الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصطفى بكري يرصد تاريخ عائلة العماري النيابية

النائب مصطفى بكري
النائب مصطفى بكري

يستمر النائب مصطفى بكري في مواصلة سرد حلقاته المخصصة لرصد تاريخ العائلات البرلمانية فى مصر، والتي لعبت أدوارًا مهمة فى تاريخ الحياة النيابية المصرية، منذ نشأة «مجلس المشورة» في عهد محمد علي 1829، مرورًا بكافة المجالس والبرلمانات التى سبقت قيام ثورة 23 يوليو.

وخصص مصطفى بكري حلقته الخامسة عشر، في الحديث عن عائلة العمارى هى من العائلات البرلمانية العريقة، وهى عائلة جاءت من وسط اليمن، وانتشرت فى العديد من البلدان والمحافظات المصرية، إلا أن القطاع الأهم من العائلة يتواجد فى منشاة العمارى وبعض القرى المحيطة بالأقصر.

وكان أول نواب هذه العائلة هو النائب حسين عبد الكريم العمارى بك الذي انتخب لعضوية مجلس الشيوخ فى يونية 1931، وآخر النواب هو د.محمد العمارى نائب رئيس جامعة جنوب الوادى والذى ترأس لجنة الصحة فى الفصل التشريعى لعام 2015- 2020، وانتخب عضوا ضمن قائمة من أجل مصر فى مجلس النواب 2021- 2026.

ورغم مضى عقود طويلة من الزمن إلا أن العائلة مازالت تحتفظ بعاداتها وتقاليدها، حيث تعمل ضمن إطار منظومة محددة، ولها تواجدها الجماهيرى والسياسى والبرلمانى المؤثر فى الحياة السياسية والاجتماعية بالأقصر.

أصلها من «اليمن» وتنتسب إلى الصحابي «عمار بن ياسر»

تعود جذورعائلة العمارى إلى قبيلة «عمار»، وهى قبيلة يمنية تقع فى المنطقة الوسطى من اليمن، نسبة إلى الصحابى الجليل عمار بن ياسر (رضى الله عنه) والمتوفى شهيدًا عام 37هــ.

ولعمار بن ياسر جملة من الأولاد وإليه ينتسب آل العمارى الذين انتشروا فى العديد من البلدان العربية، ومن بينها مصر، حيث تستقر قبيلة العمامرة فى العديد من المحافظات المصرية من بينها سوهاج ومركز دار السلام وجرجا والبلينا والمنشاة وغيرها من المناطق الأخرى.

ويوجد أكبر تجمع لقبيلة العمامرة فى الأقصر، وتحديدًا فى مدينة منشاة العمارى ونجع الخطباء ونجع الترعة وداخل مدينة الأقصر ذاتها وتنتشر العائلة أيضا فى قفط وحجازة والزوايدة فى مركز قنا، وبعضهم فى قرى مركز دشنا، وأيضا فى مركز أبوتيج محافظة أسيوط، ومحافظات أخرى عديدة.

سعد زغلول باشا ومصطفى النحاس باشا زارا ديوان العائلة فى منشاة العمارى

وتعد عائلة «العمارى» بالأقصر من العائلات ذات التاريخ البرلمانى، وكان لرموزها أدوار هامة فى الحياة السياسية والبرلمانية قبل وبعد ثورة 23 يوليو 1952 وقد قام سعد زغلول باشا رئيس مجلس الوزراء بزيارة ديوان آل العمارى بمنشاة العمارى بالأقصر بحضور النحاس باشا وطاهر بك العمارى والعمدة أحمد العمارى وعبد النور باشا وطاهر بك العمارى والعمدة أحمد العمارى وعبد النور باشا ومحمد بك العمارى وعدد كبير من رموز العائلة، حيث أثنى سعد زغلول باشا على دور العائلة فى مساندة حزب الوفد، ومساندة الوفد المفاوض فى مواجهة المحتل الإنجليزي ومطالبته بالانسحاب من البلاد.

ونشرت مجلة المصور فى 31 يناير 1941 أنباء الزيارة التى قام بها مصطفى النحاس باشا إلى عائلة العمارى بالأقصر، وحضوره مأدبة الغداء التى أقامها حسين بك العمارى فى حضور النائب فخرى بك عبد النور وميشيل رزق والمطرب محمد عبد الوهاب.

