رمضان عبد المعز: استقامة اللسان تحتاج لمجهود عظيم
رحمة الإسلام.. علي جمعة: في العصر المملوكي بنيت صوامع للغلال لتأكل منها الطير
نشر موقع "صدى البلد" خلال الساعات الماضية عددا من الفتاوى والأحكام التى تشغل بال الكثير نستعرض أبرزها في التقرير التالي.
المسح على الخفين .. في أيام الشتاء الباردة يحتاج المسلم إلى بعض الفتاوى التي تمكنه من أداء الفرائض في ظل هذا الطقس بسلاسة ويسر، حيث يمكن للمسلم إذا ارتدى خُفَّين أن يمسح على رجليه في الوضوء بدل غَسلهما حسب ما بينه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.
المسح على الخفين
وقال الأزهر للفتوى، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: إذا أراد المسلم المسح على خُفَّين في الوضوء عليه مراعاة الشروط الآتية:
- أن يرتدي خفَّيه بعد وضوء كامل، غَسل فيه رجليه إلى الكعبين.
- أن يكون الخفَّان طاهران خاليان من النجاسة.
- أن يكونا مُباحين فلا يصح المسح على خفٍّ مسروق أو مصنوع من حرير للرجل مثلًا.
- أن يكونا ساترين لمحل الفرض، أي لا بد أن يُغطيا الكعبين، وعليه؛ فإن ارتدى المسلم خُفًّا قصيرًا لا يُغطي عظمة قدمه البارزة لم يصح المسح عليه.
- أن يكونا سميكين لا يوصلان الماء إلى بشرة جلد القدمين.
ويُلحق بالخفين ما اتصف بصفتهما، وتوافرت فيه شروط المسح المذكورة، مثل: الجورب السميك، وحذاء «البوت» ونحوه.
ولفت إلى أنه إذا كان الجورب أو الحذاء قصيرًا لا يغطي موضع الوضوء من القدم؛ فلا يجوز المسح عليه، موضحاً أنه إذا أراد المسلم المسح على الخفين أصاب من الماء بيديه، ثم مسح بيده اليمنى ظاهر قدمه اليمنى، من الأصابع إلى الساق مرة واحدة، دون أن يمسح على باطنها أو عقبها، ثم فعل بيده اليسرى على قدمه اليسرى مثل ذلك.
وأشار إلى أنه للمقيم (أي غير المُسافر) أن يمسح على خفيه يومًا بليلة، ويبدأ حساب المدة من أول حدث بعد الوضوء الذي غسل فيه رجليه، وينتهي في الميعاد نفسه من اليوم التالي.
ويرخص للمسافر أن يمسح ثلاثة أيام بلياليهن، وتبدأ مدة المسح من أول حدث إلى الميعاد نفسه من اليوم الرابع، فقد «جَعَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْمُقِيمِ». [أخرجه مسلم]
ويبطل المسح إذا تمت مدته المحددة شرعًا، أو إذا أصابت المسلمَ جنابة مُوجِبة للغسل.
لا يُنقض الوضوء بنزع الخفين أو الحذاء الممسوح عليهما -على المُفتى به-، لكن لا يجوز لبسه والمسح عليه مرة أخرى إلا بعد غَسل القدمين؛ لأن نزعه يبطل المسح لا الوضوء.
حكم ترديد قراءة سورة الفاتحه خلف الإمام فى الصلاة الجهرية.
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار دار الإفتاء المصرية، إن الإمام في الصلاة الجهرية أحيانًا يسكت سكتة بعد قراءة الفاتحة، تتيح للمأموم أن يقرأ فيها الفاتحة.
وأضاف الشيخ عويضة، خلال فيديو عبر الصفحة الرسمية للدار ، أنه لم يثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعل ذلك السكتة بعد قراءة الفاتحة، وانتظر كثيرًا لقراءة المأمومين، مشيرًا إلى أن سكوت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد قراءة فاتحة الكتاب يُعد من جنس وقوفه على أواخر الآيات.
وتابع: الإمام غير مكلف أن ينتظر لقراءة المأموم ولا من السنة ذلك، وعلى المأموم أن ينصت لقراءة الإمام، فإن أطال الإمام السكوت وشرع المأموم في قراءة الفاتحة فعند بعض العلماء يرون جواز إنهاء القراءة، وآخرون رأوا قطعها والإنصات إلى الإمام.
وأكد أن هذه المسألة من المسائل القوية التي اشتد فيها الخلاف بين العلماء ولا يعيب مذهب على آخر، وكلاهما صحيح.
