الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من العجز إلى الفائض..نرصد مشروعات الدولة لتحقيق المستحيل في قطاع الكهرباء والطاقة

محطة الضبعة النووية
محطة الضبعة النووية

طفرة هائلة حققتها مصر في قطاع الكهرباء والطاقة، خلال السبع سنوات الماضية، حيث استطاع القطاع الانتقال من حالة العجز إلى الفائض، في إطار عمله ضمن الاستراتيجية الوطنية التي تتنوع فيها جميع  المصادر المتاحة لتحقيق أمن الطاقة، وتمهد الطريق للتنمية في كل المجالات.

وفي هذا الإطار، تناولت دراسة حديثة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، كيف عززت مصر قطاع الكهرباء والطاقة، لتنتقل من حالة العجز إلى الفائض، وأوضحت أن القاهرة احتلت المركز 77 في تقرير مؤشر الحصول على الكهرباء لعام 2020، محققة بذلك تقدما 68 مركزا عن عام 2015، والذي احتلت فيه المركز 145 ضمن 190 دولة، بما يعكس حجم الإنجازات التي تمت في القطاع، فضلا عن مشروعات الربط الكهربي بين الدول العربية والأفريقية والأوروبية.

تحديات واجهت قطاع الكهرباء

التحديات التي واجهت قطاع الكهرباء والطاقة عندما بدأت خطة التطوير عام 2014، تمثلت في:

  • عدم تجاوز القدر الإنتاجية لمحطات توليد الكهرباء 24 ألف ميجاوات، وهو أقل كثيرا من الاحتياجات.
  • تسبب هذا العجز في الانقطاع المتكرر للتيار الكهربي لتخفيف الأحمال.
  • وصول انقطاع التيار الكهربائي في بعض الأوقات إلى 24 ساعة متواصلة.
  • الاعتماد بشكل أساسي على الوقود الأحفوري بنسبة تعدد 90% من مزيج الطاقة.
  • بلغ إجمالي العجز أكثر من 6000 ميجاوات خلال بعض أيام صيف 2014.

محاور خطة التطوير

اعتمدت خطة تطوير قطاع الكهرباء والطاقة على المحاور التالية:

  • تحديث الشبكات المتهالكة.
  • تغيير شامل لشبكات النقل والتوزيع.
  • عمل خطة عاجلة لإنشاء محطات كهرباء تعمل بالتكنولوجيا الحديثة.
  • الاهتمام بالطاقة الجديدة والمتجددة في مزيج الطاقة الوطني لتوليد الكهرباء.

وفي سبيل تحقيق هذه المحاور نفذت الدولة العديد من المشروعات التي وفرت الآتي:

  • إضافة 25 ألف ميجاوات من قدرات الطاقة التقليدية حتى نهاية 2018، باستثمارات 278.4 مليار جنيه.
  • إنشاء 26 محطة تحتوي على 114 وحدة توليد كهرباء.
  • تطوير المحطات المتهالكة التي تجاوز عمرها 30 عاما.
  • تحويل عدد من محطات التوليد الغازية للعمل بنظام الدورة المركبة.
  • ربط 20 محطة بوحدات رصد الانبعاثات، للعمل على استقرارها والحفاظ على مستوياتها في الحدود الآمنة للبيئة.
محطات شركة سيمنز

وسلطت الدراسة الضوء على أبرز النقاط التي ساهمت في إحداث طفرات سريعة في قطاع الكهرباء والطاقة، وهو إدخال محطات سيمنز العملاقة في بني سويف، والبرلس، والعاصمة الإدارية، وبلغت القدرة الإجمالية 14400 ميجاوات، لتساهم في توفير الكهرباء لـ 45 مليون مواطن، بتكلفة بلغت 6 مليارات يورو.

وأشارت الدراسة إلى المشروعات العالمية التي نفذت على أرض مصر، خلال السبع سنوات الماضية، والتي حظيت بالمعايير العالمية والمستويات العالية من التكنولوجيا والكفاءة، وعلى رأسها محطات سيمنز الثلاث، ومحطات الطاقة المتجددة، ومن بينها أكبر محطتين لتوليد الكهرباء في العالم، من طاقة الرياح والخلايا الشمسية.

إنشاء محطات شركة سيمنز

محطة رياح جبل الزيت

وأشارت الدراسة إلى أن محطة جبل الزيت للرياح تنتج بقدرة 580 ميجاوات، وهي واحدة من أكبر محطات الرياح في العالم من حيث المساحة والقدرة وعدد التوربينات، وتقع على مساحة 100 كم مربع، جنوب مدينة رأس غارب، وتضم 300 توربينة رياح بقدرات مختلفة، بتكلفة فاقت 12 مليار جنيه.

محطة رياح جبل الزيت

محطة بنبان للطاقة الشمسية

أكدت الدراسة أن محطة "بنبان" للطاقة الشمسية في أسوان، فازت بجائزة البنك الدولي كأفضل مشروعات البنك لعام 2019، وأعلنت العديد من المؤسسات الدولية المعنية بالطاقة المتجددة محطة "بنبان" قصة نجاح لمصر في تنفيذ استراتيجيتها للطاقة، ونموذج يحتذى به عالميًا في الدراسة الجيدة للمخاطر، وتوفير فرص العمل، وتحقيق الاستدامة الاقتصادية والبيئية.

وتساهم في خفض حوالي 2 مليون طن من الانبعاثات الكربونية الضارة، وتوفير حوالي 90% من الطاقة التي ينتجها السد العالي، ومشاركة القطاع الخاص بـ32 شركة ومؤسسة تمويل دولية، ليبلغ إجمالي الاستثمارات 2.2 مليار دولار، وتصبح بذلك من أكبر محطات الخلايا الفوتوفلطية المجمعة في العالم حتى الآن، بقدرة إجمالية تصل إلى 1465 ميجا وات.

محطة بنبان للطاقة الشمسية

المشروع النووي المصري

في عام  2017 شهد الاتفاق والبدء في تنفيذ مشروع محطة لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية في محافظة مرسى مطروح، وتم التوقيع على البدء في تفعيل وتنفيذ عقود المشروع في عام 2017، بتكلفة إجمالية بلغت 29 مليار دولار، بينها قرض روسي بقيمة 25 مليار دولار.

يتضمن المشروع إنشاء 4 مفاعلات نووية بقدرة إجمالية قدرها 4800 ميجاوات، من طراز الجيل الثالث المُطور لتوليد الطاقة النووية بطاقة 1200 ميجاوات لكل مفاعل، ومن المتوقع الانتهاء من الوحدة الأولى والاستلام الابتدائي والتشغيل التجاري بحلول عام 2026، والانتهاء من الوحدات الثلاث الأخرى بحلول عام 2028.

وحصل مشروع الضبعة النووي على جائزة "روس آتوم"، كأحد أفضل ثلاثة مشروعات نووية حول العالم، وذلك ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة لأكبر مؤتمر ومعرض نووي في العالم روساتوم إكسبو عام 2019. 

محطة الضبعة النووية
مشروعات الربط الكهربي