الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"القصر" متحف تاريخي مفتوح وأول قرية تستقبل القبائل الإسلامية.. شاهد

قرية القصر
قرية القصر

تعتبر قرية القصر الإسلامية بمركز الداخلة بالوادي الجديد ، إحدى أعرق المدن الإسلامية الأثرية منذ مئات السنين، والتى كانت طريقا رئيسيا للحجاج والقوافل القادمة من بلاد المغرب فى طريقهم للأراضى الحجازية، وتقع على بعد 32 كم شمال مدينة موط عاصمة مركز الداخلة، وسميت بهذا الاسم لوجود بقايا قصر رومانى قديم تحت أطلال هذه القرية، والتى يحدها من الشمال تل مرتفع ومن الشرق بئر العين الحامية، ومن الجنوب مسجد نصر الدين، ومن الغرب مقام الشيخ حمام، وفى طرفه الشمالى ضريح الشيخ أبو بكر.

يقول الاثري صبري يوسف إن قرية القصر الإسلامية كانت  أول قرية استقبلت القبائل الإسلامية بالواحات عام 50 هجرية وبها بقايا مسجد من القرن الأول الهجرى وازدهرت فى العصر الأيوبي، وكانت عاصمة الواحات وبها قصر الحاكم وهى أصل التسمية أحد مداخل القصر الإسلامية القديمة المسماة (بالحصن) وتعتبر بمثابة متحف تاريخى مفتوح لعدة عصور كالفرعونية والرومانية واليونانية والقبطية والإسلامية.

وأضاف يوسف أن ملامح التاريخ الرومانى  تظهر بالقرية من خلال وجود أحجار القصر الرومانى التى استخدمت فى بناء واجهات المنازل القديمة، حيث يرجع تاريخ بناء القصر إلى القرن العاشر الهجرى" السادس عشر الميلادى"، وامتد العمران بها حتى العصر العثمانى، وللمدينة تخطيط هندسى رائع حيث تم تقسيمها إلى دروب وأحياء وحارات يغلق كل حارة باب كبير وللقرية عشر بوابات تغلق على عشر حارات ليلا خوفا من غارات القبائل المعادية.

وتابع أن  ملامح العمارة القديمة باقية فى القرية وهى عبارة عن حارات كانت تغلق ليلا ولكل حارة بابين احدهما للدخول والآخر للخروج لا يفتحهما بعد ذلك إلا شيخ الحارة فى الصباح الباكر، واشتهرت القرية فى ذلك الوقت بالعديد من الحرف سميت على اسمها بعض الحارات والدروب كحارة النجارين والحدادين ولا تزال بعض تلك الحرف باقية حتى الآن وأهمها صناعة الأوانى الفخارية بمنطقة الفاخورة.

وأكد أن  منازل قرية القصر القديمة التى بنيت من الطوب اللبن أثناء العصرين الأيوبى والعثمانى  مازالت تتميز بالدقة والنظام والارتفاع والتصميم المعمارى الفريد الذى يؤدى إلى انخفاض درجات الحرارة داخل القصر إلى 12 درجة مئوية مقارنة بمن حولها من قرى، لوجود نظام هندسى للتهوية يسمح بدخول الهواء الرطب إلى البيوت ويطرد الهواء الساخن، حيث إن الشوارع والممرات ضيقة تحدث تبريدا طبيعيا فى الصيف.

ولفت الي ان  آثار القرية تتضمن  أقدم معصرة لزيت الزيتون بالمحافظة، وهى عمرها حوالى 6 قرون ومدرسة العلوم الشرعية أنشئت فى عهد المماليك منذ حوالى 500 عام فى مدينة القصر الإسلامية بمحافظة الوادى الجديد، وحولها الأتراك بعد ذلك إلى محكمة وسجن، وظلت على حالها حتى تم ضمها للمعالم الأثرية الإسلامية وأصبحت مزارًا هامًا لكل رواد وزائرى المحافظة.

 

س
س
ش
ش
ص
ص
ط
ط