أجاب الشيخ أبو اليزيد سلامة، أحد علماء الأزهر الشريف، عن سؤال ورد إليه عبر البث المباشر لصفحة الأزهر، يقول صاحبه "ما حكم قراءة المأموم سورة بعد الفاتحة في الصلاة؟
وقال أبو اليزيد سلامة، في إجابته على السؤال، من خلال بث الأزهر للرد على الفتاوى، إن الأحناف قالوا بأن المأموم الذي أدرك أخر ركعتين في الصلاة، فهو سيقرأ الفاتحة وسورة قصيرة من القرآن.
وذكر أن الشافعية قالوا إن النبي قال "وما فاتكم فأتموا" ولم يقل النبي فاقضوا، ولذلك فالمأموم سيقرأ الفاتحة فقط دون قراءة سورة قصيرة في الركعتين الأخيرتين.
وأشار العالم الأزهري، أننا نختار رأي الشافعية في قراءة سورة الفاتحة ومعها سورة من القرآن، منوها أنه إن لم يقرأ فلا حرج وصلاته صحيحة لأن القراءة بعد الفاتحة سنة عن النبي.
قراءة المأموم الفاتحة في صلاة الجماعة
وقال الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الفقهاء قد اختلفوا في قراءة المأموم لسورة الفاتحة أو أي من السور القصيرة والآيات القرآنية خلف الإمام.
وأوضح خلال فيديو عبر الصفحة الرسمية للدار بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن الحنفية ذهبوا إلى أن المأموم لا يقرأ مطلقا خلف الإمام حتى في الصلاة السرية، و قالوا: يستمع المأموم إذا جهر الإمام وينصت إذا أسر.
واستشهدوا بحديث ابن عباس قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ خلفه قوم، فنزل قوله تعالى: « وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» الآية 204 من سورة الأعراف، منوها بأن المالكية والحنابلة ذهبوا إلى أنه لا تجب القراءة على المأموم سواء كانت الصلاة جهرية أو سرية لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة"، ونصوا على أنه يستحب للمأموم قراءة الفاتحة في السرية.
وأضاف أن الشافعية ذهبوا إلى وجوب قراءة الفاتحة على المأموم في الصلاة سرية كانت أو جهرية، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب، وقوله صلى الله عليه وسلم: لا تجزئ صلاة لا يقرأ الرجل فيها بفاتحة الكتاب.
وتابع: والراجح هو قول الجمهور القائل بعدم وجوب القراءة على المأموم، وأن قراءة الإمام قراءة للمأموم، ولكن تستحب القراءة، خروجا من الخلاف.
رمضان عبد المعز: استقامة اللسان تحتاج لمجهود عظيم
قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إن إيمان العبد لا يستقيم حتى يستقيم قلبه، مستشهدًا بحديث الرسول: لا يَسْتَقِيمُ إِيمانُ عبدٍ حتى يَسْتَقِيمَ قلبُهُ، ولا يَسْتَقِيمُ قلبُهُ حتى يَسْتَقِيمَ لسانُهُ، ولا يدخلُ رجلٌ الجنةَ من لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ.
وأضاف رمضان عبد المعز، خلال برنامج لعلهم يفقهون، المذاع على فضائية دي إم سي، أفضل شيء أن يحيا الإنسان على ذكر الله وعلى مائدة القرآن الكريم، وأن يتعلم من كلام الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأشار رمضان عبد المعز، إلى أن الإنسان عليه جعل حياته في طاعة الله، متابعًا: الدنيا ساعة فاجعلها طاعة، والنفسُ طماعة عودها القناع.
وأوضح أن استقامة اللسان تحتاج لمجهود عظيم، فليس من السهل تحقيق ذلك، لافتًا إلى أن الرسول أخبر أنه مع قرب الساعة ستحدث فتن، حيث قال صلى الله عليه وسلم: سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ، ويخَوَّنُ فيها الأمينُ، وينطِقُ فيها الرُّويْبِضَةُ. قِيلَ: وما الرُّويْبِضةُ ؟ قال: الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ
واختتم رمضان عبد المعز: عندما تجد الكتب التي تحدثت عن الفتن وما يحدث في أخر الزمان، تجدها تتحدث عن أن أهم عوامل النجاة، أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك.
