الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعقد المشهد دبلوماسيا وعسكريا.. ما أوجه الاتفاق والاختلاف بين روسيا وأوكرانيا ؟

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية، شهرها الثاني، وسط تعقد المشهد السياسي الدبلوماسي والعسكري أيضا، فعلى الصعيد الدبلوماسي، اعتبر المحللون السياسيون أن جولة المفاوضات الخامسة التي أقيمت أمس، الأربعاء، بين روسيا وأوكرانيا في تركيا، قد فشلت، إلا أنه يوجد تقارب وجهات نظر بشكل محدود، أما على الصعيد العسكري، فقد أكدت موسكو تركيز عملياتها العسكرية على دونباس والمنطقة الشرقية، وتقليص نشاطها بالقرب من كييف، فيما ذكرت الاستخبارات البريطانية، والبنتاجون أنه ما يحدث ما هي إلا مناورة لتوجيه ضربة قاسية إلى كييف.

في هذا التقرير نرصد أبرز التطورات والمستجدات في الحرب الروسية الأوكرانية على الصعيد السياسي الدبلوماسي، وعلى الصعيد العسكري.

المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا

المفاوضات الخامسة بين روسيا وأوكرانيا

على صعيد المفاوضات، جرت أمس الجولة الخامسة بين روسيا وأوكرانيا على الصعيد الدبلوماسي، محاولة لتقريب وجهات النظر، برعاية تركية، وأقيمت هذه الجولة في إسطنبول، ولكن جاء رد فعل الكرملين مخيبا للآمال بعدما أكد عدم إحراز أي تقدم في طريق التهدئة، بعد جوالات المفاوضات التي جرى 3 منها في بيلاروسيا، والرابعة افتراضيا، وكانت جولة مفاوضات أمس هي الأولى من نوعها في إسطنبول، والخامسة في مسار التفاوض، وتأتي ضمن مساعي الوساطة التي تقودها أنقرة بين موسكو وكييف من أجل التوصل إلى نقاط مشتركة بشأن المسائل الخلافية.

وعن مطالب الطرفين، كانت تمسك أوكرانيا، بالنقاط التالية:

  • وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية.
  • الحفاظ على سيادة الحكومة الأوكرانية على جميع أراضيها طبقا لتصريحات المسئولين الأوكرانيين.

أما عن روسيا فقد تمسك بـ:

  • حياد أوكرانيا وعدم انضمامها إلى الناتو.
  • نزع السلاح الأوكراني، وضمان الأمن الجماعي.
  • استخدام اللغة الروسية، والتخلص من النازية الجديدة.
  • وأشارت بعض المصادر الغربية إلى طلب روسيا من أوكرانيا استسلاما تاما.

وكانت نقاط الخلاف تنحصر في:

  • السيادة على إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم.

نقاط التوافق حسبما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وطبقا لوثيقة المبادئ التي سلمها الوفد الأوكراني لنظيره الروسي:

  • أن تتخلى أوكرانيا عن حلم الانضمام للناتو وتظل على الحياد، وإثبات وضعها كدولة خارج أي تكتلات سياسية أو عسكرية.
  • أن تنظر أوكرانيا إلى قضايا دونباس ولوجانسك على أنها حقيقة ثابتة على الأرض.
  • التزام أوكرانيا بعد السعي إلى الحصول على أسلحة نووية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل.
  • التزام أوكرانيا بعدم استضافة قواعد وقوات أجنبية في أراضيها.
  • التزام أوكرانيا بعدم إجراء أي تدريبات عسكرية إلا بموافقة الدول الضامنة، ومنها روسيا.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

تناقض بين الموقف الدبلوماسي والعسكري

من ناحية أخرى، يرفض المسئولون الأوكرانيون الاتفاق مع روسيا، قائلين إن أوكرانيا ستواصل النضال من أجل سيادتها الكاملة، أما عن قضية الانضمام للناتو، فقد أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قبل المفاوضات، أنه لن يسلك طريق الناتو، وذلك لأن بلاده شبه محتلة وغير مؤهلة لهذا الوضع على أي حال، وهو أمر غير مرجح في  المستقبل القريب.

