن ذكر الله، فالمؤمن القوي خير واحب عند الله من المؤمن الضعيف". 

 

حكم استخراج السحر من المقابر 

 

 يلجأ بعض الناس إلى فتح القبور لاستخراج الأعمال والسحرية، ويتساءل الكثيرون عن حكم نبش القبور ، وقال الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية إنه لا يجوز شرعًا نبش القبور لأي سبب من الأسباب إلا عند الضرورة القصوى والضرورة تقدر بقدرها فيجوز للنيابة التي تحقق مثلا في جريمة قتل استخراج الجثة بعد دفنها للوصول إلى معلومات.

 

وأضاف عاشور في رده على سؤال " هل يجوز نبش القبور لفك السحر ؟ " لا يجوز شرعا إلا في حالة الضرورة القصوى كان يكون المقبرة آيلة للسقوط أو تسربت الماء الى داخلها ، أو إذا كانت الأرض المبني عليها المقبرة مغتصبة ويريد أصحابها استردادها وهدم المقبرة . غير هذه الحالات لا يجوز نبش القبور ومسألة السحر والأعمال داخل القبور أوهام يجب عدم أخذها في الاعتبار .

 

هل يجوز فتح القبور للبحث عن السحر والأعمال ؟ 

 

أجاب الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء  قائلًا:  لا يجوز لأنه اعتداء على الميت، ففتح القبر على الميت بغير ضرورة أو حاجة لذلك غير جائز شرعا، والسائل يقول للبحث أى أنه غير متيقن".


وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: "فتح القبور اعتداء على حرمة الأموات، وحرمة الإنسان ميتا كحرمته حيا كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وتابع: "وننبه أنفسنا وحضراتكم جميعا بأن المسلم يجب أن يكون ذا عقيدة علمية فيرجع الأمور والأحداث التى تحدث له إلى أسبابها لا إلى السحر، فمثلا إذا تعثر فى عمله يبحث أن كان مقصرا أو نحو ذلك، أو إذا وقعت له حادثة طريق ينظر إذا كان قد قصر أثناء القيادة أو أنه لم يلتزم بإرشادات الطريق".

وكانت دار الإفتاء المصرية قد أجابت عبر موقعها الإلكترونى عن سؤال نصه: "أشعر بأنى مصاب بعملٍ أو سحرٍ، فكيف أقوم بفك ذلك العمل أو السحر؟"، حيث قالت دار الإفتاء:"ينبغى أن يكون المسلم صاحب عقلية علمية تؤهله لعبادة الله تعالى، وعمارة الأرض، وتزكية النفس، ولا ينبغى له أن ينساق وراء عقلية الخرافة التى تقوم على الأوهام والظنون، ولا تستند إلى أدلة وبراهين، وقد كثر فى زماننا هذا بين المسلمين شيوع عقلية الخرافة، وانتشر إرجاع أسباب تأخر الرزق وغير ذلك من ابتلاءات إلى السحر والحسد ونحو ذلك".

وتابعت دار الإفتاء: "والصواب هو البحث فى الأسباب المنطقية والحقيقية وراء هذه الظواهر، ومحاولة التغلب عليها بقانون الأسباب الذى أقام الله عليه مصالح العباد، وعلى المسلم أن يستعين بالله فى ذلك، كما ينبغى عليه أن يزيد من جانب الإيمان بالله والرضا بما قسمه الله له.

ولا يعنى هذا الكلام إنكار السحر والحسد، فإنه لا يسع مسلمًا أن ينكرهما فقد أخبرنا الله تعالى فى القرآن الكريم بوجودهما؛ فقال سبحانه: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾ [البقرة: 102]، وقال عز وجل: ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: 5]، وأخبرنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى سنته الشريفة بوجودهما؛ فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وَلَا يَجْتَمِعَانِ فِى قَلْبِ عَبْدٍ الْإِيمَانُ وَالْحَسَدُ» رواه النسائى، وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ...» متفق عليه.

واختتمت دار الإفتاء: "ولكن المنكر هو الإسراف فى ذلك حتى غدا أغلب من يزعمون أنهم يعالجون من السحر من المدعين المشعوذين المرتزقة، وأغلب من يظنون أنهم من المسحورين هم من الموهومين، وعلى كل حال، فمن لم يجد مبررًا منطقيًّا لما يحدث له، وغلب على ظنه أنه مسحورٌ أو نحوه، فليتعامل مع ذلك بالرقى المباحة والتعوذ المشروع؛ كالفاتحة، والمعوذتين، والأذكار المأثورة عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم".