الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رسائل مصرية في اجتماع العالم الإسلامي.. وزير الأوقاف: منهجنا هو الوسطية دون إفراط أو تفريط .. ومفتي الجمهورية: علينا إحياء مفهوم احترام نظام الدولة والابتعاد عن الفوضى

اجتماع رابطة العالم
اجتماع رابطة العالم الإسلامي

في اجتماع رابطة العالم الإسلامي 

وزير الأوقاف:

- رسالة الإسلام لم تكن أبدًا رسالة منغلقة وهي رسالة منفتحة على العالم كله بالسلام
- منهجنا هو الوسطية دون إفراط أو تفريط
- ولابد أن نتحول بالفهم المستنير من ثقافة النخبة إلى ثقافة أمة 


مفتي الجمهورية:

- أمتنا الإسلامية تمرُّ بواقع يموج بالصراعات وبالأحداث الجسيمة وبالتغيرات الهائلة على كافة المستويات
- العلماء عليهم دور بارز في نشر الوعي والفكر الصحيح فمعركتنا في المقام الأول هي معركة الوعي

- نحتاج إلى التعاون والترابط من أجل نشر الوعي الصحيح والفكر المستقيم

- علينا أن ننفتح على العالم كله وأن نحيا في عصرنا وواقعنا بمتغيراته ومعطياته

 

 

انطلقت صباح اليوم الأحد، أعمال الدورة الخامسة والأربعين للمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي (عن بُعْدٍ)، بمشاركة كافة أعضائه، لمناقشة عدداً من الموضوعات المهمة المدرجة على جدول أعماله.

رسالة منفتحة على العالم

حيث أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أننا جميعًا في حاجة ملحة إلى التعاون البناء، وتكثيف برامج التأهيل والتدريب، للارتقاء بمستوى الأئمة والخطباء والباحثين في الشأن الديني والمتحدثين باسمه أو فيه في مختلف بلدان العالم الإسلامي، ليكونوا على مستوى ما يتطلبه خطابنا العالمي اليوم، من منطلق أن رسالة الإسلام لم تكن رسالة محلية أبدًا أو منغلقة أبدًا، إنما هي رسالة منفتحة على العالم كله من جهة كونها رحمة للعالمين ، حيث يقول الحق سبحانه لنبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) : "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ ‌إِلَّا ‌رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" ، فدورنا أن نحمل هذه الرحمة رسالة أمان وسلام للعالم كله.

 

إدراك الواقع المعاصر

وتابع وزير الأوقاف- في كلمته التي ألقاها في الدورة الخامسة والأربعين التي نظمتها رابطة العالم الإسلامي ، التي عقدت افتراضيًّا عبر تقنية الفيديو كونفرانس بالمملكة العربية السعودية اليوم الأحد ، -إن من يتحدث في الشأن الديني العام أو يتصدى له يجب أن يكون مدركًا لواقعنا المعاصر، ليس على المستوى المحلي فحسب، إنما على مستوى التحديات والمتغيرات والمستجدات الدولية ومتطلباتها واتفاقياتها ومواثيقها وتوازناتها ، وأن يكون مدركًا في الوقت ذاته لفقه المقاصد وفقه المآلات وفقه الأولويات وفقه الواقع وفقه المتاح وفقه الموازنات ، قادرًا على إنزال ما يتطلبه كل ذلك على مجريات واقعنا المعاصر دون إفراط أو تفريط ، فمنهجنا هو الوسطية السمحة دون غلو أو تقصير ، نواجه التسيب القيمي والأخلاقي بنفس حماسنا لمواجهة التشدد والتطرف . 

 

إنزال الأحكام على مظانها

وقال وزير الأوقاف :"على كل من يتحدث في الشأن العام ويتعرض لشئون الإفتاء أن يكون قادرًا على إنزال الأحكام على مظانها محققًا مناطها ، مدركًا لما يترتب على إسقاط الحكم على غير محله وعلى التسرع في الفتوى من مخاطر جسيمة، مفرقًا بوضوح بين دور كل من العالم والمفتي، واختصاص القاضي، وتصرفات الحاكم وما أولاه إياه الشرع الحنيف من اختصاص في التصرف بحكم الولاية العامة من حسم الخلاف وتقييد المباح وغير ذلك لمصلحة راجحة ، من خلال تقديره الدقيق لما تقتضيه المصلحة العامة أو النفع العام ، أو دفع الضرر العام ونحو ذلك".