إذا فهي حالة من التناقض بين ما يحدث في المفاوضات، وما يحدث على جبهات القتال المختلفة، ففي ظل استمرار المفاوضات، تواصل القوات الروسية قصف المدن الأوكرانية، وتستمر تصريحات المسئولين الأوكرانيين، بأن كييف لن تستسلم، وأن  بلادهم ليست على استعداد للتنازل عن مخاوفها الأمنية الأساسية وسلامة أراضيها وسيادتها عليها، بينما تواصل روسيا التقدم عسكريا وفي المفاوضات.

وقال كبير المفاوضين الأوكرانيين في محادثات السلام الجارية مع روسيا أمس، إن كييف لن توقع اتفاقية سلام إلا بعد انسحاب جميع القوات الروسية بالكامل من أراضيها، موضحا أنه عندما يصلون إلى النقطة التي يمكن مناقشتها بجدية أو التوقيع على اتفاقيات فإنه على روسيا الانسحاب تماما، وعندها فقط ستجلس كييف للتوقيع.

في هذا الصدد، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه لا يصدق التعهدات التي أطلقتها روسيا بشأن تقليص عملياتها العسكرية في بلاده، مشيرا إلى أن قواته تتحضر لخوض معارك جديدة في شرق البلاد، وأنهم لن يتخلون عن أي شيء، وسيقاتلون من أجل كل شبر.

من جانبها، تعهدت موسكو بالحد بشكل جذري من نشاطها العسكري في اتجاه كييف وتشرنيهيف في شمال البلاد.

الحرب الروسية الأوكرانية

الموقف العسكري في أوكرانيا

أما عن الموقف العسكري على الأرض، قالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أمس الأربعاء، إن روسيا بدأت إعادة نشر أقل من 20% من القوات حول العاصمة كييف، موضحة أنه من المتوقع أن يتم تجهيز هذه القوات بالعدة والعتاد لإعادة الانتشار في أوكرانيا لا لإعادتها إلى الوطن.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، أمس الأربعاء، إن القوات الروسية قريبة جدا من وسط مدينة ماريوبول الأوكرانية، متهما روسيا باستهداف البنية التحتية المدنية والمباني السكنية والمستشفيات، وأضاف: “المدينة يتم تدميرها عن طريق الضربات الجوية الروسية”.

كما قصفت القوات الروسية مشارف العاصمة كييف ومدينة تشيرنيهيف المحاصرة في شمال أوكرانيا أمس الأربعاء، بعد إعلان موسكو أنها ستقلص عملياتها العسكرية في المدينتين فيما وصفه الغرب بأنها حيلة لإعادة تنظيم صفوف القوات الروسية بعد تكبدها خسائر فادحة.

القصف الروسي

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، في أحدث تقرير استخباراتي حول الوضع في أوكرانيا، أن القوات الروسية تواصل الاحتفاظ بمواقعها في شرق وغرب العاصمة الأوكرانية كييف، متوقعة بقتال عنيف في ضواحي العاصمة الأوكرانية كييف خلال الأيام المقبلة.

وأفادت التقارير الإعلامية باستمرار القتال في الجبهة الجنوبية الشرقية في ماريوبول، وأن القوات الأوكرانية ما زالت تسيطر على وسط المدينة، فيما أعلن نائب رئيس الوزراء الأوكراني أن حافلات تتجه إلى ماريوبول لإجلاء المدنيين من جنوب المدينة.

كما تعرضت مدينة دنيبرو الأوكرانية لقصف صاروخي روسي، أمس الأربعاء، وكشفت صحيفة "كييف إندبندنت"، أن دنيبرو تتعرض لضربة صاروخية، وقال عمدتها عبر فيسبوك، إنه ينتظر رسالة رسمية من الإدارة العسكرية الأوكرانية قبل تقديم تعليقات إضافية، لكن لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات حتى الآن.