تحديات الموارد المائية فى مصر
محمد عبد العاطى: الزيادة السكانية أكبر عائق
25 مليون نسمة زيادة في عدد السكان آخر 10 سنوات
تبطين الترع من أهم المشروعات القومية لمنع إهدار المياه
إنفاق 40 مليار جنيه في مشروع توشكى منذ 1997 والدولة تدخلت لانقاذه
المياه في مصر تعد أمن قومي، سخرت له الدولة كافة الجهود لمواجهة ندرة الموارد، وقامت بسن القوانين من أجل تشجيع المزارعين على اللجوء للزراعات المتوفرة، من أجانب أخر قامت الدولة بإحياء مشروع توشكى باعتباره مستقبل مصر في الإنتاج الزراعي خاصة بعد ما تم انفاق ٤٠ مليار جنيه عليه منذ عام ١٩٩٧.
الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى استعرض خلال استضافته فى برنامج"مساء dmc" الكثير من التحديات التى تواجه الموارد المائية فى مصر.
قال الدكتور عبد العاطي، إن قانون الري القديم كان يتعامل مع الفيضان وطرق الحماية منه، ولكن الآن يتم التعامل مع ندرة وقلة المياه، لذلك تم تغيير فلسفة القانون، لتشجيع الري الحديث، وترشيد الاستهلاك.
وأضاف أنه يجب وضع غرامات على الإهمال في المياه، وعلى الفلاح الذي يقوم بزرع زراعات مستهلكة للمياه، منوهاً أن هذا القانون تم الانتهاء منه في 2017، ولكن تم إصداره في يوم 23 من شهر أكتوبر الماضي بعد تصديق الرئيس السيسي عليه.
ونوه وزير الري والموارد المائية أن هذا القانون يعكس صورة الدولة المصرية، وقدرتها على إدارة مواردها المائية، منوهاً أن مصر من الدول المتقدمة في إدارة المياه، وتُؤخذ كمثالاً وقدوة على مستوى العالم.
وأشار وزير الري إلى أن الرئيس السيسي وجه بأولوية استخدام المياه العذبة في ري النباتات التي يحتاجها المواطن، مضيفا"أي نباتات للزينة يجب أن نستخدم المياه الصالحة لإعادة الاستخدام".
وأكد على أن مشروع توشكى تكلف حتى الآن ما يقرب من 40 مليار جنيه، منذ عام 1997، معقباً: "لذلك مكنش من العقل اننا نفقد المبلغ ده بسهولة، لذلك تدخلت الدولة وظهرت نتيجة فرحت كل المصريين".
وأوضح وزير الري والموارد المائية أن سر إنجاز مشروع توشكى، هو أن الدولة المصرية نظرت لهكمشروع استراتيجي، من أجل تنمية جنوب الوادي، وتوفير فرص عمل للشباب، لذلك تدخلت الدولة والقوات المسلحة من خلال التنظيم الجيد والإرادة في التنفيذ.
وتطرق للحديث عن أبرز التحديات التي واجهتهم لتنفيذ مشروع توشكى وأهمها إنشاء شبكة الكهرباء، موضحا أن إنشاء شبكة الكهرباء وسط أراضي توشكى .
وأوضح أن الري في أراضي توشكى يتم من خلال المياه الجوفية والمياه العذبة، بينما مشروع الدلتا الجديدة، ومشروع بحر البقر، يعتمدان في الري على مياه صرف معالجة، لذلك يتم عمل محطات معالجة لهم، وبالفعل تم الانتهاء من محطة معالجة مياه صرف بحر البقر، والمحطة الأُخرى تحت الإنشاء.
ونوه وزير الري والموارد المائية أن الزيادة السكانية هي أكبر عائق وتحدي أمام المياه في مصر، منوهاً أن خلال الـ 10 أعوام الماضية، زاد عدد سكان مصر لـ 25 مليون نسمة، معقباً: "الـ 25 مليون دول عايزين 2.5 مليار متر مكعب من مياه شرب فقط".
ومن جانبه قال الدكتور عباس شراقى، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن وزارة الرى تقوم بالكثير من المشروعات الكبرى التى توفر الكثير من المياه لنستطيع معالجة الأزمة التى نعانى منها خاصة مع الزيادة السكانية الكبيرة وثبات حصة مصر من المياه ومن أهم هذا المشروعات تبطين الترع والتحول للرى الحديث ومعالجة المياه لاعادة استخدامها وتحلية مياه البحر رغم تكلفتها العالية مع منع التوسع فى الزراعات المستهلكة للمياه.
وأضاف شراقى لـ"صدى البلد" إن جميع الزراعات الجديدة تروى بالرى الحديث فكل المناطق على هامش الدلتا سواء فى الشرق أو فى الغرب على طريق اسكندرية الصحراوي وفى وادي النطرون وفى شرق العوينات وفي ترعه السلام وفى توشكى كل هذه المشروعات تقوم على الري الحديث بكل أنواعه سواء بالتنقيط أو الرش أو الرى المحورى بحكم القانون.
