الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد تحقيق أمنية والدتها.. سبب ندم صاحبة الاحتفال بعيد الأم على تنفيذ الفكرة

آنا جارفيس
آنا جارفيس

يُنسب إلى الأمريكية "آنا جارفيس" (1 مايو 1864 – 24 نوفمبر 1948) أنها مؤسسة الاحتفال بعيد الأم في العصر الحديث، تحقيقا لأمنية والدتها ورغبتها في إقامة مثل هذا العيد، ولكن بعد وفاة والدتها دشنت جارفيس ابنتها الاحتفال بهذا اليوم، ومع ذلك برغم مرور السنين شعرت جارفيس بالندم لاحتفالها بيوم الأم.

حب لا يتكرر 

ولدت "آنا جارفيس" بترتيب التاسعة بين 11 طفلا، توفي 7 من أشقائها في سن الرضاعة أو الطفولة، وبتشجيع من والدتها، التحقت آنا جارفيس بالكلية وحصلت على دبلوم للعمل في مدرسة في فيرجينيا، ثم عادت للعمل في المدارس العامة، وطوال فترة العمل ارتبطت بوالدتها، ثم عملت في بنك حتى شغلت منصب أول محررة أدبية لوكالة إعلانات.

رغم انشغالها في الحياة كان لوالدتها مكانة خاصة في حياتها، إذ احتفظت بمراسلات مع والدتها، كذلك كانت جارفيس فخورة بإنجازاتها وعملت على حفظ الرسائل نفسها، وعند معرفتها بإصابة والدتها بمرض في القلب انتقلت للحياة معها، وقضت جارفيس معظم وقتها في رعاية والدتها حيث تدهورت صحة والدتها وتوفيت في 9 مايو 1905.


الاحتفال بعيد الأم 

من أقوالها المأثورة: "آمل وأدعو أن يجد شخص ما، يوما تذكريا للأمهات يخلد فيها ذكراهم التي لا مثيل لها، وتقدمها كل أم للإنسانية في كل مجال من مجالات الحياة".

في 10 مايو 1908 ، بعد ثلاث سنوات من وفاة والدتها، أقامت جارفيس مراسم تذكارية لتكريم والدتها وجميع الأمهات في كنيسة أندروز ميثوديست، وهو اليوم الذي أصبح عيد الأم العالمي في، فيرجينيا الغربية ، بمناسبة الاحتفال الرسمي الأول بعيد الأم . 

على الرغم من أن جارفيس لم تحضر هذه الخدمة، إلا أنها أرسلت برقية وصفت أهمية اليوم بالإضافة إلى 500 زهرة قرنفل أبيض لجميع الذين حضروا الخدمة. عندما تحدثت في فيلادلفيا في قاعة المحاضرات في ، حركت جمهورها بقوة خطابها.


زهرة قرنفل بيضاء 

على الرغم من أن الإعلان الوطني يمثل إقرارًا عامًا بجهودها، إلا أن جارفيس كانت تؤمن دائمًا بأنها صاحبة ذكرى يوم الأم، وبالتالي حافظت على إيمانها الراسخ بالأهمية العاطفية لهذا اليوم لتكريم جميع الأمهات، وقدمت جارفيس رمزية لهذا اليوم وكان شعارها زهرة القرنفل البيضاء.

اختارت الزهرة البيضاء لأنها رمز إلى حقيقة ونقاء وصدق محبة الأم، وعطرها وذاكرتها وصلواتها. زهرة القرنفل لا تسقط بتلاتها، لكنها تحتضنها في قلبها وهي تموت، وكذلك الأمهات أيضًا يحتضن أطفالهن في قلوبهن، عندما اختارت هذه الزهرة ، كانت تتذكر سرير والدتها ذو اللون الوردي الأبيض.

 

ندم الاحتفال بعيد الأم

مع مرور السنوات، شعرت جارفيس بخيبة أمل من فكرتها للاحتفال بعيد الأم بشكل عام، بعد ملاحتظها للتسويق التجاري المتزايد، وهي نفسها لم تستفيد من فكرة الاحتفال باليوم بشكل مادي، حتى أنها فكرت في إلغاء الاحتفال.

وأدت جهودها للاحتفاظ بالهدف الأصلي لليوم إلى معاناتها الاقتصادية. بينما استفاد آخرون من ذلك اليوم، وعانت من الفقر الشديد، وقضت السنوات الأخيرة من حياتها مع أختها ليلي. في عام 1943 ، بدأت في تنظيم عريضة لإلغاء عيد الأم. 

ومع ذلك، توقفت هذه الجهود عندما وُضعت في مصحة مارشال سكوير في جنوب  تشيستر، بنسلفانيا، ولفقرها لم تستطع دفع مصاريف المصحة، ودفعها الأشخاص الذي هاجمتهم بائعو الزهور وبطاقات معايدة عيد الأم لإبقائها في المصحة.

توفيت جارفيس في 24 نوفمبر 1948 ، ودُفنت بجانب والدتها وأختها وشقيقها في مقبرة جنوب "لوريل هيل في بنسلفانيا، وعلى الرغم من دعم أقاربها ومساعدتهم على مواصلة حركتها أثناء تدهور صحتها ، فقد تم حلها في النهاية باستمرار الاحتفال، وظلت مقبرة عائلة جارفيس تحت رعاية حفيدة أختها التي كانت الوريثة الوحيدة  وهي، حفيدة أخيها الأكبر ، لأنها هي نفسها لم تتزوج قط ولم تنجب أي أطفال.