الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في اليوم العالمى للشعر.. عبد الستار سليم: المناسبة تهدف للتنوع اللغوى

عبد الستار سليم
عبد الستار سليم

اعتمد اليونسكو يوم 21 مارس، من كل عام يومًا عالميًا للشعر، بهدف دعم التنوع اللغوي، ومنح اللغات المهددة بالاندثار فرصا أكثر لاستخدامها في التعبير، ويعتبر اليوم العالمي للشعر فرصة لتكريم الشعراء ولإحياء التقليد الشفهي للأمسيات الشعرية، وفي هذا السياق قال الشاعر عبد الستار سليم في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد": "يحل اليوم العالمى للشعر، ليذكّرنا بقوة الكلمة المكتوبة والمسموعة، والمتعة التى تجلبها بالحروف التى لا يخفت بريقها ، ولا يبطل  مفعولها ، وإن مرت عليها عقود وعقود فبدعوة من هيئة اليونسكو فى عام 1999 للميلاد، اقترحت أن يكون 21 من مارس - من كل عام - يوما تحتفل فيه الدول ، بفن الشعر ، الذى يُعدّ أحد أشكال التعبير، وأحد مظاهر الهوية اللغوية والثقافية، وهما ما يُعتبران أغنى ما تمتلكه الإنسانية، فمنذ قديم الزمان، عرفت كل الدنيا - بمختلف ثقافاتها -  الشعر، إذ أنه يخاطب  القيم الإنسانية  التى تتقاسمها كل الشعوب".

و أضاف: "ومن المفترض، أن يكون الغرض من هذا اليوم ، ليس - فقط - الاحتفال  بالمساهمات الشعرية  المقدّمة باللغات الرئيسية فقط - التى يعرفها  أغلب العالم - لكن باللغات غير المعروفة  أيضا.. إذ أن هناك  بعض اللهجات التى تضيع  فى ظل اللغات الرائجة فى العالم".

وتابع: "وللشعر أثر كبير فى تعزيز إنسانيتنا  المشتركة، ففى شتى أرجاء العالم ، الشعر يكاد يجزم على أن جميع الأفراد يتشاطرون ذات التساؤلات والمشاعر ، كما يُعدّ الشعر حجر الأساس فى الحفاظ على الهوية  والتقاليد الثقافية الشفهية -٧ على مر العصور - بقدرته الفائقة على التواصل  الأكثر  عمقًا  للثقافات المتنوعة ، علاوة على ذلك ، فإن الغرض  من هذا اليوم ، هو دعم الشعر، والعودة إلى التقاليد الشفوية للأمسيات الشعرية ، وتعزيز تدريس الشعر، وتشجيع  المشاركة الإيجابية ، بين المؤسسات  المعنية - الخاصة منها والعامة -  مثل المدارس والبلديات والمجمعات الشعرية ، والرابطات الثقافية ،والمتاحف  ودور النشر ، وغيرها ، للقيام بدور نشط  فى الاحتفال باليوم العالمى للشعر".

وأكمل: "والاحتفال السنوى باليوم العالمى للشعر يكون الهدف الرئيسى منه ، هو دعم التنوع اللغوى ، من خلال  التعبير الشعرى ، ولإتاحة الفرصة للّغات المهددة  بالاندثار ، بأن يُستمع لها  فى مجتمعاتها المحلية، وبهذه المناسبة، أتساءل.. لماذا لا يقوم واضعو مناهج مدارس التربية والتعليم والجامعات - فى مصر -  بتضمين مناهج اللغة العربية بنماذج من الشعر الشفهى، وتتكون لجنة تشارك فى اختياره وانتقائه، هذه اللجنة ممن لهم باع فى هذا الشأن، أى من المتخصصين  فى هذ المجال، و مشهود لهم بسلامة الذوق، وحسن اختيار النماذج الرفيعة من الشعر الشفهى ، حتى لا يتكرر ، ما حدث بالنسبة للاختيارات غير الموفقة من قصائد الفصحى، التى نشهدها فى كتب أبنائنا من المناهج الحالية ، هذه النماذج التى  تنفّرهم من الشعر، بدلا من أن تزيّنه لهم، وتقرّبه منهم وكما نعلم فإن  التراث الشفهى يشتمل على مجالات هائلة  من المحفوظات ونسميها أحيانا بالمنقوات الشفهية (أى من المحفوظات فى صدور الحفظة وعشّاق هذه الفنون ) بما فى ذلك الأمثال ، والألغاز ،  و الحكايات ، والأساطير ، والخرافات ، و الأغانى الملحمية ، والقصائد ، والأناشيد، وغيرها".

واستطرد: "و حتى لا يعترض معترض - من أجل الاعتراض فقط - ويتحجج بأن ذلك غير ممكن ، لاختلاف اللهجات بين أقاليم مصر المترامية الأطراف ، كالفرق بين لهجتى " بحرى" و " قبلى " ، فلحل مشكلة اختلاف اللهجات بين أقاليم مصر، نحن لدينا خمسة أقاليم ثقافية ، لماذا لا نختار لكل إقليم شعره اللهجى ( أعنى لهجته الخاصة به ، حتى لا تنسى الأجيال الطالعة لهجاتنا المحلية العريقة ) .. ؟

إن الشعر يمكن أن يلبى الاحتياجات الجمالية ، لذا. لا بد من الاعتراف بدوره الاجتماعى  فى مجال التواصل بين البشر ، حيث يشكل الشعر أداة لإيقاظ الوعى ، والتعبير عنه ، مما يدفع الشبيبة -على الأخص - إلى العودة إلى المنابع ، و   تَشَكُّل وسيلة يمكنهم بها مواجة الذات ، بينما يشدهم العالم الخارجى إليه بقوة - بعيدا عن ذواتهم - والجدير بالذكر، أننى ناديت بذلك من خلال كتابى الذى صدر مؤخرا - للناشئة - وكان عموانه (مائة شخصية من التاريخ)".