الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى توليه مشيخة الأزهر.. محطات في حياة الشيخ مصطفى عبد الرازق

الشيخ مصطفى عبد الرازق
الشيخ مصطفى عبد الرازق

سلط مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، الضوء على شيخ الأزهر الأسبق الدكتور مصطفى عبد الرازق، في ذكرى توليه مشيخة الأزهر الشريف، ضمن مشروع قدوة التثقيفي.

مولده ونشأته 

ولد الشيخ مصطفى عبد الرازق في قرية أبو جرج إحدى قرى محافظة المنيا سنة 1885م؛ وكان والده الشيخ حسن عبدالرازق عالمًا أزهريًا متمكنًا في فنون النحو والأدب والشعر؛ وكان لهذا عظيم الأثر في نشأة الشيخ مصطفى عبد الرازق، وتميزه الفكري والأدبي.

حينما أتم الشيخ مصطفى عبد الرازق السابعة من عمره ألحقه والده بكُتاب القرية، فتعلم القراءة والكتابة وجدَّ في حفظ القرآن الكريم، وقد بادر والده بإرساله للدراسة بالجامع الأزهر وهو دون الحادية عشرة من عمره، ونال شهادة العالمية من الدرجة الأولى سنة 1908م، كما حصل على درجة الدكتوراة من فرنسا.

حياته العلمية والعملية

نشأ الشيخ مصطفى عبد الرازق محبًّا لطلب العلم، حريصًا على مدارسته، مهتمًّا بالقراءة، الأمر الذي أثمر في صقل ملكاته الأدبية، وروعة أسلوبه، ورشاقة قلمه.

سافر الشيخ إلى باريس وتعلم الفرنسية، ودرس علم الاجتماع، وحصل على درجة الدكتوراة عن موضوع «الإمام الشافعي أكبر مشرعي الإسلام»، كما شارك في ترجمة «رسالة التوحيد» للإمام محمد عبده إلى الفرنسية.

ويعد الشيخ مصطفى عبدالرازق علامة بارزة بين علماء الأزهر الشريف، ومَن تولوا مشيخة الأزهر الشريف، حيث جمع بين العلم الشرعي والأدب والتاريخ والفلسفة الإسلامية والترجمة، وهو مؤسس المدرسة الفلسفية العربية.

كما اجتمع للشيخ سمت العلماء وصفتهم، من التواضع، والوقار، والأدب الجم، ولين الجانب، فكانت ابتسامته لا تفارق وجهه، وحظي بحب موفور من مشايخه وأساتذته، ومرؤسيه وتلامذته.

شيوخه وأساتذته

تتلمذ الشيخ على يد علماء أجلاء أثروا في فكره، وصقلوا مواهبه، من أبرز هؤلاء العلماء: الشيخ محمد عبده، والشيخ بسيوني عسل، والشيخ محمد حسنين البولاقي، والشيخ أبو الفضل الجيزاوي، رحمهم الله.

مناصبه العلمية

شغل الشيخ مصطفى عبد الرازق عددًا من مواقع العلم البارزة، وتقلد العديد من المناصب.

فقد درَّس القضاء الشرعي في الأزهر الشريف، وعين مفتشًا للمحاكم الشرعية.

وفي أوائل أكتوبر 1915م عُين بالمجلس الأعلى للأزهر.

وعين أستاذا مساعدًا للفلسفة بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول؛ ثم مُنح لقب أستاذ الفلسفة في أول أكتوبر سنة 1935م.

تم اختياره وزيرًا لشئون الأوقاف المصرية، والتي تعاقب اختياره وزيرًا عليها من قبل ست حكومات متتالية منذ سنة 1938م، وكان أول أزهري يتولاها.

عُين شيخًا للأزهر الشريف في ديسمبر 1945م / محرم 1365 هـ، واختير أميرًا للحج في العام نفسه.

مؤلفاته

وظَّف الدكتور مصطفى عبدالرازق فكره وأدبه وفلسفته وعلمه لخدمة الدين الإسلامي، ويظهر ذلك جليًّا في مؤلفاته الرائعة، والتي منها:

تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية.

فيلسوف العرب والمعلم الثاني.

الدين والوحي والإسلام.

الإمام الشافعي (رسالته لنيل درجة الدكتوراة)

وفـاتـه

بعد حياة حافلة بالعلم والعطاء وخدمة العلم، لحق مجدد الفلسفة الإسلامية المفكر الأديب الدكتور مصطفى عبدالرازق بالرفيق الأعلى في 24 ربيع الأول 1366 هـ / 15 فبراير 1947م، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.