أول نوابها حسين العمارى (مجلس الشيوخ 1931) وآخر نوابها د.محمد العمارى (مجلس النواب 2021)

 

بدأت علاقة عائلة العمارى بالبرلمان عبر ترشيح حسين عبد الكريم العمارى بك أحد رموز العائلة والذى فاز بعضوية مجلس الشيوخ فى 11 يونية سنة 1931 (1)، كما فاز بالتزكية فى انتخابات المجلس التى جرت فى 28 أبريل سنة 1936، ثم خرج بالقرعة فى 7 مارس سنة 1941، كما امتدت نيابته بالمرسوم الصادر فى 24 مارس سنة 1941م، ثم انتخب بدلًا منه محمود أحمد محسب بك (2) وأيضا انتخب فى الدورة البرلمانية للمجلس 1945- 1949.

 

وفى الهيئة النيابية الخامسة تم انتخاب عبد الراضى العمارى أفندى عن دائرة الأقصر عضوًا بمجلس النواب فى الفترة من 1931- 1934م، وكان النائب عبد الراضى العمارى معروفًا بنشاطه الاجتماعى فى مديرية قنا، فقد كان عضوًا بالمجلس الحسبي لمديرية قنا ممثلا لمركز الأقصر، وقد توفى في عام 1958، وودعته جماهير الأقصر وداعًا مهيبًا.

 

وفى الهيئة النيابية السادسة تم ترشيح طاهر بك خليل العمارى عن دائرة خزام والتى كانت تابعة للأقصر، وذلك عن حزب الوفد، باعتبار أنه كان واحدًا من مؤسسي الحزب فى مديرية قنا وقد فاز فى الانتخابات بجدارة وأصبحممثلاًا للدائرة فى مجلس النواب 1936- 1938.

أما محمد محمد اسماعيل العمارى بك فقد اتفقت العائلة على ترشيحه فى دائرة الكرنك ممثلًا لحزب الأحرار الدستوريين، حيث فاز وأصبح عضوًا بمجلس النواب 1938- 1942.

 

وكان النائب سهرى أحمد محمد العمارى هو واحدًا من الرموز الهامة والكبيرة لعائلة العمارى بالأقصر، حيث ولد فى منشاة العمارى بمركز الأقصر وحصل على الإجازة العالية، وقد رشح نفسه- بناء على اتفاق العائلة- لعضوية مجلس الأمة 1957- 1958 والذى جاء بعد ستور 1956، وقد فاز فى هذه الانتخابات عن دائرة الكرنك بالأقصر من الجولة الأولى وبفارق كبير من الأصوات بينه وبين منافسيه.

وقد كان للنائب سهرى العمارى دوره السياسى الكبير فى هذه الفترة إذ أسند إليه منصب السكرتير العام للاتحاد القومى وكانت له صداقته بالعديد من رموز الثورة فى هذه الفترة، كما أنه استضاف البابا شنودة الثالث فى ديوان آل العمارى بقرية المنشاة عام 1970م.

وانقطعت العائلة عن التمثيل في المجلس النيابى لعدة دورات إلا أنها اتفقت على ترشيح أحد رموزها وهو عبد الحق مدنى عبد الكريم العمارى فى انتخابات مجلس الشعب 1990- 1995، وقد نجح مستقلًا ثم انضم إلى عضوية الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم فى هذا الوقت.

وغاب تمثيل الأسرة عن دورة المجلس فى 1995- 2000 ودورة المجلس 2000- 2005، إلا أن العائلة اتفقت على ترشيح د.محمد خليل أبو المجد العمارى وشهرته (حمادة العمارى) فى انتخابات مجلس الشعب 2005- 2010، وكان يشغل منصب وكيل كلية الطب للدراسات العليا والبحوث بجامعة جنوب الوادى فى هذا الوقت، حيث فاز فى انتخابات الإعادة على المرشح عبد النبى الرشيدى.

وكانت للنائب د.محمد العمارى اسهاماته داخل هذه الدورة واستطاع تحقيق العديد من الخدمات لأهالى الأقصر، ناهيك عن دوره المتميز داخل البرلمان، كما نجح د.محمد العمارى في دورتى مجلس النواب 2015- 2020 و2021- 2026 ضمن قائمة فى حب مصر فى الانتخابات الأولى وقائمة من أجل مصر فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وهكذا ظلت عائلة (العمارى) ولا تزال رقمًا مهمًا فى المعادلة الاجتماعية والسياسية والبرلمانية فى محافظة الأقصر والعديد من المحافظات الأخرى.