الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يصوغون الخيانة تحت زعم الخلافة.. مرافعة نارية لـ النيابة في قضية داعش العمرانية: نطالب برقابهم فقد أصابهم جهلا بتراث وتاريخ أمة عمرها 14 قرنا

المستشار محمد السعيد
المستشار محمد السعيد الشربيني

الجنايات تستمع لمرافعة النيابة العامة في قضية داعش العمرانية
- هؤلاء ارتدوا ثوب الفضيلة وابتعدوا عن جوهر الدين
- المتهمين أصابهم جهلا بتراث وتاريخ أمة عمرها 14 قرنا
- يصوغون الخيانة تحت زعم الخلافة.. اباحوا دماء المسلمين وغير المسلمين
- البراهين على المتهمين: شجرة خبيثة ما لها من قرار كل ما لها هو تنفيذ التكليفات
- نطالبكم برقاب المتهمين: إجعلوا من المشانق حلية برقابهم، انطقوا الحق بصوت عالٍ

وصلت القضية الشهيرة بـ "داعش العمرانية" إلي محطة مرافعة الدفاع، حيث إنتهت الدائرة الرابعة إرهاب، بمحكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ، المنعقدة بمجمع محاكم طرة، من سماع مرافعة النيابة العامة في محاكمة 22 متهما في القضية رقم 3107 لسنة 2020 جنايات العمرانية.

عقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني، وعضوية المستشارين غريب عزت ومحمود زيدان ومحمد نبيل، وبحضور عضو النيابة العامة محمد رفعت، وسكرتارية أشرف صلاح.

نص مرافعة النيابة العامة في قضية داعش العمرانية

وأستهل محمد رفعت ممثل النيابة العامة مرافعته في قضية داعش العمرانية قائلا :"بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الذي خاطب عباده في كتابه الكريم "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" صدق الله العظيم، وهو من خاطب نبيه قائلا "فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ".

وقال ممثل النيابة، هذا خطاب الله لخلقه يعرفهم أنه من خلق الإنسان وشرع الأديان ومنح الحرية لخلقه في الإيمان واختص وحده بالحساب، ولكننا اليوم في عجب أمام وقائع تخالف الفهم الصحيح للدين امام حلقة من حلقات الإرهاب الأسود ذلك الإرهاب الفكري والعقائدي الذي يطل علينا بمقتل هذا واصابة ذاك، ونسمع فيه صوت الرصاص يخترق الاجساد لتسكت فيها صوت الحياة.

النيابة في داعش العمرانية: جماعات تعدد اسمائها وتوحدت افكارها

اتينا اليكم اليوم لنلقى على أكتافنا أمانات حملنا بها، نرجو ألا تمتد الي أعين القادمين آثارها، الأمر في هذه الدعوى خرج عن مألوف البواعث فنحن اليوم في ضلالة جيل من الناس ظنوا في غفلة انهم احرار، خرجوا علينا في جماعات تعددت اسمائها وتوحدت افكارها ارتدوا ثوب الفضيلة وابتعدوا عن جوهر الدين، فإذا أراد الجاهل منهم زعامة أطلق لحيته وقال لمن حوله اتبعوني ومن أراد المال أطلق لحيته وقال اني مجاهد وامدوني، من اراد الافساد اطلق لحيته وقال ان المصلحون المفسدون حسب أحدهم ان تصل يده على الزناد فقد ملك رقاب العباد.

وأكمل ممثل النيابة، نسوا قول الحق تعالى "مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ"، هذه دعوانا نلوذ بها عن هذا الخطاب ممتلثين لصحيح احكامه التي تدعو الي الوحدة وتأليف اللقوب وكي لا ينفرد هؤلاء الماثلون في ساحتكم ومن شابهم، هؤلاء يصوغون الخيانة تحت زعم الخلافة، باسمها اباحوا دماء المسلمين وغير المسلمين فكانو شر خلفا لخير سلف اتبعوا بأهوائم ائمة مضلين ذوى اصوات ناعقة مجلجلة جلسوا على باب الجنة يدعون الناس بأقوالهم ويدعونهم الي النار بأفعالهم، فلو كان ما دعو اليه حقا كانوا اول الصفوف، فهم في الصورة ادلاء وفي الحقيقة قطاع طرق.

