الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بطلات رغم أنف المؤلف.. إحسان عبد القدوس عشق القراءة واقتنع بالجنون

إحسان عبد القدوس
إحسان عبد القدوس

في الذكرى 32 للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، الذي يوافق اليوم الثلاثاء 11 يناير، ننشر مقالا قديما له عن عشقه بل جنونه بالقراءة.

 

وكتب إحسان عبد القدوس، في مجلة الهلال، بتاريخ الأول من فبراير عام 1962،  مقالا بعنوان "بطلات رغم أنف المؤلف، قال فيه:

 

"أنا مقتنع أن هناك نوعا من الجنون أحب أن اسميه "جنون القراءة" والجنون هو أن تفقد شخصيتك وتعيش فى شخصية أخرى، فقد تكون شخصية تاريخية أو شخصية خيالية.


 

والقراءة، خصوصا قراءة القصص تساعدك على هذا الجنون لانها تنقلك من شخصيتك إلى شخصية البطل أو البطلة التى تقرأ منها..


 

وكلنا مصابون بهذا الجنون، بل اننا لا نقبل على قراءة القصص إلا لأننا نسعى إلى الجنون نريد أن نستريح من الشخصية التى نعيش فيها وننتقل إلى شخصية أخرى يخلقها لنا المؤلف..


 

وهذا الجنون الذي يصاب به القارئ له أنواع: جنون مؤقت، ينتهي بانتهاء القصة التي تقرأها، و يفقد أبطالها تأثيرهم عليك بمجرد أن تطوي الكتاب .. وجنون دائم يستمر معك الى ما بعد انتهاك من قراءة القصة.. وتبقي متأثرا بأبطالها شهورا وربما سنيين وقد تدخل مستشفي المجاذيب!!


 جنون القراءة والخوف من الخيال 

 

وتابع إحسان عبد القدوس: "أنا مصاب بهذا الجنون.. حياتي كلها جنان عندما كنت فى الثانية عشرة من عمري بدأت اقرأ روايات" روكامبول" وهي روايات مخيفةغامضة.. وكنت أقراها و قلبي يرتعد من الخوف.. ثم كنت ارتعد من الخوف فعلا.. أطرافي كلها ترتعش ثم كنت أبكي.. أبكي بدموع حقيقية وبرغم ذلك لا ألقي بالكتاب واستريح بل اظل أقرأ من خلال دموعي.. وفي مرة صرخت من الفزع ودخلت خادمتتا " أم نبوية" على صرختى فتوسلت إليها أن تظل بجانبى وأنا اقرأ وبقيت بجانبي.. جلست على الأرض و انا اقرأ فوق السرير.. عيناي تنطلقان برعب وراء السطور.

وظلت روايات روكامبول مسيطرة على حتى بعد ان انتهيت من قراءتها.. عشت شهورا طويلة فى خوف.. أخاف من الظلام وأخاف من الوحدة.. وأخاف من خيالي!!

 

إلى أن قرأت رواية الفرسان الثلاثة وأصبحت باردليان! أصبحت أسير دائما وفي يدي عصا صغيرة بمثابة سيف بادليان.. وأعود من باب المدرسة فأخبط على باب بيتنا وأنا أصيح افتح باسم الملك!!


 

وكل هذا الجنون مربى في صباي المبكرة فلم يترك فى نفسي أثرا كبيرا كنت أشفي منه بمجرد انتقالي إلى قصة أخرى.

وهناك فترات من الجنون لا تزال آثارها عالقة فى أعصابي تسيطر على فكري و على شخصيتي حتى اليوم.

إحسان عبد القدوس وأخناتون
 

عندما كنت فى السادسة عشرة من عمري مررت بفترة تدين عميق.. أدمنت الصلاة.. كنت أصلي التراويح أيضا، وفي هذه الفترة قرأت تاريخ اخناتون، أول من دعا إلى التوحيد وسيطرت على شخصية أخناتون.. أصبحت اخناتون نفسه!.
 

من أهم أعمال إحسان عبد القدوس

قصص: (بائع الحب - اين عمري- الوسادة الخالية - الطريق المسدود- لا تطفئ الشمس..).

روايات: (لن أعيش في جلباب أبي- يا عزيزي كلنا لصوص- رائحة الورد وأنف لا تشم - مضت أيام اللؤلؤ- في بيتنا رجل..).

مقالات: (على مقهي فى الشارع السياسي - خواطر سياسية- أيام شبابي..).

أفلام: (الرصاصة لا تزال فى جيبي - حتى لا يطير الدخان- بئر الحرمان- أبى فوق الشجرة- الراقصة والسياسي..).

 

وإحسان عبدالقدوس مولود في 1 يناير 1919، ووالده الفنان محمد عبد القدوس، ووالدته  روزاليوسف، مؤسسة مجلة روزاليوسف، وتخرج إحسان عبد القدوس في كلية الحقوق عام 1942، لكن مهنة المحاماة لم تستهوه، حيث تركها إلى الكتابة الصحفية، وتولى رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف، التي أسستها والدته روزاليوسف، وكان عمره وقتها 26 عاما، لكنه تركها فيما بعد وتولى رئاسة تحريرجريدة أخبار اليوم في 1966.