الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"العشر الأواخر وفقه الأولويات في واقعنا المعاصر".. موضوع خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

أعلنت وزارة الأوقاف موضوع  خطبة الجمعة القادمة  21 رمضان 1443هـ  الموافق 22 أبريل 2022م عنوانه : "العشر الأواخر وفقه الأولويات في واقعنا المعاصر".


وطالبت جميع  الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصًّا أو مضمونًا على أقل تقدير ، وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة ، مع ثقتنا في سعة أفقهم العلمي والفكري ، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة.


أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في الحلقة الرابعة عشرة من برنامج "رؤية" بعنوان : "الجاهلية والصحوة" ، أن من أهم المفاهيم التي يجب أن تصحح مفهوم الجاهلية ، ومفهوم الصحوة.

الجاهلية والصحوة
وقال: ذلك أن الجماعات المتطرفة اتخذت من المغالطات، وتزييف الوعي، وتحميل بعض الألفاظ، والمصطلحات دلالات أيديولوجية خاصة بها، وألحت على ذلك إلحاحًا مقيتًا، وعملت بما وفرت من وسائل طباعة ونشر أن يصبح ذلك بمثابة الأفكار الراسخة، مما يتطلب تفنيدًا علميًا، ومنطقيًا، وتفكيكًا لمصطلحات هذه الجماعات المتطرفة حتى نحمي شبابنا ومجتمعنا من مخاطر التطرف، والمغالطة بالمصطلحات، واللعب بالمصطلحات، واللعب بالألفاظ،  وتزييف المصطلحات، وتزييف المعاني.

وتابع وزير الأوقاف: أما مصطلح الجاهلية : فقد لجأت الجماعات المتطرفة إلى وصم المجتمع الإسلامي بأنه جاهلي ، ليبدأ ينطلق من الجاهلية وتجهيل المجتمع إلى كل شيء بدعة ، فسق ، حرام ، ثم انتقلوا من الجاهلية إلى تكفير المجتمع ، وهذه الخطورة البالغة ، نقول أولًا : رمي مجتمعاتنا بالجاهلية مغالطة من الجماعات المتطرفة شكلًا ومضمونًا، أما من حيث الشكل واللغة فالجاهلية التي أطلقت على الفترة التي سبقت بعثة النبي (صلى الله عليه وسلم) ليست من الجهل ضد العلم ، ولا من الجهل ضد الإيمان ، ولم يقل أحد أن الجهل هنا ضد الإيمان ، إنما هي من الجهل ضد الحلم ، من الجهل نقيض الحلم ، وليس نقيض العلم ، من ذلك قول عمرو  بن كلثوم :"أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا".


وأضاف وزير الأوقاف: لا يعتدي أحدٌ علينا فنعتدي فوق اعتداء المعتدين ، فهنا الجهل بمعنى : أننا القوة، والطيش، ولا يعتدي، ولا يطيش، ولا يتطاول أحد علينا ، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم) لسيدنا أبي ذر الغفاري (رضي الله عنه) : "يا أبَا ذَرٍّ أعَيَّرْتَهُ بأُمِّهِ؟ إنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أيْدِيكُمْ، فمَن كانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ ممَّا يَأْكُلُ، ولْيُلْبِسْهُ ممَّا يَلْبَسُ، ولَا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ، فإنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فأعِينُوهُمْ"، وكأنه يقول : من يعتدي ، ويجور على العامل والأجير ويحمله ما لا يطيق ففي ذلك جاهلية واعتداء على الآخرين.

وأكمل: إذًا فمن حيث الشكل، ليست من الجهل نقيض الإيمان، ولا من الجهل نقيض العلم، وأما من حيث المضمون ، فمن يقول مثلًا عن مصر العلم والعلماء، مصر الأزهر، مصر المساجد ، مصر المآذن، مصر القرآن التي يدرس بأزهرها الشريف نحو مليوني طالب وطالبة، ويستضيف أزهرها الشريف عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات الوافدين من مختلف دول العالم، والتي نبعث من وزارة الأوقاف ويبعث أزهرنا الشريف مئات الموفدين يعلمون الناس علم الإسلام، حتى قال الشيخ/ محمد متولي الشعراوي (رحمه الله): "من يقول عن مصر التي صدَّرت علم الإسلام حتى إلى البلد الذي نزل فيه الإسلام وانتشر علماؤها في مختلف دول العالم يدعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، أنه بلد جاهلي، لا يقول ذلك الا جاهلٌ، أو حاقدٌ، أو حاسدٌ، أو مُستَغِلٌ، أو مُستَغَلٌ، أو عميلٌ، أو مأجورٌ لصالح أعداء الدين والوطن".
 


-