مرافعة النيابة في داعش العمرانية: أصابهم جهلا بتراث أمة

أمامنا 22 متهما تنكروا للقيمة ومعنى الوطن أصابهم جهلا بتراث وتاريخ أمة عمرها 14 قرنا تناسوا ما أبداه علماء الإسلام وغطو نظرهم عمدا عن المفسرين والفقهاء ولم يتوقفوا أمام القرأن، تركوا أنفسهم دمية لمنظومة فكرية صنعت منهم عقولا متطرفة خالية من العلم ممتلئة بالضغينة والنفسيات المشحونة فأصبح حديثهم تعبيرا عن تكفير وجاهلية أصابهم طغيان عقائدي احتكروا فيه العلم و خسروا القرآن والفهم، معلنين استقالة العقل وكأن خطاب الله توقف عند تلك المرحلة وعند تلك المفاهيم فكان الانحدار الفكري حينما خرج علينا هؤلاء سحروا افئدة البسطاء وجعلوهم متكئا لبلوغ احلامهم، جماعة اتخذت مرجعيات أبرزها تكفير الحاكم.

جئنا اليوم محملين بهموم وطن مهموم فيرد كاهنهم من خلف معبدة ما انت ياوطن إلا حفنة من تراب، فجاءت رايتهم السوداء عابرة الحدود، رفعوها في وجه بلادنا يبثون الفرقة فقامت الخصومات، موجهين اتهامات شائعة الي كل من يخالفهم، فكان هذا العبث من قوام هذه الجماعة تلبث الباطل بالحق.

النيابة العامة تسرد الأدلة والبراهين في قضية داعش العمرانية

واستكمل محمد رفعت ممثل النيابة العامة مرافعته شارحا وقائع الدعوى، حين قال "نستهل وقائع الدعوى من منبع الفساد والافساد، شجرة خبيثة ما لها من قرار كل ما لها هو تنفيذ التكليفات، ألقى بذورها المتوفى اشرف عطية حين خرج علينا مشهرا سيف العدوان مؤسس جماعة من جماعات الشر والهلاك، استقطب القزاز لجماعته كل هش ينجذب للمخيلات وعدهم بالباطل فانجذب إليه المتهمون من الأول حتى 13 ولسانه سأصدر لهم التكليفات وانهمك في كتابة دستور خليته الفتاك وادعى لتابعيه انه جهاد واجب السداد، وشطح في التفكير والتكفير وادعى ان شريعته هي شريعة الاسلام المبين، اسقاط الدولة هو شعار هذا الدستور اللعين وعقد اللقاءات وابتذال الآيات وإصدار التكليفات أن يا جنود ابحثوا عن أمان هذا الوطن.

وخرج المتهم الثالث سمعا وطاعة يا سيدي أنا إمام مسجد، ورصد 40 يوما المقدم محمد طارق، ووضع الخطة وتخيل التنفيذ ثم أتى بجنود إبليس الرابع والخامس والسادس فلتأتوا بأسلحتكم وتمطروه بالرصاص ووافقوا فهم على العهد والوعد ماضون وتتبعوه حتى كان في مرمى أسلحتهم وعاجلوه بطلقة كادت ان تسكن في قلب الوطن إلا ان الله أنقذه.

حاولوا ارضاءه مرة أخرى و رصدوه ولكن كلفهم بتغير الجنود عل وعسى أن ينتصروا وحال التنفيذ لم يحضر المقدم محمد طارق فولوا الأدبار، استمرت الأفكار تدور الرأس مجري الدم في الجسد، وجاءت التكليفات دمروا الكمائن والدوريات واقتلوا الضباط، ورصد المتهمين سيارة شرطة بمحور 26 يوليو، وأحرز متهمان سلاحا وما أن أبصرا سيارة جنود فأمطراهم بالنيران.

ضلالا من بعد ضلال وفسادا من بعد افساد، توفى اشرف القزاز قتل في أحد المواجهات الأمنية "عليه من الله ما يستحق" أتى بالمتهم الأول وكلفه بتكوين خلية عنقودية يتولى ولاياتها، وطاف بعقل المتهم الأول أن يكون أميرا، وعقد اللقاءات واختار أتباعه وضم لتابعي القزاز المتهمين الباقين ولكنه أراد لنفسه عزة كاذبة وتواصل مع المتوفى سامح فرحات للعمل تحت تنظيم داعش، وتكونت خلية الإرهاب.

جلس المتهم الأول يفكر في عملية يهز بها كبرياء الشرطة المصرية، له من الأعوان محبوسون فكر في تهريب أحدهم، حيث حاول تهريب صديق له حال عرضه على المحكمة المختصة، وجمع أعضاء خليته وذكرهم أنه قائدهم وكلف المتهمين 13 و 14 و15 أن يرصدوا سيارات الترحيلات وانطلق جنوده يرصدون السيارة تلو الأخرى واختص الأول والثالث عشر والخامس عشر يطلقون الرصاص على سيارة الترحيلات ويوم التنفيذ فشلوا كعادتهم لتواجد الابطال رجال الشرطة الأخيار.