وشدد وزير الأوقاف على أنه يتحتم على المتحدث في الشأن العام دراسة كل ما يتصل بالسياسة الشرعية فضلاً عن دراسة الواقع المحلي والوطني والدولي بكل أبعاده ومستجداته ومتطلباته ، وهو ما يجب أن نسعى معًا مجتمعين للقيام به ، لنتحول بالفهم المستنير لديننا من ثقافة النخبة إلى ثقافة أمة ، تحصينًا لشبابنا ومجتمعاتنا من التطرف خدمة لديننا وأوطاننا وأمتنا.

 

واقع يموج بالصراعات

من جانبه، قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: "إن أمتنا الإسلامية تمر بواقع يموج بالصراعات وبالأحداث الجسيمة وبالتغيرات الهائلة، على كافة المستويات الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والدولية، ولا شك في أننا نعقد آمالًا كبيرة على رابطة العالم الإسلامي وعلى أمينها العام في توحيد الجهود ولم الشمل والتعاون البناء، من أجل تحقيق أمل الأمة الإسلامية في نشر قيم الاعتدال والوسطية والتسامح، والقضاء على خطر الإرهاب المحدق بأمتنا الإسلامية، بل بالعالم من حولنا".

 

نشر الوعي الصحيح والفكر المستقيم

وأضاف علام -في كلمته التي ألقاها خلال أعمال اجتماع المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي- أن من أهم عوامل التصدي للمخاطر التي نواجهها دعم الجهود التنموية التي تبذلها الحكومات والدول من أجل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة وتحقيق النمو الاقتصادي المطلوب لتحقيق آمال الشعوب وطموحاتها في حياة كريمة، وتدفع الجميع للتكاتف من أجل اللحاق بركب الحضارة والتقدم والتطور.

وأكد فضيلة المفتي أن للعلماء دورًا بارزًا في نشر الوعي والفكر الصحيح، فمعركتنا في المقام الأول هي معركة الوعي، ورسالتنا التي نحتاج إلى التعاون والترابط من أجلها هي رسالة نشر الوعي الصحيح والفكر المستقيم، وإن الأمة الإسلامية بعد أن نبذت شعوبُها الجماعاتِ المتطرفةَ فكريًّا وسياسيًّا ودعويًّا، لتعقد آمالًا كبيرة واسعة على علمائها الأجلَّاء وعلى قادة الرأي والفكر في العالم الإسلامي وعلى رابطة العالم الإسلامي من أجل العبور بالأمة الإسلامية إلى آفاق أرحب؛ لتعود إلى مكانتها اللائقة بها بالعلم الرصين وبالعمل الجاد وبالتطور التقني وبالإنتاج المثمر.

 

نحيا في عصرنا وواقعنا بمتغيراته ومعطياته

وأشار الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية إلى أن هذا يتطلب منا أن ننفتح على العالم كله، وأن نحيا في عصرنا وواقعنا بمتغيراته ومعطياته، وأن نكون مشاركين جادين في كافة المجالات البناءة، فالعالم الآن لا يقيم وزنًا كبيرًا للشعارات والخطب الرنانة، ولا مكان في العالم المتحضر للكسالى ولا للمتواكلين، فلا بد ونحن نمضي بأمتنا الإسلامية في هذا الطريق نحو تحقيق الازدهار والتقدم أن نحرر الأفكار والعقول من السلبية والكسل والدَّعَة والتواكل، وأن نحيي في النفوس والأرواح قيم العلم والعمل والعدل والعزيمة والتعاون واحترام الوقت والنظام، وأيضًا علينا أن نحيي مفهوم احترام نظام الدولة والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى الفوضى واختلال النظام، وكلنا أمل أن تسهم الرابطة كما عودتنا دائمًا بحظ وافر في نشر هذه القيم البناءة ودعمها.

وتوجَّه المفتي بالشكر والتقدير للدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، على جهوده العظيمة المباركة التي أثمرت على المستوى العلمي والعملي ثمرات مشهودة، ودعمت مسيرة رابطة العالم الإسلامي للقيام بدورها البنَّاء في تحقيق أسمى صور التعاون المشترك بين أعضاء هذا المجلس المبارك في رابطة العالم الإسلامي، وأيضًا في دعم الجهود المبذولة على مستوى المؤسسات الدينية في العالم من أجل بيان صحيح الإسلام ومكافحة التطرف والإرهاب وبناء ثقافة السلام والعيش المشترك.