وأشار إلى أن تبطين الترع من أهم المشروعات القومية التى تعمل عليها وزارة الرى بجدية كبيرة، وتبطين الترع يعيد الترع المستفحلة لأصلها ويمنع إهدار المياه الذى كان يحدث بسبب مسام الترع ويخلصها من الحشائش التى كانت موجودة من قبل فى الترع.
وفى سياق متصل قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الأراضى والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إن وزارة الرى تستخدم خطة علميه معتدلة جدا وقويه للتغلب على الزياده السكانيه و على ندرة وشح المياه في مصر وعلى تغيرات المناخ.
وأضاف "نور الدين" ل"صدى البلد" إن وزاره الرى تعمل من خلال 3 استراتيجيات أولها تنميه الموارد المصريه يدخل فيها تحليه مياه البحر فلقد أنشأت سبع محطات تحليه زادت انتاجنا من المياه المحلاه إلى مليار متر مكعب بدلًا من 100 مليون يعني ضاعفنا الإنتاج عشر اضعاف في سنه واحده ومستهدفه في سنه 2030 مصر أن نصل الى ثلاثة مليار ثم في سنه 2050 نصلل الى 5 مليار.
ولفت أن المصدر الثانى لتنمية الموارد هو معالجه مياه المخلفات لدينا 20 مليار متر مكعب من المصارف الزراعيه والصناعيه والصرف الصحي وبدأت محطات المعالجه تقام وتنتشر في كل أنحاء مصر بحيث أن مشروع مستقبل مصر فى الساحل الشمالى و مشروع امتداد الضبعة( الدلتا الجديده) يعتمدوا على تحليه مياه المصارف التى تصب فى بحيرتى إدكو ومريوط في مدخل الاسكندريه ومدخل رشيد
وأكد أن الإثنين سيعطون مياه معالجه تكفى نصف مليون فدان وهى المساحه الاوليه المستهدفه بخلاف امتداد ترعة الحمام وبخلاف الامطار الغزيره الموجوده في المنطقه فيمكننا زراعة مليون فدان فى هذه المنطقة .
ووضح خبير الرى أن الإستراتيجية الثانية تقوم على تقليل ومنع الإهدار فى الموارد المائيه المتاحه عن طريق تبطين الترع ،ومستهدف حوالي 30 الف كيلو متر من الترع ومن الطبيعى أن يستغرق الأمر عشر سنوات لكن الرئيس أمر بأن تتم فى ثلاثةج سنوات فقط لنستطيغ توفير ما يقرب من سبعه مليار متر مكعب على الاقل من هذه العمليه وتم وضع ما يقرب من 50 مليار جنيه مصري في الثلاثه سنوات القادمه.
ونوه أن الجزء الثانى من منع الإهدار هو تطوير الرى داخل الحقول بتحويل الرى بالغمر إلى الرى الحديث سواء بالتنقيط أو بالرش أو بالمواسير المدفونة كلها استراتيجيات ستوفر لنا من خمسه إلى سبعه مليار نتيجه تطوير الرى داخل الحقول بالاضافه إلى سبعة مليار يتم توفيرهم من تبطين الترع.
وتابع أن المصدر الثالث لمنع الإهدار هى تطوير بعض الامور في المدارس والمستشفيات والجامعات لمنع اهدار المياه العذبه في المنازل بتركيب الصنابير الذكيه التى تفتح بوضع اليد في المستشفيات والمدارس والجامعات و هي اكثر أماكن يحدث بها إهدار لحوالي 33% من مياه الشرب أى أنها ستوفر حوالي 3,3 مليار متر مكعب .
وأشار أن الاستراتيجية الثالثة هى إعادة هيكلة السياسة الزراعية بأن نقوم بتقليل مساحات بعض الزراعات التى تستهلك المياه بكميات كبيرة مثل الأرز أصبحنا نزرع ما يكفينا ذاتيا دون الاتجاه للتصدير وقصب السكر وتقليل مساحات الموز خاصة الصيفى لأنه سريع التلف والمحاصيل عريضة الأوراق مثل الكرنب والقلقاس وغيرهم.
وتابع أن الإتجاه الثانى هو الإتجاه للصوبات الزراعية ومشروع( 100 ألف صوبة) وزراعة الخضروات تحت الصوبات الزراعية لأن الصوبة تستهلك 40% فقط من المياه وأربع أضعاف المحصول ، وبالتالى خناك تنمية للموارد المائية ومضاعفة للمحصول .
وأوضح أن هناك سياسة التحميل وزراعة الحقل الواحد بمحصولين قصب السكر يكون عقل صغيرة يمكن أن نزرع تحته بسلة وهكذا بحيث نستفيد بمحصولين من نفس الحقل وكلها محاور خططت لها الوزارة بشكل جيد .