وتابع ممثل النيابة، بدلا من أن يرتدع المتهم الأول عن جرائمه الا انه كلف عناصره برصد أمين شرطة بمديرية أمن الجيزة لقتله وايضا رد الله جريمتهم، سقنا إلي عدلكم اليوم 22 متهما مكبلين بالأدلة والبراهين.

ونشرح أمامكم بيانا عن الجماعة التي نحن بصدد الحديث عنها، تلك الجماعة جاءت التحريات عنها، أن أفكارها قائمة على تكفير الحاكم ووجوب قتاله بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية وكذا تكفير العاملين بالشرطة والقوات المسلحة والمسيحيين واستحلال اموالهم، وأما عن أغراضها فهو اسقاط الدولة المصرية وقرر الشاهد الأول اتجاه غرض الجماعة لتعطيل العمل بالدستور ومنع السلطات العامة من ممارسة أعمالها.

وقرر الشاهد الأول أن التنظيم يسعى لتحقيق أهدافه بتنفيذ عمليات عدائية بحق المسيحيين، وتأكدت على لسان المتهمين بعد إقرارهم وقناعتهم بأفكار هذا التنظيم، وأقر المتهم الأول أن اعتنق أفكارا متطرفة استحلال أموال المسيحيين والشروع في قتل ضباط الشرطة والجيش تنفيذا لغرض ارهابي، وأشار لاشتراكه في تظاهرات اعتصامي رابعة والنهضة، لا سيما حيازته للاسلحة النارية والذخائر وتعرف حينها على المتهمين وكان من بينهم متهمون حائزون أسلحة نارية، وعقب الفض شارك فيما نظمت الجماعة من تجمهرات في العمرانية والبحر الأعظم.

وأما عن استحلال الجماعة لدماء واموال غير المسلمين، يجيب أحد المتهمين حال تواجده بمحل خاص به لإصلاح السيارات قام بسرقة إحدى السيارات التي كان يصلحها عقب قيامه بعمل مفتاح أخر لسرقتها، و إمعانا في التدليل على ارهابية تلك الجماعة وارتكاب أعمال عدائية ضد الدولة المصرية أقر المتهم الخامس محمد حسن حال استجوابه بمشاركته في تجمهر جماعة الإخوان بميدان النهضة برفقة المتهم السادس وربطوا بها حينها علاقة صداقة وبدأوا في التفكير في ارتكاب العمليات العدائية ضد الدولة، وأنه والمتهم الرابع أعدا سلاحين وذخائر، ونفاذا للاتفاق الجنائي توجه رفقة المتهمين الثالث والرابع الي محيط مطلع الطريق الدائري بمنطقة الكونيسة في الجيزة لرصد ضابط في طريق خروجه وعودته واستقل المتهمون سيارة واستقل هو سيارته مترقبا مرور الشاهد الثاني في القضية.

رسالة من ممثل النيابة في قضية داعش العمرانية

واختتم محمد رفعت، ممثل النيابة العامة، مرافعته برسالة قائلا: "تكليفات ورصد وتخطيط للاغتيال، ولكن حماية الله للضباط والجنود كانت حائلا أمام ضلالهم، والله لو تركوا المتهمين لسالت الدماء في شوارعنا أنهارا، كان ضبطهم رحمة بالبلاد والعباد".

وأضاف ممثل النيابة العامة: “لم يتبقَ إلا كلمة أخيرة، ماذا بعد كل تلك الأفعال هل يطبقون شرع الله؟ وهل يُطبق شرع الله فيما يخالف شرع الله؟ جميعهم مفتقدون لشروط الاجتهاد وجميعهم دون المستوى التعليمي والمهني الذي يؤهلهم له قائدهم سمسار سيارات ومنهم من فشل في تعليمه ومنهم سباك ونجار، هل أصبح الاجتهاد دابة يمتطيها من يشاء، هل أصبح الدين لعبة يستنبط أحكامه من يشاء، ماذا ننتظر من هؤلاء بعد أن جهروا بكفرنا وهدفهم رمز وأمان هذا الوطن رجال شرطة مصر الذين سهروا على هذا الوطن، رجالا استغيث بهم في أزمات فقدموا للوطن أرواحهم دون شرط معلق على وقت أو مكان، والله لو كان يرجى من هؤلاء خير ما سقناهم إلى هنا”.

النيابة العامة: نطالب المحكمة برقاب المتهمين

وتابع: "نطالبكم برقاب هؤلاء، اجعلوا من المشانق حلية برقابهم، انطقوا الحق بصوت عالٍ حتى يسمع آذان من به صمم، وأختتم مرافعتي بمناجاة ربي "إني أبرأ منك من هؤلاء، أخاف أن ألقاك وفي رقبتي قطرة دم سقطت من جريح".