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الرحمة من أخلاق الإسلام التي مدحها الله ورسوله في الكتاب والسنة ، وهي من الأخلاق التي يترتب عليها كثير من الخير في الحياة الدنيا بمجالاتها المختلفة ، كما يترتب عليها كثير من الثواب في الآخرة ، وقد رحمنا الله رحمة بالغة عندما أعلمنا أنه رحيم سبحانه تهدأة لروعنا ، فبعد أن أخبر أنه الرحمن الرحيم أخبر بأنه كتب على نفسه الرحمة ليطمئن عباده: (كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) [الأنعام:12] كما بين لنا سبحانه وتعالى أن رحمته لنا ليست عن حاجة وميل إلينا -تعالى عن هذا علواً كبيراً- بل رحمته نابعة من غناه عنا سبحانه وتعالى إذ يقول: (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ) [الأنعام:133].
وأضاف جمعة عبر الفيسبوك: وأمر الله عباده بالتخلق بهذا الخلق القويم لاسيما مع أصحاب الحقوق علينا كالوالدين إذ يقول سبحانه: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء:24].
وأكمل: ولأن هذه الأمة هي أمة الرحمة والهداية دأب المحدثون في تبليغهم حديث رسول الله ﷺ لطلبة العلم على أن يستفتحوا بحديث الرحمة المسلسل بالأولية ،هذا الحديث الذي انقطعت أوليته عند سفيان بن عيينه الذي يرويه عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس مولى لعبد الله بعد عمرو عن عبد الله بن عمرو يبلغ به النبي ﷺ: «الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء» (رواه أحمد وأبو داوود).
وورد عن رسول الله ﷺ أحاديث كثيرة تحث المسلمين على التخلق بالرحمة فيما بينهم ومع جميع الخلق ، وقد حذر رسول الله ﷺ أمته بأن ترك هذه الصفة الحميدة قد تستوجب غضب الله يوم القيامة حيث قال ﷺ: «لا يرحم الله من لا يرحم الناس» (رواه ابن أبي شيبة والديلمي) وسبب ورود هذا الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام قبّل الحسين بن علي رضي الله عنهما وقال الأقرع: لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً فنظر إليه النبي ﷺ وذكر له الحديث.
واستشهد بحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ الصادق المصدوق أبا القاسم صاحب هذه الحجرة يقول: «لا تنزع الرحمة إلا من شقي» (رواه أحمد وابن أبي شيبة) فالرحمة لا تنزع إلا من شقي ؛ لأن الرحمة في الخلق رقة القلب ،ورقته علامة الإيمان ،ومن لا رقة له لا إيمان له ،ومن لا إيمان له شقي ؛فمن لا يرزق الرحمة شقي ، فعلم أن غلظة القلب من علامة الشقاوة.
وتابع: وقد حث النبي الكريم ﷺ على الرحمة مع كل الخلق بل وحث على الرحمة مع الحيوان في موقف قل من يتذكر الرحمة فيه وهو موقف ذبح الحيوان فقد ثبت في سنته ﷺ أن رجلاً قال للنبي ﷺ: إني لأذبح الشاة وإني أرحمها أو قال: إني لأرحم الشاة إذا ذبحتها فقال: «إن الشاة إن رحمتها رحمك الله مرتين» (المصنف لابن أبي شيبة).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «بينا رجل بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج ،فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني ،فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له» قالوا: يا رسول الله وإن لنا في البهائم لأجراً؟ فقال: «في كل ذات كبد رطبة أجر» (رواه البخاري ومسلم).. وقد طبق المسلمون الرحمة في حضارتهم بصورة عملية في كثير من مؤسسات الخير ليس فقط في المستشفيات ودور الإيواء للإنسان بل امتدت رحمتهم إلى الحيوان كما أمرهم بذلك شرعهم الحنيف حيث انشأوا مساقي الكلاب رأفة بهم لقول النبي ﷺ: «في كل ذات كبد رطبة أجر» ولما علموا أنه قد دخلت امرأة النار في هرة حبستها ودخلت أخرى الجنة في كلب سقته.
واختتم الدكتور علي جمعة : في العصر المملوكي وبالتحديد في تكية محمد بك أبو الدهب بنيت صوامع للغلال لتأكل منها الطير ، وهكذا كان المسلمون يحولون إرشادات رسول الله ﷺ إلى واقع عملي يعيشون فيه فحازوا الشرف والعز وخيري الدنيا والآخرة .رزقنا الله بالأخلاق الفاضلة وجعلنا من الرحماء ليس بالناس وحدهم بل بالكون كله.